رافق الاهتمام بالبيئة والتنوع الطبيعي أيلة عبر مسيرتها الممتدة لعشرين عام خلت، لتواصل تعزيز موقعها كأحد أكبر المشاريع الحضرية الصديقة للبيئة مع أدائها الملتزم بأفضل الممارسات وتنفيذها عدة مبادرات وبرامج تهدف لنشر الثقافة واسلوب الحياة الصديق للبيئة على أوسع نطاق ما ترك تأثير إيجابي على سكان أيلة وزوارها.
واستقبلت أيلة العام 2024 بتعزيز وتطوير شراكاتها مع المؤسسات العامة ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالبيئة وبما يكفل أساليب مثلى للحفاظ على التنوع الحيوي في موقعها الفريد ومواصلة الالتزام برؤية مؤسسية تولي الاستدامة والحفاظ على الموارد جلّ عنايتها.
“خفض البصمة الكربونية” في أيلة كان في صلب الاهتمامات وفقا للرؤية التي قامت عليها شركة واحة أيلة للتطوير خلال العقدين الماضيين لتساير النهج العالمي في الاعتماد على الطاقة الخضراء وتوفير مصادر المياه وخفض الهدر، والذي توّجته بإطلاق مشروع الطاقة الشمسية الذي يوفر الطاقة الخضراء اللازمة لجريان المياه في المسطحات المائية والبحيرات بالإضافة إلى تلبية احتياجات الري في ملعب الجولف وتوفير الطاقة اللازمة لأنظمة التبريد.
وبقدرة تبلغ حوالي 8 ميغاواط يواصل مشروع الطاقة الشمسية توفير الاحتياجات اللازمة من الطاقة الكهربائية عبر ألواح جرى نشرها على قنوات تصريف مياه الأمطار، وهو ما ترك أثراً بالغاً في الحد من الانبعاثات الضارة. ونفذت أيلة مشروعا لحلول تنظيف الوحدات الكهروضوئية وتحويلها من التنظيف اليدوي إلى الآلي عبر أحدث التقنيات التي تعتمد آلية روبوتية دون تدخل بشري أثبتت كفاءة عالية والذي ساهم في الترشيد من استخدام المياه في عملية التنظيف .
وتستمر أيلة في ممارسات الحد من استهلاك الماء والكهرباء في مختلف مرافقها بنشر التعليمات الهادفة لتقليل الهدر وتوزيع الصنابير الموفرة للمياه والاعتماد على أنظمة الإضاءة الكاشفة للحركة والموفرة للاستهلاك.
مذكرة التفاهم مع شركة مياه العقبة لتزويد أيلة باحتياجاتها من مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي والمياه العادمة المعالجة ميكانيكياً والمخصصة لأغراض الري لمدة 10 سنوات، تصب في إطار الجهود الرامية للحفاظ على الموارد الطبيعية. إذ تحصل أيلة على 3 آلاف متر مكعب من المياه المعالجة ميكانيكياً يومياً تستخدم لغايات ري ملاعب الجولف والأشجار والمسطحات الخضراء في المشروع ما يعزز الاستدامة في مصادر المياه وزيادة الرقعة الخضراء والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة من المياه، وامتثال أيلة للقواعد البيئية والتنموية المستدامة.
وتزامن مع هذا الريادة في مجال المياه والطاقة، نجاح واسع لبرنامج أيلة الخاص بحماية الموارد البحرية عبر نقل واستزراع آلاف الوحدات من الشعاب المرجانية في مناطق البحيرات الاصطناعية وإعادة زراعتها في كرات خراسنية مخصصة لهذه الغاية وفقاً لأساليب علمية مبتكرة.
وخلال السنوات الماضية أسهمت جهود أيلة في إضافة 17 كيلو مترا إلى الواجهة البحرية لمدينة العقبة في الحفاظ على الموارد الطبيعية السمكية، إذ تعمل البحيرات الاصطناعية والممرات المائية كمحميات طبيعية للأسماك مع تسجيل اكثر من 100 نوع منها في أيلة، يتم الحفاظ على بيئة مناسبة لها بفضل جهود فرق الغوص المتخصصة.
وكثمرة لهذه الجهود، أثنت تقاريرالجامعة الأردنية -محطة العلوم البحرية على نجاح أيلة خلال السنوات العشر الماضية في توفير متطلبات تكاثر الشعاب المرجانية وإنشاء المشاتل الخاصة برعايتها وزيادة أعدادها ودورها الحاسم في الحفاظ على الأنظمة البيئة باستخدام تقنيات الشعاب الاصطناعية.
ورصدت كوادر أيلة زيارة أعداد من السلاحف البحرية أنواع منها مهددة بالانقراض، وبهذا الشأن وقعت أيلة مذكرة تفاهم مع الجمعية الأردنية لحماية السلاحف البحريّة والبريّة لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجال حماية البيئة البحرية والحفاظ على السلاحف في بحيرات أيلة ورعاية الأنواع المهدّدة بالإنقراض حسب القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN).
ونظراً لموقعها الاستراتيجي كنقطة جذب هامة للطيور المهاجرة بين قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا تواصل أيلة جهوداً كبيرة بالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في دراسة الموائل المنشأة في أيلة على استقطاب الطيور وتقديم الاستشارات الفنية الخاصة بزيادة الموائل التي جرى تتويجها بتطوير مسار ريشة أيلة الأول من نوعه في المنطقة كمسار بيئي فريد خارج المحميات الطبيعية لمراقبة أصناف مختلفة من الطيور.
وبالإضافة إلى حماية البيئة وتحقيق هدف استدامة الموارد أسهم مسار ريشة أيلة في استقطاب اهتمام الباحثين في ميدان السياحة البيئية المتخصصة بمراقبة الطيور. كما نجحت جهودها خلال السنوات العشر الماضية في تسجيل أكثر من 100 نوع طيور؛ عدة أصناف منها نادرة التسجيل في الأردن، خلال فترات استراحتها في أيلة لتكمل رحلة الهجرة الموسمية، مستفيدة من موقع أيلة وموائلها المقامة على ثاني أهم مسارات الهجرة للطيور في العالم.
آخر البرامج البيئية التي أطلقتها أيلة خلال العام الماضي تمثلت بشراكتها النوعية معHopOn الشركة المتخصصة في وسائل النقل الصغيرة، بهدف إحداث نقلة نوعية في خدمات النقل المبتكرة والصديقة للبيئة.
واستهدفت أيلة من هذه المبادرة غير المسبوقة توفير وسائل النقل الصغيرة مثل السكوتر الذكي، بما يساعد على تغيير نمط تنقل الأشخاص، عبر تقليل استخدام السيارات وتخفيف الانبعاثات الضارة، وتعزيز نمط الحياة الصحي للمستخدمين.
وفي مختلف أروقة أيلة توفر HopOn باقة من خيارات النقل الذكية والخضراء تضم السكوترات الكهربائية والسكوترات ذات الثلاث عجلات والدراجات الهوائية والجبلية الكهربائية والدراجات الكهربائية وعربات الجولف، ودراجات الشحن الكهربائية. وتنشر هذه المبادرة من ثقافة النقل الحضري الذكي والأخضر بين سكان أيلة وزوارها، وبما يحد من البصمة الكربونية، ويسهم في بناء مجتمع حضري مستدام وصديق للبيئة.
واعترافاً بنجاح هذه الجهود ترفع أيلة العلم الأزرق البيئي في 3 مواقع داخل أيلة، ومنذ أكثر من 6 أعوام تعكس الشهادات البيئية الممنوحة من المؤسسة العالمية للتعليم البيئي، الالتزام بالقواعد الخاصة بنوعية المياه، والسلامة العامة والخدمات، والمعلومات والتعليم البيئي، والإدارة البيئية، بالإضافة إلى حصول مطعم سيليكا على شهادة المفتاح الأخضر البيئية العالمية من الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية تتويجاً للالتزام بالقواعد البيئية، وحصد أيلة جائزتي أفضل مرسى في مجالي “حماية البيئة” و “تدابير السلامة” التي تقدمها “أبوظبي البحرية”.
تتناغم عشرات البرامج والمبادرات البيئية في أيلة مع استراتيجتها القائمة على تبني أفضل الممارسات البيئية منذ أن جرى وضع المخططات الاولى لها قبل 20 عاماً ما يعزز نمط العيش المستدام ويكفل توفير منتج سياحي نوعي يراعي المعايير البيئيةويقدم خدمات ومرافق وبنى تحتية رفيقة بالبيئة والتنوع الحيوي.