الاثنين 26/2/2024
بمشاركة أكثر من 130 من وجهاء ونشطاء وناشطات مخيم البقعة ولواء عين الباشا، نظم مركز القدس لللدراسات السياسية في قاعة لجنة تحسين مخيم البقعة ندوةً حوارية بعنوان: المشاركة السياسية.. طريقنا لتدعيم الأردن ودعم فلسطين”، تحدث فيها كل من السياسية الدكتورة روان الحياري ورئيس المجلس المركزي في الحزب المدني الديمقراطي المهندس سمير عويس، ومدير عام مركز القدس للدراسات السياسية الأستاذ عريب الرنتاوي.
تحدثت الحياري في مداخلتها عن الأثار التي أحدثتها الحرب على غزة على المستويين الإقليمي والدولي والمتمثلة في تعاظم التحديات التي تواجه العالم نتيجة التغيرات التي شهدتها مراكز القوى، منوهةً إلى أن مواجهة هذه التحديات والتعاطي معها يتطلب تمكين وتقوية الجبهة الداخلية، وضرورة قيام كافة الأطراف بأدوارها من مواقعها حفاظاً على النسيج والتماسك داخل المجتمع.
وأشارت الحياري إلى أهمية الوعي السياسي كطريق لتحقيق النضج السياسي وتمكين المجتمع سياسياً ليكون قادراً على اختيار من يمثله داخل مجلس النواب خاصة وأن عملية الاختيار في ضوء التحديث السياسي تستوجب الاختيار وفقاً للبرنامج الذي يطرحه الحزب، وإمكانية تطبيقه، مختتمةً حديثها بضرورة التركيز على البرامج التي تدفع نحو الانتقال نحو الاعتماد على الذات والمُضي في مسارات التحديث كافة والحفاظ على الأمن الوطني.
بدوره أكد المهندس سمير عويس إلى أن تحصين الاردن وتدعيمه يتطلب المُضي بمسار الديمقراطية والمدنية، مؤكداً أن التوجه نحو التحديث السياسي جاء نتيجة غياب الديمقراطية والتحديات التي يواجهها المواطن اقتصادياً ومعيشياً، في مختلف الجوانب، مؤكداً أن معالجة هذه التحديات تتطلب السير في طريق التحديث السياسي والديمقراطي فإحداث التغيير الاقتصادي يتطلب إصلاحاً سياسياً.
ولفت عويس إلى أن التحديث السياسي جاء بمبادراتٍ ملكية من أبرزها الأوراق النقاشية الملكية التي تطرقت لمختلف الجوانب المتعلقة بعملية التحديث، داعياً لأهمية الانخراط بالأحزاب السياسية واختيار النواب بناءً على برامجهم وليس شخوصهم لما لذلك من دورٍ في تعزيز دور النواب في الرقابة على الحكومة، واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية العلاقة الاردنية الفلسطينية وأهمية التعاطي معها بصورةٍ مدنية على حد وصفه.
الأستاذ عريب الرنتاوي أوضح في كلمته إلى أن هنالك صورتان تسطعان في غزة الأولى تتمثل بالكارثة الإنسانية التي يخلفها العدوان على غزة وصورة الصمود وهزيمة الجيش الذي كان يدّعي لسنوات طويلة أنه الجيش الذي لا يُقهر.
تطرق الرنتاوي إلى التهديدات الإسرائيلية التي تحدق بالاردن من الجانب الإسرائيلي مُشيراً لما يتم تداوله إسرائيلياً من وثائق تُظهر الأطماع الإسرائيلية في الضفة الغربية والسعي لتهجير الفلسطينيين للأردن، إضافة لدعوات نتنياهو لتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأنروا” والقضاء على حق العودة، وفي هذا السياق أشار الرنتاوي أن النكبة لم تكن بضياع الارض وإنما بالتهجير .
وعن الدور الاردني أشار الرنتاوي إلى أهمية تحصين الجبهة الداخلية من خلال المشاركة بكثافة لانتخاب مجلس نواب قوي يدعم ويعزز المواقف الثابتة للأردن ويزيد من فاعلية الرأي العام، مشدداً على عدم العبث بالجبهة الداخلية وقطع الطريق أمام أية ممارسات من شأنها التأثير فيها، كما طالب الرنتاوي الشباب بالمشاركة بكثافة في التعبير عن مواقفهم تجاه ما يحدث في غزة من خلال الأحزاب السياسية ومختلف الاطر المتاحة تعزيزاً وإبرازاً لدورهم، كما أكد على ضرورة توسيع الأردن لعلاقته الإقليمية والدولية لمواجهة الخطر الوجودي الذي تشكله إسرائيل على الأاردن.
من جانبها تمحورت مداخلات االمشاركين حول أهمية تعزيز دور الإعلام في توضيح ما يحدث من تطورات فرضتها الحرب على غزة وعملية طوفان الأقصى، حيث أن للإعلام دور توعوي هام في هذا الجانب، كما طالب المشاركون الأحزاب السياسية بتوسيع دائرة انشطتها وأن تعمل على الوصول للمجتمعات المحلية للمارسة دورها التوعوي سعياً لحفز المشاركة والانخراط في الأحزاب، منوهين لضرورة أن توضح وتعمل الأحزاب السياسية على تطوير رؤيتها مما يحدث في غزة والإقليم، كذلك تطرق المشاركون إلى واقع الدور الاردني في تحقيق المصالحة الفلسطينية داعين لمزيدٍ من الجهود الاردنية في ها المجال، مؤكدين على خصوصية الدور الاردني في القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأاردن الأولى.
وكان رئيس لجنة تحسين مخيم البقعة الدكتور حسن مرشود قد افتتح أعمال الحوارية وتولى إدارتها، حيث رحب بالمشاركين وأكد على أهمية المشاركة السياسية بأشكالها المختلفة بما فيها المشاركة في الانتخابات، لما لها من دورٍ في تعزيز مساهمة االمواطنين في صنع القرار وإدارة الشأن العام، ونوه إلى دور قانوني الانتخاب والأحزاب في حفز التعددية السياسية، مشدداً على أهمية التأكيد دائماً على المصلحة الوطنية من جانب الجميع ، ومؤكداً على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن بوصفها العامل الرئيس لتحقيق الاستقرار في المنطقة.