أمام شح الكلمات في ثنايا الحرب البائسة، وأمام انهمار الدموع من دموع بكت أشخاصا فارقوا الحياة بألم الحرمان، وأمام سماء شاهدة على صواريخ جبانة وأرض شاهدة على مقاومة ثابتة، يبكي المسن بعد أن ألقى الوداع الأخير على أحد أقاربه في دير البلح وسط القطاع.
صمد كثيرا ولكن قلبه أُثقل بالحزن والحسرة وتعايش مع مرارة الحرب على مضض، فبكى بكاء قاسيا، فكان المشهد مؤثرا “يلين لأجله الحديد”، لحرارة الموقف الذي بالكاد يُحتمل.
في قهر مستفحل في القطاع وفي أحزان متراكمة، وقلوب مُبعثرة، نجد هؤلاء ينفضون الركام عن أيامهم، ليتعايشوا مع حياتهم المستحيلة والتي أصبحت بعزيمتهم “ممكنة”، وباتت معادلة “من الإرادة يصبح المستحيل ممكنا”، هكذا تربوا، وهكذا يعيشون.
لا يوجد مكان في القطاع إلا ونهشته أيادٍ غادرة، فتناثرت أحلام ووئدت سعادة وباتت الصور “كوابيس” للعدو وليس لأهالي القطاع لأن “الله معهم”.
دموع أحرقت من عاهدوا الله على الصبر، على وقع الدعاء بأن يكونوا من أهل الجنة، وأن يزيد من عزيمتهم وثباتهم.