قال أطباء أردنيون، إن حياة السكان في مدينة غزة ومحيطها، باتت مهددة بالخطر نتيجة الأمراض المتفشية وانتشار الفيروسات التي تنذر بحدوث كارثة وبائية إذا لم يتلقوا المضادات الحيوية والعلاج اللازم لها.
وبينوا أن هنالك انتشارا كبيرا للعديد من الفيروسات التي سببتها الحرب الأخيرة على القطاع، وأن حالات الإصابات بالأمراض المعدية وغير المعدية أصبحت ترتفع بشكل كبير وتتزايد يوما بعد يوم.
وقال رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، إن قطاع غزة شهد منذ بداية الحرب تسجيل أكثر من 705 آلاف حالة إصابة بأمراض معدية، تركزت بشكل كبير في حالات التهاب الجهاز التنفسي العلوي، والإسهالات بسبب التلوث الحاصل في المدينة، خاصة لدى فئة الأطفال وإصابات بالتهاب الكبد الوبائي، والأمراض الجلدية المختلفة والتهابات بكتيرية ناتجة عن النقص الشديد في المياه ومواد النظافة.
وأضاف أن جميع الفئات العمرية في غزة ومن كلال الجنسين، معرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي تؤدي إلى الموت في كثير من الأحيان، بسبب النقص الحاد في جميع المقومات التي تساعد على الحياة، مشيرا إلى أن كل شخص يعيش في قطاع غزة غير مستثنى من الإصابة بمرض معين وأن عامل الخطورة يرتفع لدى المصاب بسبب عدم توفر العلاج والخدمة الطبية.
وبين البلبيسي أن العدوان الإسرائيلي على غزة استهدف منذ بدايته المنظومة الصحية، حيث استشهد جراء القصف نحو 400 شخص من الكوادر الصحية واعتقل 269 آخرين، ودمرت 155 مؤسسة صحية وخرج 32 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة، واستهدف العدوان 126 سيارة إسعاف، ودمر البنى التحتية لمستشفيات خان يونس وشمال القطاع، حيث ساهم هذا الدمار في تفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض التي خلفت مئات الآلاف من الإصابات بأمراض معدية، دون أن تتوفر الإمكانيات الطبية اللازمة لمعالجتها.
وقال نائب رئيس مبادرة إعمار القطاع الصحي في غزة الدكتور فوزي الحموي، إن التقارير العالمية تشير إلى أن القنابل التي أسقطت على قطاع غزة من بداية العدوان تفوق ثمانية أضعاف تلك التي أسقطت على مدينة هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، وهذا يسبب بما لا شك فيه المزيد من الأمراض وانتشار الفيروسات الخطيرة والتشوهات الخلقية عند الأجنة واجهاضات لدى النساء الحوامل وأمراض أخرى عديدة.
وبين أن 200 ألف قنبلة سقطت على مساحة جغرافية صغيرة يقطنها سكان غزة المدينة ومحيطها، ستؤثر حتما على الأجهزة التنفسية عند السكان وستخلف عيوبا خلقية عند الأطفال حديثي الولادة نتيجة تعرضهم للفسفور الأبيض الذي تستخدمه إسرائيل في حربها على القطاع.
وأضاف الحموري، أن نظام التخلص من الصرف الصحي والنظام البيئي بشكل عام بات يهدد سكان غزة، حيث تعجز الجهات المختصة عن إدارة هذه الأنظمة بسبب القصف المستمر للطيران الإسرائيلي وتدمير البنى التحتية، مؤكدا أن ذلك سيتسبب بنشوب كارثة وبائية وبيئية وظهور العديد من الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز الهضمي والتهابات الكبد والجذري المائي وغيرها.
بدوره قال مدير الشبكة الشرق اوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) الدكتور مهند النسور، إن الوفيات الناتجة عن سوء التغذية في غزة باتت ترتفع بشكل كبير، وإن الأمراض المعدية تحصد يوميا ارواحا جديدة بسبب عدم توفر اللقاحات التي تقي من هذه الأمراض.
وأكد النسور أن هنالك أزمة تغذية شديدة ومجاعة تؤدي إلى الموت عند الأطفال، وخصوصا حديثي الولادة والرضع بسرعة أكبر، بسبب إجهاد الأمهات وانعدام الخصوصية للرضاعة الطبيعية وعدم كفاية المياه، وتوفر مقومات النظافة الصحية بشكل عام، حيث ازدادت ممارسات تغذية الرضع وصغار الأطفال تدهورا مع استمرار الحرب.
وأوضح النسور أن الوضع الصحي في غزة يحتاج إلى مساعدة دولية عاجلة لضمان إمدادات المستلزمات الصحية بشكل ثابت ومستمر، لاسميا وأن الأوضاع في المدينة أصبحت حرجة للغاية والناس يموتون بأعداد كبيرة نتيجة عدم تلقيهم الخدمة الصحية اللازمة.