العقبة **آذار/مارس 2024
كشف مسح علمي أجرته الجمعية الملكية لحماية الطبيعة – مرصد طيور العقبة أن نتائج موسم الهجرة لخريف العام 2023 في أيلة أكد مكانتها كمركز حيوي لاستراحة الطيور المهاجرة، إذ تواصل لعب دور محوري في المساهمة في حماية التنوع الحيوي من خلال جهودها في توفير بيئات متنوعه داخل مشروع أيلة مما يجعل منها مقصداً لسياحة مراقبة الطيور.
وأوصى المسح بضرورة مواصلة الجهود التي تقوم عليها أيلة لضمان استدامة هذه النظم البيئية الحيوية.
وقالت الجمعية العلمية الملكية – مرصد طيور العقبة في تقريرها إن العقبة تحتل مكانة بارزة واستراتيجية على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم ما يجعلها منطقة حيوية لاستراحة أكثر من 1.5 مليون طير من الطيور الحوامة المهاجرة والملايين من الطيور غير الحوامة خلال هجرتها بين أوراسيا وأفريقيا.
وبين المهندس سهل دودين، المدير التنفيذي لشركة واحة أيلة للتطوير، أن أيلة تعتبر ملاذاً هاماً لاستراحة هذه الطيور مما يجعل بيئاتها المتمثلة بالمسطحات الخضراء والبحيرات الصناعية نقاط توقف رئيسية، حيث تزيد اعداد الأنواع التي تم توثيقها في المناطق المهمة للطيور وابرزها مرصد طيور العقبة ومشروع ايلة عن 270 نوعا مختلفا من الطيور، مما يجعل هذه البيئات تلعب دورا حاسما في توفير الراحة والتغذية للطيور اثناء هجرتها الشاقة. وتمكنها من مواصلة هجرتها ومواصلة خدماتها للنظم البيئية والانسان في كوكب الأرض.
وأشار التقرير أن أيلة والجمعية الملكية لحماية الطبيعة يكرسان جهودا عظيمة لتعزيز سياحة مراقبة الطيور في العقبة للمساهمة في تحقيق التنمية في مدينة العقبة سواء للقطاع الساحي او للمجتمع بشكل عام.
وصرح المهندس فراس رحاحلة مدير مرصد طيور العقبة ان عمليات المسح لانواع الطيور في مشروع ايلة خلال موسم الهجرة الخريفي لعام 2023 اسفرت عن تسجيل 93 نوعاً مختلفاً من الطيور، منها اربعة أنواع مهددة وكان منها توثيق لنوع من الانواع النادرة في مشاهدتها في الأردن (بحسب اللجنة الوطنية لتسجيل الطيور النادرة)، جرى تسجيل طير جديد من الأوز الغراء الصغيرة Lesser White-fronted Goose خلال هذا الموسم كثاني تسجيل له في بيانات الأردن بعد التسجيل الأول الذي تم في عام 2018.
كما جرى في نوفمبر الماضي توثيق تواجد البط الحمراوي ابيض العين Ferruginous Duck في بيئات ايلة بعد ملاحظة أربعة أزواج منها، وهذا النوع من الطيور مهدد بالانقراض على المستويين المحلي والعالمي، نتيجة تدهور موائلة، مما يجعل من استدامة بيئات ايلة فرصة لتواجدة ولتكاثره بحسب الرحاحلة. كما تم تسجيل نوعان اخران من الأنواع المهددة مثل عقاب السهوب Steppe Eagle و الزقزاق الشامي Lapwing
وانتهى المسح إلى أن الممارسات البيئية المثالية شكلت نموذجاً للنجاح في أيلة، وأكدت أهمية النهج التكاملي القوي لتحقيق وسائل حماية التنوع البيولوجي في أحد أكبر المشاريع التنموية الحضرية.
وتعتبر موائل أيلة، والمسطحات الخضراء والممرات المائية نتاج للتنمية المدروسة التي عززت بشكل كبير جاذبية أيلة للطيور المهاجرة في ظل توفر البيئات المائية والموائل البحرية، ما حوّل هذه البيئات إلى وجهات مفضلة لمراقبي الطيور.
وفي واحدة من أفقر دول العالم مائياً، تقوم أيلة بزراعة الأشجار والمساحات الخضراء باستخدام المياه المعالجة ميكانيكياً وإعادة استخدامها في المسطحات المائية والخضراء وملاعب الغولف، وهو ما يعكس نهجا رائدا في التكيف مع اثار تغيرات المناخ في الأردن ويعتبر نموذجاً لحماية التنوع البيولوجي وسبيلاً لتحقيق التنمية.
وتعمل سياحة مراقبة الطيور في أيلة بالإضافة إلى مزاياها الاقتصادية، على تعزيز الوعي البيئي وتنمية المجتمع وتعزيز القدرة على مواجهة التأثيرات المناخية.
لذا فقد قامت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة من خلال مرصد طيور العقبة بتنفيذ برامج تدريبية لتعزيز مهارات مراقبة الطيور بين العاملين في أيلة لتمكينهم من تشغيل مسار ريشة أيلة لمراقبة الطيوربشكل فعال، كفرصة قد تنعكس ايجاباً على واقع التنمية في المدينة.
وخلص المسح إلى أن هذه الجهود تساهم في تعزيز تكاملية النظم البيئية -حيث تساهم الطيور في مكافحة الآفات والتلقيح- وكذلك تساهم في توجيه الاستراتيجيات الضرورية لاستقرار النظام البيئي.