في يوم اليوبيل الفضي

المحامي د. سميح سلمان الدراعين العساف

في يوم اليوبيل الفضي

في أيام اليوبيل الفضي وهي أيام نحن كأردنيين نجدد فيها البيعة ونرسي فيها دعائم الوفاء للعرش الهاشمي والانتماء للثرى الأردني الطيب، فهي ربع قرن مرّت على تسلم صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين “الملك المعزز” أعز الله ملكه لسلطاته الدستورية، ماضياً في مسيرة البناء وتعزيزه امتداداً لمسيرة البناء لجلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال “الملك الباني” طيب الله ثراه.
فخلال خمسة وعشرين عاماً التي شكلت منعطفات إيجابية في تاريخ الأردن التي ترجمت فيها رؤى صاحب الجلالة الهاشمية سواء اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً لتحقيق التنمية الشاملة والنهضة الأردنية المعاصرة.
فبداية حكمه الرشيد اهتم في الجانب الاقتصادي وأولاه رعاية مباشرة منه، فسعى إلى تنويع روافد الاقتصاد الأردني وجذب الاستثمارات الأجنبية والعمل على تطوير المنتج السياحي الأردني والسير نحو مواكبة التطور المعرفي والتكنولوجي والانتقال التدريجي نحو استغلال الطاقات المتجددة بشتى مصادرها الطبيعية وهذا ما عزز واقع الاقتصاد الأردني في أحلك الظروف كما سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة لهي خير شاهد على رؤى جلالته الثاقبة اقتصادياً.
وقد سعى إلى تعزيز المنظومة السياسية وجعلها أكثر تشاركية من خلال ترسيخ مبادئ الديمقراطية وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية وتحديث منظومة الانتخابات وتحديث قوانينها وهذا كله جاء في إطار العديلات الدستورية الضامنة لذلك. أما في جانب الحريات فقد أكد عليها في غالبية المحافل الوطنية كنهج أساسي في نظام الحكم الهاشمي فقد شجع على إدماج جميع أطياف المجتمع الأردني في مناظرات وحوارات وطنية شاملة باعتبارها ركن أساسي في ترسيخ مبادئ الديمقراطية ونظام الحكم ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد بل شدد على حرية التعبير ودعم الصحافة الوطنية المسؤولة. وكل هذا التحديث والتطوير للنهج السياسي لم يكن لولا أن أرسى دعائم الشفافية ومكافحة الفساد لتكون منظمومة التحديث السياسي في غاية الوضوح والنضوج الفكري.
وقد أطلق جلالته العديد من المبادرات الوطنية الهادفة للتنمية البشرية من خلال تحسين واقع العملية التعلمية في المستوى العالي والمهني، وتبني استراتيجيات تعلمية وطنية مواكبة للتطور التكنولوجي والرقمي لإعداد جيل يملك المعرفة والمهارة وقادر على تخطي التحديات المستقبلية وتحويلها إلى فرص.
وفي الشأن الإقليمي والدولي، فقد كان لدبلوماسية جلالته الحكيمة وبصيرته الفذة دور بارز في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، كما أنه عزز علاقة الأردن مع كبرى دول العالم وجعل الدبلوماسية الأردنية أكثر تأثيراً على الساحة الإقليمية والدولية.
أما القضية الفلسطينية، فهي قضية الأردن المحورية ولازل جلالته الداعم الرئيسي لقيام دولة فلسطين على على حدود الرابع من حزيران للعام 1967، باعتبار ذلك أساساً لترسيخ السلام والهدوء في المنطقة وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
فخمسة وعشرين عاماً من الحكم تكللت في ترسيخ النهضة الأردنية بنوياً وحضارياً، وهذا ما كان ليحدث لولا دعم جلالته للقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية التي أولى لها جلالته اهتمامه المباشر لتطويرها ولجعلها مواكبة للتطور والتحديث العصري القائم على المعرفة لتنهض بدورها في حماية الأردن من الداخل والخارج ومكافحة أذناب التطرف والإرهاب وكل ما يترصد بالأردن من خطر.
ونحن كعائلة أردنية واحدة ننتظر بشغف وفرح كبيرين قدوم مولود صاحب السمو الملكي ولي العهد الذي نرى في سموه الجيل الجديد للقيادة الهاشمية مسانداً جلالته في القضايا الوطنية والدولية وهو يحمل فكراً قيادياً نيراً يبشر بمستقبل أردني بهّي.
ولا يسعنا إلا أن نقول لجلالته دمتم لنا فارساً هاشمياً، وكل عام يا مولاي وولي عهدكم الأمين والعائلة الهاشمية بألف خير وعقبال اليوبيل الذهبي.

 

المحامي د. سميح سلمان الدراعين العساف