وقعت جامعة البلقاء التطبيقية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مذكرة تفاهم، لإنشاء تحالف للتعليم العالي في الأردن من خلال التعاون بين الأطراف لضمان تمكين الطلبة اللاجئين من الوصول إلى التعليم العالي بأقل قدر ممكن من العقبات الكبيرة، حيث وقعها عن الجامعة رئيسها الأستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني وعن جانب المفوضية ممثلها في عمّان مايكل ديلاميكو.
الدكتور العجلوني قال خلال حفل التوقيع إن هذا اللقاء يأتي لتوحيد الجهود وخدمة قضايا التعليم العالي المُرتبطةِ باللاجئين عبر تحالُف التعليم العالي في الأردن.
وأشار الدكتور العجلوني إلى أن الأردن ومنذُ ما يَزيد على مئةِ عامٍ تحمل تبعات موجات اللُجوء والهجرة القسرية من العديد من الدول التي تشهد اضطرابات وحروب وعدم استقرار، ولأن الأردن بفضل قيادته الهاشمية وقيمه الإنسانية النابعة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف كان بابه مفتوحاً لكل المنكوبين في هذه الدول ووفر لهم الأمن والأمان والحياة الكريمة والمأوى والمَلجأ والرعاية الآمنة في مملكتنا الحبيبة.
وقال العجلوني إننا كأردنيين نعتز ونفتخر بالجهود التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم لطرح قضايا اللجوء وآثارهِ في كافة المحافل الدولية؛ لحث المُجتمع الدولي على تحمُل مسؤولياته تجاه هذه القضية الإنسانية.
وأشاد الدكتور العجلوني بالجهود التي بذلتها مؤسسات التعليم العالي في الأردن لـ “إطلاق هذا التحالف” الذي ينسجم مع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في التخفيف على اللاجئين من خلال إتاحة الفرصة لهم لمتابعة تحصيلهم الأكاديمي من خلال تخصصات جامعة البلقاء التطبيقية التقنية والتطبيقية والتي توفر للطلبة اللاجئين تعليما مميزا من خلال تخصصات نادرة يحتاجها سوق العمل بشكل كبير واكسابهم المهارات والكفايات اللازمة؛ ليمارسوا أعمالهم وكسب عيشهم الكريم وبناء أوطانهم حال توفر الظروف المناسبة لعودتهم إلى بلادهم.
وأشار الدكتور العجلوني إلى قرار مجلس أمناء الجامعة القاضي بمُعاملة الطلبة اللاجئين من مختلف الجنسيات معاملة الطالب الأردني من حيث رسوم الساعات، وقبولهم في البرنامج الموازي بدلاً من البرنامج الدولي.
من جهته أكد ممثل المفوضية في عمّان مايكل ديلاميكو أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تدرك تماما أهمية وقوة التعليم العالي الشامل والعادل في الأردن، بوصفه بوابة الأمل للاجئين للحصول على الفرصة لإكمال دراساتهم العليا وإكتساب المهارات للمساهمة في بناء أوطانهم حال عودتهم إلى بلادهم وبالتالي كسب لقمة العيش والعيش بكرامة.
وأكد ديلاميكو أن الأردن يعد نموذجًا لكيفية جعل التعليم الشامل والعادل حقيقة واقعة، إذ شهدت السنوات الأخيرة تحسنا كبيرا في الوصول إلى التعليم العالي للاجئين، حيث شمل ذلك خطوات سخية لخفض رسوم التعليم للطلبة اللاجئين لتكون بنفس الرسوم للطلبة الأردنيين في العديد من الجامعات، مشددًا على أن التعليم يعتبر الأساس في توفير مواطنين مؤهلين وقادرين على العمل في قطاعات النمو الأخرى في الأردن بما يتوافق مع رؤية التحديث الإقتصادي.
وأشاد بمبادرة سمو ولي العهد الأخيرة حول التعليم والتدريب المهني والفني التي تدعم الأردنيين واللاجئين لإكتساب المهارات ذات الصلة بالسوق وتعزيز قدرتهم على قيادة حياة مستقلة ومرضية، مما يسهم في تنمية وتطوير المجتمع.
وعلى المستوى العالمي أكد ديلاميكو على أن “المفوضية” تعتبر التعليم العالي للاجئين أولوية عالمية، حيث تضمن المنتدى العالمي للاجئين والذي عقد في جنيف في شهر ديسمبر من العام الماضي التزامًا مهمًا بضمان وصول 15% من اللاجئين إلى التعليم العالي والتقني والمهني بحلول عام 2030.
وقال: اليوم تجتمع 17 جهة فاعلة مختلفة في الأردن بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والجامعات والمراكز المهنية، والقطاع الخاص والعمل الخيري لإطلاق أول تحالف للتعليم العالي في الأردن، ملتزمين معًا بالتعاون الوثيق لمواصلة تعزيز وصولالتعليم للاجئين، ومواجهة التحديات للوصول إلى مستقبل أفضل للأردنيين واللاجئين.
ونصت المذكرة على تعزيز التعاون الذي سيسهم في زيادة إمكانية وصول الطلبة اللاجئين المسجلين لدى “المفوضية” إلى التعليم العالي والتدريب المهني والتقني، إضافة إلى التعاون في زيادة الوعي والتنسيق لدعم إلتحاق الطلبة اللاجئين والأردنيين من الفئات الأكثر احتياجاً في التعليم العالي والتدريب المهني والتقني، بهدف التأثير الإيجابي على فرص التعليم والتدريب وحياة الطلبة اللاجئين.
كما ونصت المذكرة على معاملة جميع الطلبة اللاجئين من كافة الجنسيات معاملة الطلبة الأردنيين في البرنامج الموازي وبجميع الدرجات الجامعية، إضافة إلى إدراج كلمة (لاجئ) إلى الجنسية أو الجنسيات الأصلية في نظام التسجيل الجامعي.
يذكر أن تحالف التعليم العالي في الأردن هو شبكة مكونة من 17 جامعة رسمية وخاصة ومؤسسات حكومية وهيئات خيرية واقتصادية وإنسانية، هدفها تسهيل وصول اللاجئين إلى التعليم العالي والتعليم الفني والمهني، كما و يهدف هذا “التحالف” إلى ضمان وجود فرص الوصول إلى التعليم العالي والتنمية والتدريب الفني والمهني للاجئين والأردنيين الأكثر احتياجاً، تمييزًا لأهميتهم في عجلة التنمية الإقتصادية بما يتماشى مع المحرك الثاني لأولويات النمو الاقتصادي لرؤية التحديث الإقتصادي في المملكة، كما ويسعى “التحالف” إلى تعزيز الإبتكار لتحقيق التنمية المستدامة.