افتتح المؤتمر فعالياته حيث استهل بكلمات ملهمة من رائدات الأعمال الدكتورة ريم بغدادي، رئيسة الهيئة الإدارية لملتقى سيدات الأعمال والمهن، والسيدة آمال دغلس، رئيسة نادي صاحبات الأعمال والمهن. أضفت كلماتهما روح التحدي والإصرار على تجاوز العقبات التي تواجه المرأة في عالم الأعمال، حيث ألقت معالي المهندسة مها علي، الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، كلمة أكدت فيها على الالتزام الوطني بتحقيق التوازن بين الجنسين في مواقع صنع القرار. تبعتها معالي الأستاذة وفاء بني مصطفى، وزيرة التنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، التي رسمت صورة طموحة لمستقبل المرأة الأردنية في القيادة الاقتصادية.
شرف المؤتمر برعاية كريمة من معالي السيد يوسف محمود الشمالي، وزير الصناعة والتجارة والتموين، الذي أكد في كلمته الافتتاحية على أهمية دور المرأة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحقيق رؤية الأردن 2025.
تميز المؤتمر بجلسة حوارية ثرية أدارتها ببراعة وزيرة تطوير القطاع العام السابقة رابعة العجارمة. شارك في هذه الجلسة نخبة من القياديات والقياديين، منهم معالي السيدة ناديا السعيد، الرئيس التنفيذي لبنك الاتحاد، التي قدمت رؤيتها حول دور القطاع المصرفي في دعم رائدات الأعمال.
برزت مشاركة المهندسة ديما بركات، ممثلة جمعية المرأة في صنع القرار، كإضافة نوعية للنقاش. طرحت بركات تحليلاً عميقاً التحديات الهيكلية التي تواجه المرأة في الوصول إلى مجالس الإدارة، مقترحة حلولاً مبتكرة تجمع بين التشريعات الداعمة وبرامج التمكين والتوجيه.
كما أثرت هناء المصري، الناشطة البارزة في مجال حقوق المرأة و الحاصلة على شهادة الماجستير علاقات دبلوماسية دولية من المملكة المتحدة ونائب أول سابق في ملتقى الأعمال الأردني، النقاش بمداخلات قيمة حول أهمية تغيير الثقافة المؤسسية وخلق بيئة عمل داعمة للقيادات النسائية. أكدت المصري على ضرورة تبني سياسات شاملة للتوازن بين الحياة المهنية والشخصية كعامل أساسي في تمكين المرأة من تولي المناصب القيادية.
شهد المؤتمر عرضاً مميزاً لورقة السياسات حول تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات، تلاه فيديو قصير سلط الضوء على جهود التحالف الوطني لدعم المرأة في مواقع صنع القرار الاقتصادي.
خرج المؤتمر بتوصيات طموحة وخطة عمل واضحة لزيادة تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات الأردنية، مع التركيز على تطوير الإطار التشريعي، وتعزيز برامج التدريب والتأهيل، وخلق شبكات دعم للقيادات النسائية الصاعدة.
يمثل هذا الحدث الاستثنائي نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر توازناً وعدالة في عالم الأعمال الأردني، حيث تتاح للمرأة فرص متكافئة للمساهمة في صنع القرار الاقتصادي وقيادة مسيرة التنمية المستدامة في المملكة. وبينما تنطلق الجهود لترجمة توصيات المؤتمر إلى واقع ملموس، يتطلع الجميع بتفاؤل إلى اليوم الذي تصبح فيه المساواة بين الجنسين في مجالس الإدارة حقيقة راسخة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الأردني.