كتب محرر الشؤون السياسية
جاءت عملية التسلل التي قام بها اثنين من أبناء الحركة الإسلامية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في توقيتٍ حرجٍ للغاية؛ خصوصاً وأن الدبلوماسية الأردنية تواصل الضغط على الجانب الإسرائيلي لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ووقف المجازر التي تحدث في القطاع.
وما هي إلا ساعات من تنفيذ العملية حتى جاء بيان حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة؛ ليبارك العملية ويؤكد بأن الشابين الذين قاما بها هم من أبناء الحركة الإسلامية!!
وقبل صدور البيان بقليل انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو للشابين الذين قاما بهذه العملية؛ وهو ما يؤكد بأن هناك من كان على علمٍ بها، وهناك من نسق وصور واحتفظ بتسجيلات الفيديو للذين نفذا العملية واختار الوقت المناسب لبثها وتوزيعها عبر شبكة الإنترنت لتحقق الانتشار عبر منصّات مواقع التواصل الاجتماعي!!
لقد أحرجوا الدبلوماسية الأردنية، في وقت نجحت المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، بلفت أنظار العالم بأسره للمجازر التي تحدث في قطاع غزة، وتغيير مواقف دول وسياسات كانت منحازة إلى الجانب الإسرائيلي عند بداية اشتعال أحداث السابع من أكتوبر، والسعي لوقف إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه أبناء قطاع غزة، الذين يسعون للحصول على الماء النقي والغذاء والدواء والتي هي أولوياتهم في وقت تواصل آلة الحرب الإسرائيلية استهدافهم!
اجتياز الحدود الغربية التي تفصل بين الأراضي الأردنية والأراضي الفلسطينية المحتلة هي حالة فردية؛ لكنّ من تبنّاها اليوم يجب أنّ يتحمل تبعاتها؛ لأنها خرق لسيادة القانون الذي طالما تطالب المملكة الاحتكام إليه.
أهالي قطاع غزة يحتاجون اليوم إلى موقف دولي حازم يوقف هذه الحرب المستعرة؛ وتوفير المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم، بدلاً من السعي لتأزيم الجانب الدبلوماسي الذي يوفر لهم المساعدات الإنسانية.
كما أن الاحتفاء بخرق القانون ومباركة اجتياز الحدود الأردنية بهذا الشكل هو أمر مرفوض بكافة أشكاله، لما له من تبعات.
كان بالأجدر على جماعة الإخوان المسلمين أن تدرك تبعات هذه العملية مسبقا، قبل مباركتها والاحتفاء بها؛ في وقت عليها أن تدرك بأن ما يمكن أن يخشاه أي مواطن أردني غيور تجاه القضية الفلسطينية هو أن تتعنت حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف وتواصل رفضها بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وهو أمر لا يتمناه عاقل يرى معاناة أهل القطاع خلال 378 يوماً من هذه الحرب المشتعلة التي يدفع ثمنها نحو ما يزيد عن مليون و٩٥٠ ألف نسمة من سكان القطاع الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية!!