تصاعدت العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله بشكل خطير في الـ 48 ساعة الأخيرة، مع استمرار الغارات والقصف المتبادل، ما أسفر عن مئات الضحايا وتعليق التعليم في لبنان، بينما تتزايد الجهود الدولية لفرض وقف إطلاق النار وسط توتر الأوضاع الإنسانية، والتهديد الأمريكي بالإنسحاب من الوساطة.
غارات مستمرة على لبنان
قررت الحكومة اللبنانية تعليق التعليم الحضوري في جميع المؤسسات التعليمية، بما في ذلك المدارس والمعاهد والجامعات الرسمية والخاصة، في العاصمة بيروت والمناطق المجاورة بدءاً من اليوم الاثنين. جاء هذا القرار بسبب “الأوضاع الخطرة الراهنة” الناجمة عن الغارات الإسرائيلية المستمرة على لبنان.
وأكدت الحكومة أن التعليم سيتم استبداله بشكل طوعي بنظام التعليم عن بُعد حتى نهاية العام الدراسي، حرصاً على سلامة الطلاب والمعلمين.
قرار الحكومة يأتي في وقت تشهد فيه الحدود الجنوبية للبنان تصاعداً خطيراً في الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، ووفقا لآخر بيان صادر عن وزارة الصحة اللبنانية، أمس الأحد فإن عدوان الاحتلال على لبنان أسفر عن 3754 شهيدًا و15626 مصابًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على البلاد.
وفي يوم السبت فقط أسفرت غارات الاحتلال الإسرائيلي عن 84 شهيدا و 213 جريحا، فيما ارتقى 29 شهيدًا و67 جريحًا يوم الأحد.
تطبيق الشعار.. قصف بيروت يقابله قصف تل أبيب
وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية أن أكثر من 340 صاروخا أطلقت من لبنان أمس الأحد تجاه تل أبيب، في خطوة وصفها إعلام حزب الله بأنها تطبيق لتحذير أمينه العام نعيم قاسم للاحتلال، بقوله: “قصف بيروت سيقابله قصف تل أبيب”.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن “صفارات الإنذار دوت أكثر من 500 مرة في شمال ووسط إسرائيل إثر إطلاق مئات الصواريخ من جنوب لبنان”.
وأسفر القصف عن دخول 4 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ، وإصابة 11 مستوطنا في نهاريا وحيفا وبيتاح تكفا شرق تل أبيب وكفار بلوم بالجليل الأعلى، بالإضافة لأضرار مادية جسيمة.
وعند منتصف الليلة الماضية، أنذرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 12 مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت بالإخلاء تمهيدا لقصفها.
مجموعة السبع تناقش الأزمات في شرق المتوسط
من ناحية أخرى، يناقش وزراء خارجية مجموعة السبع في اجتماع يعقد في إيطاليا تداعيات الأزمة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الوضع في لبنان وغزة.
وبعد أيام من “وصف نتياهو له بأنه معاد للسامية” أكد مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من بيروت، إن الاتحاد الأوروبي يرى طريقا واحدا للحل في لبنان، هو وقف إطلاق النار فورا من قبل كل الأطراف وتطبيق القرار الدولي رقم 1701.
من أغضب هوكستين؟
يأتي ذلك في ظل تهديدات المبعوث الأمريكي هوكستين بالانحساب من جهود الوساطة، حيث أبلغ السفير الإسرائيلي لدى واشنطن أنه في حال لم ترد إسرائيل بشكل إيجابي في الأيام المقبلة على اقتراح وقف إطلاق النار مع لبنان، فإنه سينسحب من جهود الوساطة. وفقا لموقع اكسيوس.
إسرائيل من جهتها تصر على على استبعاد فرنسا من الاتفاق، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية، والتي نقلت في تقريرها أن تل أبيب تشترط عدم انضمام باريس لأعضاء اللجنة الدولية التي ستراقب تنفيذ الصفقة، وذلك بسبب ما تَعدُّه إسرائيل عدائية من فرنسا تجاهها في الأشهر الأخيرة، تحت إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون.
وعلى الجانب الآخر تشير تحليلات إلى رفض لبنان دخول ألمانيا وبريطانيا إلى اللجنة الدولية.
فيما يستمر التصعيد يعيش اللبنانيون توترا وترقبا، بالتزامن مع تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.