قصار القامة.. صراع نفسي حاد لإثبات الوجود

الأردن اليوم – يواجه قصار القامة مشاكل ومعيقات في الاندماج في المجتمع والتوظيف والزواج والعلاج، وهو ما دفعهم لتأسيس جمعية حديثا للفت الانظار الى همومهم وما يعانون من مشاكل تعليمية ونفسية وصحية.

وجاء تأسيس جمعية قصار القامة للثقافة والفنون، لتغيير نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة، وليثبتوا أن لديهم مهارات وقدرات تجعلهم يعملون في مختلف المؤسسات كغيرهم من أبناء المجتمع.

وتؤكد أمين سر جمعية قصار القامة للثقافة والفنون حنين جرار، أننا “موجودون ولدينا القدرة على العمل والإنتاج، ولكننا نحتاج إلى رعاية واهتمام للتغلب على المشكلات التي نعانيها في المجتمع، مشيرة الى أن سبب إنشاء الجمعية “يعود لرغبة هذه الفئة في حماية نفسها ووجودها في الحياة، خاصة أن البعض من قصار القامة يمتلك مهارات وقدرات فنية في العمل بمختلف المجالات الى جانب الموهبة والإبداع في الكتابة والفنون المسرحية”.

وتأمل جرار أن توفر الحكومة من خلال ديوان الخدمة المدنية وظائف لقصار القامة، لأن معظمهم يعملون في مهن حرة في القطاع الخاص، معربة عن أملها في أن” تتغير نظرة المجتمع اليهم، لأن قصار القامة (الأقزام) يمتلكون قدرات كبيرة على العمل رغم ما يواجهونه من معيقات وصعوبات”.

ويشير أحمد كلوب عضو الجمعية البالغ من العمر خمسة وأربعين عاما، إلى “معاناة أصدقائه وزملائه عند الزواج والبحث عن شريكة الحياة”، مبينا أن معظم الأهالي يرفضون قبولهم كأزواج لبناتهم خوفا أن يكون نسلهم من (قصار القامة)”.

ويقول كلوب المتزوج ولديه طفلة قصيرة القامة، إن “(القصار لا يتلقون أي اهتمام أو رعاية طبية حتى أن تكلفة علاجاتهم تكون على نفقتهم الخاصة، علما بأن عددهم في الاردن بحسب تقديرات غير رسمية حوالي 300 شخص”.

يقول رئيس الجمعية، المخرج المسرحي سامي المجالي، إن “أهداف الجمعية تتمثل في تنمية ودمج قصار القامة مع بعضهم في المملكة، إضافة إلى تطويرهم في مختلف المجالات وتعليمهم مهارات علمية وعملية”، فيما تركز الجمعية “على القيام بأنشطة ثقافية واجتماعية”، كاشفا عن وجود عمل مسرحي سيرى النور قريبا يكون جل ممثليه من قصار القامة.

ويشير المجالي إلى أن الجمعية تسعى إلى الانتشار والتوسع في المجتمع من خلال التركيز الإعلامي على قضية قصار القامة، بهدف ايصال رسالة إلى ذوي القصار في الأردن بأن “يمنحوا أبناءهم عناية أكبر ويحاولوا كسر حاجز الخوف لديهم من خلال اشراكهم في نشاطات وفعاليات اجتماعية وثقافية”.

ويبين مستشار العناية بالأطفال والغدد الصماء الدكتور مجلي أحمد حسن، أن “قصار القامة يولدون على هذه الشاكلة بسبب جينات وراثية من قبل آبائهم وامهاتهم (القصار)، إضافة إلى احتمالية تعرض الجنين لأمراض بعد الولادة منها داء الزلق الذي يتلف الشعيرات التي تمتص المواد الغذائية بسبب حساسية تتشكل من الخبز”، مشيرا الى ان مشاكل الكلى وضعف الدم الشديد ونقص الحديد، قد تكون من أسباب وجود قصار القامة”.

وحول احتمالية الشفاء، يقول إن الطفل “قصير القامة الذي يعاني من مشاكل في الجهاز العظمي لا يشفى، ولكن إذا كان سبب القصر يعود إلى مشاكل طبية أخرى فمن الممكن أن يشفى الطفل ويشهد تحسنا في طوله”.

بدوره، يقول المستشار الإعلامي للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة زياد المغربي، إنه “لا لا يتوفر لدى المجلس إحصائية حول عدد الأشخاص قصار القامة في الأردن”، موضحا أن الإحصائية الأخيرة لدائرة الإحصاءات العامة عام 2015 تناولت عدة أنواع من الإعاقات لكنها لم تتضمن قصار القامة.

رئيسي