الأردن في عيون مليكه

كتب – عصام قضماني

كان هذا عنوان لفيلم وثائقي أنتجته محطة ديسكفري الاميركية في حزيران 2002.

في الفيلم يظهر جلالة الملك عبد الله الثاني دليلا سياحيا لتعريف الرأي العام العالمي بالأردن ومناطقه السياحية الثرية.

قبل أسبوع كان جلالته يقود حملة في الهند لاستقطاب الإستثمار , لا يكل الملك ولا يمل فها هو ذا يتصدر قيادة الترويج لكل القطاعات , وهو بذلك يضرب المثل للمسؤولين وللمواطنين كيف يمكن أن يكونوا محفزين بطاقة إيجابية من أجل التنمية في الأردن.

في مقابلته مع صحيفة «ترافل ويكلي» الأميركية المتخصصة في السياحة يعيد التعريف بكنوز الأردن التاريخية والحضارية ويقدم شرحا لتفاصيلها فكيف لا وقد زارها غير مرة وعاش في تفاصيلها.

ليس هذا فحسب فالملك قدم رؤية لطموح الأردن في أخذ موقعه المتميز في الخريطة الإستثمارية والسياحية العالمية كبيئة فكرية وحضارية. في مواجهة التطرف والإنعزال والإنغلاق بإنفتاح مثير لكن محسوب يتخذ من التراث قاعدة للعصرنة.

يفتح الأردن أذرعه للإستثمار ويفتح قلبه وأرضه للسياح من مختلف أنحاء العالم دون خوف ولا قيود وهو موئل لكل محبيه الراغبين في تفيؤ ظلاله بأمن وسلام وللباحثين عن المتعة وعن التاريخ والحضارة.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها جلالة الملك بدور الدليل السياحي.. الذي يقود أنظار العالم في جولة سياحية , وليست هي كذلك المرة الأولى التي يقود فيها الملك جهود إستقطاب الإستثمار والهدف من هذا كله هو الأردن ومواطنيه وهي رسالة ينبغي علينا أن نتمعن كثيرا في أهدافها مواطنين ومسؤولين وأن نقتفي أثرها.

في المقابلة سعى الملك الى تغيير الصورة النمطية السائدة فالأردن في منتصف دائرة النار في الشرق الاوسط وهذا صحيح لكنه جزيرة آمنة أو هو حي هادئ في جوار ملتهب وليس بالضرورة أن يشكل ما يحدث من حوله مانعا من السفر اليه..

في المقابلة سعى الملك الى إبراز عوامل الجذب فتنقل بين المواقع السياحية الجميلة وركز في ذات الوقت على عامل أساسي وهو الأمن رغم موقعه في منطقة مضطربة من العالم الملك في المقابلة إصطحب القراء الى الاماكن التي يحبها وتحدث عنها كما يحب أن يراها في عيونه.. وادي رم. البترا وموقع عماد السيد المسيح (المغطس)، البحر في البحر الأحمر في العقبة ,وادي الموجب.

لم يغفل الملك المضامين الحضارية للرسالة الأردنية في كرم الضيافة والمزج بين التراث والتقاليد والإنفتاح في مجتمع يعظم قيم العدالة والتسامح والوسطية.

التسامح الأردني دينيا واجتماعيا كان حاضرا فقد أتى على ذكر المواقع التاريخية والدينية كوحدة واحدة والحفاظ على تقاليد الكرم والضيافة وهذه هي روافع المجتمع الأردني الغني بثرواته السياحية والبشرية.

قطاع السياحة يتغير، ومنها سياحة الخدمات وفي مقدمتها السياحة العلاجية كمصدر مهم للإيرادات، والأردن خامس وجهة للسياحة العلاجية،

وكأن لسان حال الملك يقول « لماذا نضيع الفرص ؟..» وهو العارف بتحديات القطاع ويتابع إحتياجاته كما يعرف تماما أين تكمن المشكلة فحاجة الأردن لجذب السياحة , ليست ترفا , بل هي حاجة إقتصادية بإمتياز.

فهي من جهة ستساهم في تعزيز الإحتياطي التناقص من العملات الأجنبية , وتراجع الإستثمار ومن جهة أخرى ستسهم في تنشيط قطاعات حيوية وهامة , لكن أبرزها تنشيط العاملين في القطاع والقطاعات المساندة وخلق فرص جديدة.

هذه فرصة ثمينة , وهناك إجماع على أهمية إستثمار هذه الفرصة , فالأردن لا يزال البيت الهادئ في الحي المضطرب , وإحتفاظه بهذه الصفة , سيحتاج الى تظافر كل الجهود , لإستقبال ضيوف الأردن من الأشقاء العرب والأجانب من الذين يبحثون عن وجهة يقصدونها دون قلق ودون تحسب ودون قيود فبإمكان السياحة أن تعوض تراجع المساعدات لا بل أن تجلب أضعافها حتى في أفضل حالاتها , وأن تكون « نفط « الأردن «.

الملك يروج بنفسه للسياحة ويروج بنفسه للإستثمار هذه رسالة علينا أن نمعن النظر فيها كثيرا.

 

الرأي

رئيسي