الأردن اليوم – ينتظر نحو 750 موظفا من العاملين في مؤسسة سكة حديد العقبة في معان، ومئات الشاحنات العاملة على النقل الداخلي للفوسفات من محطة عقبة حجاز معان إلى الميناء في العقبة، مصيرا مجهولا بعد قرار تحويل المؤسسة إلى شركة والحاقها بمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ووقف نقل الفوسفات بالقطار من عقبة حجاز معان، واقتصار نقل الفوسفات من مناجم الشيدية والابيض وعقبة حجاز معان إلى الميناء مباشرة على شاحنات النقل الخارجي.
وتشهد أروقة مؤسسة سكة حديد العقبة لقاءات ومشاورات بين العاملين لتنظيم اجتماعات احتجاجية سلمية مقبلة، للتأكيد على معرفة مصيرهم في المؤسسة، بما يضمن المحافظة على حقوقهم وعدم المساس بها.
وثارت مخاوف لدى البعض من العاملين جراء إيقاف عمل المؤسسة بعد تسليم أراضي محطتها في العقبة، بأن عمليات التطوير وإعادة التأهيل التي ستشهدها المؤسسة، ستؤثر على العاملين في المؤسسة وربما الانتقاص من حقوقهم.
وأكدوا على أنهم مع أي مشاريع وطنية تطويرية تشهدها المؤسسة لتطوير وسائل النقل فيها، بما يتواكب مع وجود الميناء البري والتنوع في عمليات النقل وخاصة الحاويات، وبما يتواكب مع مرحلة تنفيذ مشروع الميناء البري ومشاريع السكك الحديد الأخرى، بما يؤكد على ضمانة استمرارية المؤسسة في البقاء والمحافظة على كافة العاملين فيها.
إلى ذلك، أكد عضو نقابة العاملين في السكك الحديد عيسى الخوالدة أن المؤسسة والعاملين فيها لا يمانعون أي خيارات وطنية تحافظ على حقوقهم ومكتسباتهم المالية في ظل هذه الظروف الاقتصادية، مؤكدا على أهمية استمرارية عمل المؤسسة وصون حقوق العاملين فيها، لما للمؤسسة من أهمية تاريخية لدى أبناء المحافظة.
وأشار إلى أن غالبية العاملين في المؤسسة، يؤكدون على مطالبتهم بعدم الانتقاص من حقوقهم، في ظل ما تشهده المؤسسة من برنامج إصلاحي متكامل لتكون جاهزة للتعامل مع المعطيات الواقعية للمشاريع المقامة في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، في خدمة مشروع مسار السكك الحديدية المستقبلية.
وأشار الى أن تطمينات حكومية تلقتها النقابة، تشير إلى وجود بدائل لاستمرارية عمل المؤسسة، لافتا أن عمليات نقل الفوسفات بالقطارات سوف تتوقف لمدة غير معروفه، حيث سيتم عمل وصله سكك حديدية باتجاه الميناء البري المنوي اقامتة في معان ليتم بواسطتها نقل الحاويات من ميناء العقبة إلى معان بالقطارات، في الوقت الذي ستقوم فيه الشاحنات بعمليات نقل الحاويات إلى عمان.
وفيما يتعلق بمصير العاملين، مؤكدين له أنهم سيبقون على رأس عملهم وأن جميع حقوقهم محفوظة، خاصة فيما يتعلق باستلام رواتبهم من قبل شركة تطوير العقبة، إلى جانب التأكيد على أحقية مطالب العاملين بدفع حوافز مجدية يتم التوافق عليها لمن يرغب بإنهاء خدمته في المؤسسة.
ويهدد توقف عمليات ما يسمى بـ” النقل الداخلي” أكثر من 300 شاحنة عن نقل الفوسفات من مناجم فوسفات الشيدية إلى محطة عقبة حجاز بمعان، نتيجة قرار توقف سير العمل في مؤسسة سكة حديد العقبة لنقل مادة الفوسفات.
وأثار قرار توقف عمليات النقل الداخلي استياء أصحاب ومالكي شركات النقل العاملة في معان، لافتين أنه وبعد توقف النقل الذي سيشل عمل الشاحنات ويؤدي إلى توقفها كاملا ، فأن ذلك سيؤدي إلى تحمل الشركات أعباء مالية كبيرة وعدم الالتزام بإيفاء أقساط الشاحنة للجهات المقرضة.
وأشاروا إلى أن أغلب السائقين يعتمدون على نقل الفوسفات من مناجم الفوسفات الثلاثة إلى ميناء العقبة، حيث أنها تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.
من جهته، أعتبر مدير عام أحدى شركات النقل في معان حسان عبدربة أبو هلالة قرار توقف شاحنات النقل الداخلي عن نقل الفوسفات، بأنه “مجحف” وسيكون له أضرار وخسائر فادحة، وتداعيات سلبية خطيرة على السائقين وأصحاب الشاحنات، مشيرا إلى أن نحو 270 شاحنة تعمل على نقل الفوسفات من منجم الشيدية إلى محطة عقبة حجاز تعيل مئات الأسر، والتي سيصبح مصيرها في مهب الريح.
وأشار أبو هلالة أنهم تفاجأوا بقرار توقف عمل مؤسسة سكة الحديد، والذي انعكس على توقف عمليات النقل الداخلي للشاحنات، موضحا أنهم لايعلمون بالقرار ولم يبلغوا فيه، ليكونوا على بينة ودراية مسبقا، لكي يعطيهم فرصة أو وقتا لتصويب أوضاعهم.
وبين أن غالبية شاحنات النقل الداخلي متهالكة وقديمة وغير مؤهله وليس بمقدورها أن تنقل الفوسفات من الشيدية إلى ميناء العقبة، لافتا أن أصحاب شركات النقل في معان سيعقدون اجتماع خلال الأيام المقبلة لتدارس القرار وتأثيراته السلبية على قطاع الشحن.
إلى ذلك ، أشار مدير عام مؤسسة سكة حديد العقبة المهندس ياسر كريشان أنه سيتم تحويل مؤسسة سكة حديد العقبة إلى شركة تعمل تحت منظومة سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بالذات “شركة تطوير العقبة”، بهدف تشغيل المشاريع المنوي تنفيذها والمتعلقة بالسكك الحديدية.
وبين كريشان أن المشاريع تشمل ربط الموانئ الجنوبية بشبكة سكك حديدية، فضلا عن ربط مناجم الشيدية وميناء معان البري بخط سكك حديدية، وهذه المشاريع كفيلة بإعادة المؤسسة إلى وضعها الطبيعي وتطوير عملها واستقطاب مزيد من فرص العمل، وبالتالي ستنعكس ايجابيا على تطوير وتنمية المحافظة.
وأكد أنه وبناء على الحديث مع رئيس مجلس إدارة سكة الحديد ووزير النقل المهندس وليد المصري ورئيس مجلس مفوضي منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر شريدة، فقد تم التأكيد أن جميع حقوق العاملين في المؤسسة مصانة ومحفوظة ولم ولن تتاثر بهذه الاجراءات نهائيا، مشيرا إلى إخلاء مرافق الميناء القديم في منطقة العقبة وتسليمها إلى شركة المعبر مشروع مرسى زايد، والتي من ضمنها محطة سكة حديد العقبة وتفريغ الفوسفات.
Related