الاردن يشارك الامتين العربية والاسلامية الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج الشريفين

الأردن اليوم – يشارك الاردن الامتين العربية والاسلامية الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج الشريفين التي حدثت في السابع والعشرين من رجب نصرا وتأييدا من المولى عز وجل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد ما واجهه من صد وعدوان من المشركين.

وبهذه الذكرى المباركة يستشعر المسلمون الخطر الذي يحدق بالمسجد الاقصى المبارك والاماكن المقدسة في القدس الشريف ، الامر الذي يحتم على المسلمين تضافر جهودهم لحمايته من الاجراءات الاسرائيلية المتكررة التي تسعى الى تهويد المدينة المباركة وتغيير معالمها.

وقال مدير عام أوقاف القدس وشؤون الـمسجد الأقصى المبارك الشيخ عزام الخطيب ان ذكرى الاسراء والمعراج تطل علينا ومدينة القدس والمسجد الاقصى تواجه هجمة شرسة من قبل الاحتلال الاسرائيلي واليمين المتطرف الذين يسعون الى تغيير الهوية والمعالم الاسلامية وفرض العنصرية اليهودية الامر الذي يحتم على الدول العربية والاسلامية الوقوف صفا واحدا امام الاحتلال.

واشار  الى ان المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية تقع تحت وصاية الهاشميين اضافة الى احتضان الاوقاف الاسلامية هنا الف موظف تتبع لوزارة الاوقاف الاسلامية الاردنية الامر الذي نؤكده بان نكون اوفياء للوصاية والرعاية الهاشمية والدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية .

واوضح انه سيقام احتفال كبير بالمسجد الاقصى بذكرى الاسراء والمعراج متمنين ان يمن الله علينا بتحرير المسجد الاقصى من براثن الاحتلال الاسرائيلي الذي يسعى دائما الى هدم الاقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه مشيرا الى ان الاحتلال يعمل على تعطيل اعمار القدس الا اننا صامدون ومثابرون للوقوف في وجه التطرف اليميني الذي يبث سمومه في كل ارجاء المنطقة وزعزعة الامن والامان .

ولفت الى ان ذكرى الاسراء والمعراج الشريفين تدل على ان القدس لها مكانة عظيمة وكبيرة كون الرسول عليه الصلاة والسلام صلى بالانبياء في الاقصى وعرج للسماوات العلى بعدها. وقال أستاذ الفقه واصوله في الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك الدكتور عبدالله ابراهيم زيد الكيلاني ان في ذكرى الإسراء والمعراج ، نذكر القدس أرض الإسراء ومنها العروج إلى السماء ، القدس مهد الأنبياء ومعتكف المرابطين والأولياء والقدس هي القبلة الأولى ، فقد كان رسول الله يصلى إليها وهو في مكة ويجعل الكعبة بينها وبينه ، بعدها هاجر إلى المدينة أقام ستة عشر شهرا يصلي لبيت المقدس ، حتى إذا أشربت القلوب حبها وارتبطت بعقيدة المسلمين أذن الله بالتحول إلى المسجد الحرام ، الربط بين المسجد الحرام والمسجد له دلالات سياسية عميقة واشار الى ان الخطر الذي يهدد الأقصى اليوم يهدد مكة غدا مبينا ان الأردن بالقيادة الهاشمية المباركة هي بوابة القدس ودرع مكة ، ولهذا أهلها في رباط اذا استحضروا النية.

واضاف ان الإسراء هو الفتح الروحي لبيت المقدس، وفي الإسراء صلى النبي بالأنبياء إماما ليقدم للعالم مفهوما جديدا يلغي فيه الصراع الديني ويقيم الوئام بين اهل الأديان فالمسلم يحترم كل أنبياء الله ولا يفرق بين أحد من رسل الله ويقر لأهل الأديان بحقهم في اقامة شعائرهم والمحافظة على معابدهم.

وبين ان في المعراج كان التكريم الألهي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حين ارتقى ليرى من ايات ربه الكبرى وجاء لأمته بهدية هي الصلاة لتكون معراجا لكل مسلم يرتقى بها فوق الهموم ويتصل بالحي القيوم.

وقال استاذ الفقه الاسلامي بكلية الشريعة في جامعة اليرموك الدكتور ادم نوح القضاة ان معجزة الاسراء والمعراج تذكرنا بحقنا في المسجد الاقصى وفلسطين وان الاحتفال بهذه المناسبة تذكر المسلمين بالقيم والمعاني وقضايا امتهم ومكانة النبي عليه السلام عند الله عندما فتح الله سبحانه وتعالى للنبي الكريم ابواب السماء عندما اغلقت في وجهه عليه السلام ابواب الارض.

ولفت الى ان امانة التوحيد قد انتقلت للنبي عليه الصلاة والسلام ومن بعده لامته يوم القيامة وهم يرفعون راية التوحيد عند الحساب.

وقال ان هذه الذكرى نستذكر الصلة بين الرسول عليه السلام والانبياء وهم يرحبون به ويستبشرون بنبوته مشيرا الى ان المسلم يفتخر بنبيه عبر تاريخه الممتد.

واشار الى ان الاسراء والمعراج يستذكر فيها المسلمين ايضا فريضة الصلاة التي اهديت للنبي من فوق سبع سماوات لتزداد صلة المسلم بربه من خلالها ومن هنا فان الاحتفال الحقيقي يحتم علينا حقنا في فلسطين والاقصى اضافة الى الدور الهاشمي الدائم والشامل في المحافظة على الحقوق الاسلامية بالقدس من خلال الوصاية الهاشمية رغم الظروف السياسية التي تحيط بالقضية الفلسطينية مبينا تمسك القيادة الهاشمية ونضالها في الدفاع عن الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية.

مدير العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الإفتاء العام الدكتور حسان أبوعرقوب قال ان رحلة الإسراء والمعراج معجزة خالدة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نستذكرها في كل يوم في صلاتنا، وعند كل ختمة لكتاب ربنا، وفي كل عام في السابع والعشرين من شهر رجب.

واضاف ان هذه الرحلة المباركة حملت معان سامية، فقد بينت الصلة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، الذي وإن كان بعيدا عن المسجد الحرام إلا أنه مشمول بالبركة محفوف بها، فبعده لم ينقص من مكانته وقيمته، بل شملت بركته ما حوله لقوله سبحانه وتعالى ” (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) .

واشار الى ان المسلم يعيش مسؤولية الحفاظ على المسجد الأقصى كلما ذكر الآية السابقة، فتحريره من الاحتلال واجب على المسلمين جميعا، وكأن القرآن يذكرنا بهذا الواجب كي لا ننساه، ولا نتكاسل للوصول إليه.

واوضح ان العروج إلى السماوات، واللقاء برب البريات، الذي فرض فيه خمس صلوات، هو إشارة إلى عروج الأرواح في صلاة المصلين، فالمصلي إن كان على الأرض، فينبغي أن تحلق روحه في السماء، عند الوقوف بين يدي خالقه سبحانه وتعالى، مما يعزز صلة العبد بربه، لتكون هذه الصلاة نموذجا من الاتصال بين العبد وسيده وهكذا نرى حصيلة هذه الرحلة، إعداد واستعداد بالعلم والعمل لتحرير المقدسات والمحافظة عليها، وسمو بالأخلاق لأجساد تستحضر معنى الوقوف بين يدي الله تعالى.