الأردن اليوم – هل تخيلت من قبل ما الذي يُمكن أن يحدث إذا تُركت فوطة أو إسفنجة جراحية داخل جسم المريض؟ حسنًا، الإجابة كاملة ستجدها في حالة سيدة يابانية، تُرك بجسدها إسفنجتان جراحيتان، ثم أظهرت صور الأشعة السينية والمسح المقطعي على بطن المرأة الإسفنج على جانبي تجويف البطن كتجمعات ذات خطوط بيضاء متعرجة على اليمين.
ماذا يحدث حين تُترك فوط جراحية في جسم المريض؟
في بعض الأحيان، تتضخم المعدة بالغازات أو نتيجة لتأثير شيء أكلته، ولكن بالنسبة لامرأة في اليابان، تبين أن انتفاخ بطنها كان نتيجة وجود إسفنجتين جراحيتين، تُركتا في جسدها قبل سنوات، وفقاً لتقرير جديد عن الواقعة.
ذُكر في التقرير أن امرأة تبلغ من العمر 42 عاماً، أبلغت أطباءها أنها كانت تعاني أعراض انتفاخ في بطنها السفلى مدة 3 سنوات. وذكرت أنها قامت فيما مضى من سنوات بإجراء عمليتين قيصريتين؛ إحداهما كانت قبل 6 سنوات، والأخرى كان قبل 9 سنوات.
عندما فحص الأطباء المرأة، شعروا بوجود كتلتين بالقرب من عظم الفخذ الأيمن والأيسر. كما جاء في تقرير “The New England Journal of Medicine” الذي نُشر الأربعاء 21 فبراير 2018. ثم أُرسلت المريضة لإجراء فحص مقطعي لبطنها، وقد كشف الفحص عن وجود كتلتين مليئتين بالهياكل الليفية المكثفة.
ولإزالة هاتين الكتلتين، احتاجت المرأة إلى الخضوع لعملية جراحية. خلال العملية، وجد الأطباء الكتلتين على جانبي الجسم في المنطقة ما بين القولون وجدار البطن.
جاء في التقرير أيضاً أن الأطباء بعد أن أزالوا الكتلتين وقطعوهما اكتشفوا أنهما قطعتين من الإسفنج المكون من الشاش والمغلف بجدران ليفية سميكة.
وحسبما أضاف الدكتور تاكيشي كوندو، المسؤول عن تقرير حالة المريضة، فإنه قد تبين أن قطعتي الإسفنج تلك قد تُركتا بجسد المرأة في إحدى العمليتين القيصريتين، ولكن لم يُوضح بعدُ أي منهما حدث فيه مثل هذا الخطأ الجسيم. كان دكتور كونودو، من قسم الطب العام في مستشفى تشيبا الجامعي باليابان، يعالج المريضة من مشكلة آلام بطنها. وقد اشتبه في أن كلتا الإسفنجتين تركت في أثناء عملية واحدة، ولم تُترك كل إسفنجة بكلتا العمليتين.
وقد صرح كوندو: “خلال العمليات الجراحية، قد يضع الطبيب مثل هذه الإسفنجات في بطن المريضة؛ لحجب الأمعاء عن مسار جراحته في أثناء العملية”.
جدير بالذكر أن مثل هذه الحادثة أمر نادر الحدوث جداً، وإن “ترْك جسم غريب داخل جسد المريض” بعد الجراحة، يتراوح من 1 كل 5.500 عملية جراحية إلى 1 كل 18.760 عملية جراحية.
ولكن مثل هذه الحادثة في الجراحة النسائية، بشكل عام، أكثر خطورة من أي نوع آخر من أنواع الجراحات. وقد تكون خطورتها أكبر مقارنة بحدوث الحادثة نفسها في عملية جراحية أخرى.
وجاء أيضاً في التقرير، أن المرأة قد تعافت بشكل كامل من العملية الجراحية التي أُجريت لها، وأن الأعراض الناجمة عن الانتفاخ قد زالت تماماً. وقد عادت المرأة من المستشفى إلى بيتها بعد 5 أيام من إجرائها الجراحة.
Related