توزيع جائزة الملك عبدالله الثاني لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان

الأردن اليوم – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، في قصر الحسينية اليوم الثلاثاء، حفل توزيع “جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان” 2018، التي تأتي تقديراً للجهود المبذولة لأفضل أول ثلاث فعاليات أو نصوص من شأنها الترويج لأهداف أسبوع الوئام العالمي بين الأديان والتأثير على التفاهم بينهم.

وسلـم جلالته الشهادات والميداليات للفائزين بالجائزة المنبثقة عن مبادرة “أسبوع الوئام العالمي بين الأديان”، التي كان طرحها جلالة الملك أمام الدورة الـ 65 للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول من العام 2010، وتم تبنيها بالإجماع بعد أقل من شهر من العام نفسه من قبل الأمم المتحدة، ليصبح أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، أول أسبوع من شهر شباط من كل عام.

وتمنح الجائزة، التي أسستها مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في الأردن عام 2013، تقديرا للمساعي التي تبذل من أجل نشر الوئام بين أتباع مختلف الأديان.

وألقى سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي لجلالته، كلمة خلال الحفل، تاليا نصها: “بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمدٍ خاتَمِ الأنبياءِ والمرسلينَ.

سيدي صاحبَ الجلالةِ الملكُ عبدُالله الثاني ابنُ الحسين، أيها الضُّيوفُ الكرام:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بكم، أما بعد:

فهذه السنةُ السادسةُ بحمدِ اللهِ تعالى التي توزَّعُ فيها جائزةَ الملكِ عبدِاللهِ الثاني لأسبوعِ الوِئامِ العالميِّ بينَ الأديان.

ويُسْعدني أنْ أقولَ بأنَّ الأسبوعَ العالميَّ للوِئامِ بينَ الأديانِ بفَضْلِ اللهِ تعالى في نموٍّ مُسْتمرٍّ والحمدُ للهِ تعالى.

فقدْ وفَّقَ المولى عزَّ وجلَّ نِيَّةَ جلالتِكُمْ في إنشاءِ حِلْفِ فُضُولٍ جديدٍ لنشرِ السَّلامِ والوِئامِ بينَ الناسِ مُتَذكِّرينَ مَنْ أُرْسِلَ رحمةً للعالمينَ ومُتَمِّماً لمكارمِ الأخلاقِ. فلا يَسَعُني إلا أنْ أحمدَ المولى عزَّ وجلَّ ثمَّ أشكرَ جلالَتَكُمْ باسمِ مؤسستِكُمْ مؤسسةِ آلِ البيتِ الملكيةِ للفكرِ الإسلاميِّ ولجنةِ التحكيمِ الكِرَام.

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين”.

وفاز بالجائزة الأولى مركز ملبورن لحوار الأديان من أستراليا، عن فعالية “أين نحن من التغيرات الطارئة على العالم من حولنا”، حيث قام المركز من مبدأ “حب الجار” بدعوة مجموعة من قادة الأديان وأعضاء من مجتمعاتهم من أجل لقاء “جيرانهم” من مختلف الأديان والفلسفات والثقافات، للتحدث عن موضوع يتعلق بديانتهم والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات.

وتسلم الجائزة نيابة عن مركز ملبورن لحوار الأديان، مؤسسة المركز القس هيلين سمرز، ونائب مدير المركز الدكتور نيكولاس كولمان.

كما فازت بالجائزة الثانية فعالية “إندونيسيا تحتفل بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان: التزام الزعيم الديني بالوحدة الوطنية”، والتي أقيمت من قبل المبعوث الخاص لرئيس جمهورية إندونيسيا القائم بأعمال الحوار والتعاون بين الأديان والحضارات الدكتور دين شمس الدين.

وقام الدكتور دين شمس الدين بتنظيم الاحتفال بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان لعام 2018 في إندونيسا، والتي ضمت فعالية التشاور والتحاور مع 450 من قادة الأديان في جميع أنحاء إندونيسيا لمناقشة القضايا الوطنية الاستراتيجية، وإصدار بيان، والاجتماع في القصر الرئاسي من أجل تقديم ذلك البيان إلى رئيس جمهورية إندونيسيا، والاحتفال بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان بمشاركة حوالي 2500 اجتمعوا سوية لنشرالسلام والفرح والوئام.

وتسلم الجائزة بالنيابة عن الدكتور شمس الدين مساعدا المبعوث الخاص لرئيس جمهورية إندونيسيا، القائم بأعمال الحوار والتعاون بين الأديان والحضارات، الدكتور محمد رفيق منى، والدكتورة جاكلفين مانوبوتي.

وفازت بالجائزة الثالثة مؤسسة الحوار بين الأديان من غلاسكو من المملكة المتحدة، عن فعالية “الصداقة والحوار والتعاون: بحث العناصر الأساسية لنشر الوئام بين الأديان”، حيث تعمل المؤسسة على تعزيز التواصل الإيجابي بين الناس من مختلف التقاليد الدينية في مدينة غلاسكو التي تعد الأكثر تنوعا من الناحية الدينية.

وتسلم الجائزة نيابة عن المؤسسة، المدير العام للمؤسسة الدكتورة رزو مارجريت درو ورئيس المؤسسة فيليب ميندلون.

وفي كلمة نيابة عن الفائزين، ألقت القس هيلين سمرز، من مؤسسة مركز ملبورن لحوار الأديان من أستراليا، أعربت فيها عن تقديرها لجلالة الملك على طرح مبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان التي كان لها أثر كبير وانتشار واسع بين شعوب العالم، مشيرة إلى إنه منذ انطلاق المبادرة، تم عقد الآلاف من الفعاليات في جميع أنحاء العالم جمعت أصحاب النوايا الحسنة معا، مؤمنين بأن “حب الله وحب الجار” هو قاسم مشترك بين الجميع.

وأضافت أن المبادرة ساهمت في بناء علاقات جديدة، والحد من التصورات الخاطئة القديمة المرتبطة بالثقافات المختلفة، لافتة إلى أن المبادرات بين أتباع الأديان من شأنها أن تؤدي إلى تطوير السياسات متعددة الثقافات التي تنتهجها الحكومات.

وأكدت أن المشاركة في الجائزة من قبل المؤسسات والأفراد، أسهمت في وضع رسالة أسبوع الوئام بين الأديان على المنصات العالمية.

يشار إلى أن لجنة التحكيم تلقت 88 تقريرا عن فعاليات واحتفالات من بين 1232 فعالية أقيمت حول العالم من أجل أسبوع الوئام العالمي بين الأديان.

وتترأس سمو الأميرة أريج غازي، لجنة تحكيم الجائزة التي تضم في عضويتها، غبطة البطريرك كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين، وفضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة، المفتي السابق لجمهورية مصر العربية، والشيخ أسامة السيد الأزهري، البروفيسور في جامعة الأزهر، والأب نبيل حداد، المؤسس والمدير التنفيذي لمركز البحوث لتعايش الأديان في الأردن، والدكتور منور المهيد، مدير مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي.

وترتكز فكرة أسبوع الوئام بين الأديان على العمل الرائد لمبادرة كلمة سواء، والتي انطلقت في عام 2007، حيث دعت العلماء المسلمين والمسيحيين للحوار بناء على وصيتين أساسيتين مشتركتين وهما “حب الله وحب الجار” من دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بهم. وتعدّ هاتان الوصيتان في صميم الأديان السماوية الثلاث، لتوفر بذلك أصلب أرضية دينية عقائدية ممكنة.

وحضر الحفل مستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، وعدد من كبار العلماء المسلمين ورجال الدين المسيحي، وسفراء بريطانيا وأستراليا وأندونيسيا المعتمدين لدى المملكة.

وفي مقابلة صحفية، قال الفائز بالجائزة الدكتور نيكولاس كولمان، من مركز ملبورن لحوار الأديان من أستراليا، إن أهمية الجائزة تكمن بالدعوة إلى حب الله وحب الجار، وتعزيز الوئام والصداقة بين الجميع، وجعل العالم مكانا أفضل.

وأضاف “سنحمل رسالة الجائزة التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أستراليا لترويج معاني الوئام بين الأديان ونشرها في كل المجتمعات، وإطلاق حملة توعية حول قيم الدين والإيمان ومحبة الله”.

وأكد أن إطلاق المبادرة من قبل جلالة الملك حفزت عمل مركز ملبورن لحوار الأديان من أستراليا، والمؤسسات العالمية التي تعمل بهذا الخصوص.

بدورها، قالت الفائزة بالجائزة، الدكتورة روز مارجريت دور، ممثلة مؤسسة الحوار بين الأديان في غلاسكو من المملكة المتحدة، “عندما نرى مجموعات من ثقافات متعددة لديها الفرصة للاحتفال بعملهم الذي يستهدف نشر الحوار بين المجتمعات وتعزيز الصداقة والتعاون، هو بالتأكيد عمل مميز”.

وأكدت أن الجائزة تعد منصة غير تقليدية لعرض العمل الذي تقوم به المؤسسات المشاركة بالجائزة بشكل يومي لتعزيز قيم الوئام بين الأديان، حيث سيتم نشره على موقع الجائزة لإتاحة متابعتها لأكبر عدد ممكن من الأشخاص حول العالم، ليتمكنوا من الاستفادة من هذه القيم في حياتهم اليومية.

بترا