نبتة نادرة في الأمازون تستدرج السياح وتورطهم في جرائم
الأردن اليوم – شهدت إحدى القرى الصغيرة بمنطقة الأمازون في دولة البيرة سلسلة من جرائم القتل المروعة، وذكر موقع the Guardian أن يوم الأحد 19 أبريل/نيسان قُتلت مشعوذة في القرية بينما أعدم سائح كندي “إعداماً شعبياً خارج نطاق القانون”، وربط الموقع بين سلسلة حالات الوفيات التي شهدتها القرية البيروفية وسياحة “الآياهوسكا” غير الخاضعة للقانون. وأُصيبت المشعوذة أرفالو بطلقتين ناريتين في منتصف نهار الأحد 19 أبريل/نيسان، وقال الشهود إنها سقطت على الأرض وهي تلهث وتقول “قتلوني! قتلوني!”. وخلال دقائق من قتل المشعوذة عم الألم المكان وتحول إلى غضب يصعُب السيطرة عليه، وقبض أهل الحي على الجاني المزعوم وقتلوه سحلاً، ويتعلق الأمر برجل كندي يُدعى سيباستيان وودروف سافر إلى الإقليم ليدرس العلاج التقليدي. وتعتبر أرفالو المشعوذة البالغة من العمر 81 عاماً الأم الروحية لشيبيبو-كونيبو، وهي ثاني أكبر القبائل الأمازونية الأصلية في بيرو، والمعروفة بتقاليدها الفنية الغنية القائمة على أساس “الرؤية الكونية ” وهي كلمة مستوحاة من استخدام الآياهوسكا الشاماني. وعُرفت أرفالو في قرية فيكتوريا جراسيا باسم أيوشان أو الجدة وهو مصطلح يحوي قدراً من المودة والاحترام للسيدة التي تعتبر موسوعة تمشي على قدمين في أعين 40 ألفاً من مجموعة السكان الأصليين القوية.
سياحة للعلاج تحول إلى جرائم قتل
ألقت الجريمة المزدوجة والمروعة ضوءاً كاشفاً على العالم غير المنضبط لسياحة الآياهوسكا، وهو مشروب نباتي يحتوي على عقار للهلوسة يدعى ثنائي ميثيل تريبتامين (DMT)، وقد جذبت هذه السياحة إلى بيرو الآلاف من السياح الغربيين الذين يسعون إلى علاج كل شيء بدءاً من الشذوذ الروحي إلى إدمان المخدرات عبر المراسم الشامانية التقليدية. وقد جلبت هذه الطفرة السياحية دخلاً مُرحباً به لبعض المجتمعات الأكثر تهميشاً في بيرو لكنها تسببت أيضاً في حدوث عدد من جرائم القتل وأثارت اتهامات الاستيلاء الثقافي والتربح. وتقول بيكي ليناريس بنبرة غاضبة وهي تقف في ساحة القرية المظللة بالأشجار “هل تعتقد أن هناك ضابط شرطة قد زار مثل هذا المكان البعيد من قبل. أبداً! . وأضافت “لكن عندما مات السائح الكندي امتلأ المكان بهؤلاء الضباط”. وقالت وسط تصفيق حاد وهتافات من المتفقين معها. “كان يجب أن تكون هناك جريمة قتل حتى يزور المدينة ضباط لكن لم يكن السبب مقتل الجدة بل غرينغو (شخص من أصل لاتيني)”.
تحذيرات من السفر إلى البيرو
مباشرة بعد مقتل وودروف حذرت كندا من السفر لغير الضرورة إلى بيرو ونشرت41 لقطة مصورة بالجرافيك تحكي اللحظات الأخيرة لوفاته بعد مقتله بفترة قصيرة. وتُظهر اللقطات توسلاته للعفو عنه وسط حشد يحيط به يضم عدداً من الأطفال. وأمر القاضي بإلقاء القبض على رجلين تم التعرف عليهما من خلال الفيديو. وهما خوسيه راميريز، زعيم الجماعة، وقروي آخر يدعى نيكولاس موري، ويمكن أن يواجه الرجلان عقوبة السجن مدة تتراوح بين 15 إلى 35 عاماً لارتكابهما القتل العمد. وذهب الرجلان المتهمان للاختباء تحت حماية قبائل الشيبيبو كونيبو في أعماق الغابات. ويدعي القرويون أنهم اصطحبوا وودروف إلى مركز الشرطة قبل جرائم القتل، في المرات الثلاث التي ظهر فيها في القرية وهو يتصرف بغرابة، تحت تأثير الكحول أو المواد المخدرة على ما يبدو. وقال ميلوسكا جونزاليز، عمدة القرية لصحيفة the Guardian “لم يتحدث مطلقاً، لم يشرح أبداً ما كان يفعله هنا، كل ما كان يفعله هو أن يفتح علبة بيرة ويبدأ في شربها”.
نبتة “الآياهوسكا” القاتلة
عاش وودروف الذي جاء من كورتني في كولومبيا البريطانية، لمدة خمس سنوات في البيرو، وقال في منشور له على موقع التمويل الجماهيري Indiegogo، إنه كان يسعى لعلاج الإدمان عبر تعلم المزيد عن العلاج التقليدي. ويلف الغموض الدور الذي لعبته نبتة الآياهوسكا -إن كان لها دور- في جريمة القتل الثنائية. لكن تأثيرها دفع القائد الأعلى لشيبيبو كونيبو، رونالد سواريز إلى الدعوة لضبط استخدامها. وتورطت النبتة في عدة حوادث موت، في 2015، وقال كندي آخر هو جوشوا ستيفنز إنه أجبر على قتل بريطاني هو أونايس جوميز دفاعاً عن النفس بعد أن هاجمه الأخير باستخدام سكين أثناء تعاطيه للآياهوسكا. تواصل وودروف ابتداءً مع أريفالو، التي كانت واحدة من أكثر الشيبيبو كونيبو احتراماً وكانت معالجة قديرة بالأعشاب الطبية. لكن الجهات القضائية في مقاطعة أوكايالي قالت إن الدافع المحتمل لجريمة القتل هو أنه كان مديناً بحوالي 14000 سول بيروفي (4324 دولاراً) لجوليان ابن أريفالو.
“الآياهوسكا” لعلاج الإدمان
قال سواريز لصحيفة the Guardian “نعتقد أن الأياهوسكا تعد فرصة لقومنا لأنها تولد دخلاً، لكن بعد ما حدث، يجب أن تخضع للتنظيم” وتعد نبتة أياهوسكا شرعية في البيرو لكن سواريز، وهو رئيس شيبيبو كونيبو ومجلس زيتيبو، يرى بأن الزوار الأجانب الذين يتدربون ليصبحوا شامان (الطبيب الساحر) يرتكبون نوعاً من السرقة الثقافية. يدعو سواريز لفرض تشريع برلماني ينظم الأمر عبر مؤسسة الطب التقليدي في البلاد. ويخرج العديد من الناس من خلواتهم في غابة أياهوسكا بعد مرورهم بتجارب منيرة أو مغيرة لحياتهم. واستخدمت الآياهوسكا بنجاح لعلاج الـ PTSD وإدمان المخدرات، لكن هناك جانباً مظلماً في استخدامها. استخدم المشعوذون الذين تظاهروا بأنهم معالجون تقليديون المراسم للاعتداء على النساء جنسياً.
Related