الهاشميون في اسطنبول لأجل القدس … من مدينة السلاطين إعلان التحالف الهاشمي العثماني لنصرة فلسطين…
كتب: أحمد عبد الباسط الرجوب
تابع المسلمون في شتى انحاء العالم القمة الإسلامية الاستثنائية الطارئة بشأن فلسطين والقدس في مدينة اسطنول العاصمة الدينية لتركيا والذي عقد يوم الجمعة 18 مايو 2018بمدينة إسطنبول التركية، خُصصت لبحث التطورات الخطيرة الأخيرة التي شهدتها الاراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما نقل السفارة الأمريكية الي القدس المحتلة والجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة حيث ارتكب العو الصهيوني مجزرة بحق المتظاهرين السلميين علي حدود قطاع غزة، استشهد فيها 630 فلسطينيًا، وجرح أكثر من 2270آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع ، وكان المتظاهرون يحتجون علي نقل السفارة الأمريكية إلي مدينة القدس المحتلة، ويحيون الذكري الـ 70لـ’النكبة’ الفلسطينية.
تهدف القمة إلى اتخاذ موقف موحد بشأن تأكيد إسلامية القدس وتبعيتها للدولة الفلسطينية ويدين نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة وأن تتخذ منظمة التعاون الإسلامي (المكونة من 57دولة)، موقفا مشتركا حاسما بشأن المجزرة الإسرائيلية الأخيرة في غزة التي استشهد فيها 62 شخصا وجرح3188 آخرون بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع ، كما تهدف القمة الى الاتفاق على إجراء موحد ضد دولة الكيان الصهيوني جراء العنف المفرط لقوات الاحتلال ضد الفلسطينيين وكان من الملفت مشاركة العديد من رؤساء وقادة الدول الاسلامية في القمة إضافة إلى نواب للرؤساء ورؤساء الحكومات ووزراء خارجية ودبلوماسيين وممثلين رفيعي المستوى.
وفي هذا السياق فقد تم يوم الاثنين بتاريخ 15 مايو / أيار 2018 (يصادف تاريخ ضياع فلسطين وقيام دولة ما يسمي اسرائيل) افتتحت الولايات المتحدة رسميا المقر الجديد لسفارتها في إسرائيل بعد نقلها من تل أبيب إلى حي أرنونا في القدس، وذلك خلال احتفال حضره رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وايضا رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، وابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر ، وعلى غرار هذا الحدث قال في صلف تاجر العقارات الرئيس الامريكي ترامب في خطاب متلفز جرى بثه في مراسم الافتتاح بالقدس إن ” إسرائيل دولة ذات سيادة من حقها اختيار عاصمتها “، وأضاف أن “القدس هي العاصمة التي أسسها الشعب اليهودي لنفسه في الماضي السحيق ” على حد قوله…. وهنا يتبين للقاصي والداني بأن الولايات ” الويلات ” المتحدة الأمريكية بقرارها هذا ” تتبنى سياسة الاحتلال الإسرائيلي ” كما يتبين بانها ” اي الويلات ” لم تعد جزءاً من الحل وإنما أصبحت جزءاً من المشكلة ، وأن واشنطن تعمل على عزل الحقوق المدنية للمواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس…
عودا الى حدث القمة الاستثنائية والتمثيل الاردني بحضور الملك عبد الثاني واربعة من اخوانه والذي كان لافتا لكافة المراقبين المتابعين لهذه القمة وعلى المستوى المحلي الاردني او العربي او حتى العالمي وهو ما اشار اليه الرئيس التركي اردوغان خلال كلمة الافتتاح موجها الترحيب بالملك الاردني وحضور اشقائة الاربعة معه هذه القمة الاستثنائية مما يعطي انطباعا بان الهاشميين يتصدون لاية ممارسات تبعهدهم عن دورهم التاريخي في الوصاية على الاماكن المقدسة ” الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف وان هذا الدور قد تمت صياغته وافرد له ضمن اتفاقية وادي عربة المبرمة مع دولة الكيان الصهيوني الذين لم يلتزموا يوما بالعهود والمواثيق…
ان الرمزية التي مثلت المستوى الرسمي العالي للوفد الارني من ابناء المغفور له باذن الله الملك الحسين (الملك واخوانة) انما يمثل رسالة مفادها هو التصدى لاية اجراءات من شأنها تمس الارث التاريخي لمسؤولية الهاشميين عن الاماكن المقدسة في القدس الشريف والتي قد جرى التلميح لها سواء من اطراف عربية او ما ينوي الكيان الصهيوني العمل به وفقا لدعم الرئيس الامريكي ترامب والذي اعلن في تغريداتة الغريبة ” بأنإسرائيل دولة ذات سيادة من حقها اختيار عاصمتها ” اي والتصرف بما على القدس من اماكن للعبادة سواء كانت اسلامية ام مسيحية
وفي رأينا ان التحرك الهاشمي عالي المستوى الى هذه القمة الاستثنائية قد اتي على خلفية ما اشارت اليه الصحف الاسرائلية والذي تم الاعلان عنه يوم الأحد 20 مايو/ أيار الجاري بخصوص الاتفاق بين زعماء ” الأزمة الخليجية ” وبرعاية أمريكية على خطة الرئيس الامريكي لحل النزاع الفسطيني الاسرائيلي وتجاهل وتغييب للدور الاردني التاريخي في الضفة الغربية وخاصة القدس ومقدساتها ، وفي ذات السياق فقد أوضح موقع ” ديبكا الاسرائيلي ” بأنه قد تمت دعوة الرئيس التركي طيب رجب اردوغان لحضور الاجتماعات ومناقشة الخطة، لكنه رفض الدعوة، بسبب ما وصفه بـ” المواجهة القاتلة ” التي تمارسها إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة وفي اعتقادنا هذا الامر قد عجل (بفتح العين والجيم واللام) بدعوة الرئيس التركي لقادة دول التعاون الاسلامي الى القمة الطارئة حتي يكون هناك موقفا جامعا ضد خطة ترامب وهو الذي مهد لسرعة استجابة الملك عبد الله الثاني لحضورة هذا القمة على راس وفد عالي المستوى من اشقائة الاربعة والذي يعني حضورا هاشميا ضد اي تحرك من شأنه انتزاع الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس بعدما ادرك ” أي الملك عبد الله ” ان هناك من الدول الشقيقة تمارس سياسة المباحثات خلف الأبواب المغلقة مع الجانب الامريكي والاسرائيلي ” كما اشار اليه موقع ديبكا الاسرائيلي ” تمهيدا لعزل اي دور اردني هاشمي لمرحلة ما بعد تنفيذ صفقة القرن الترامبية ، وهنا يكون الدور التركي الاردني للقيام بجهد ملحوظ وفاعل بمجابهة القرار الأمريكي وتداعياته…
وفي هذا السياق فقد نقل موقع ” ديبكا الاسرائيلي ” عن مسؤولين كبار في واشنطن وتل أبيب تأكيدهم أن خطة ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ستعلن منتصف شهر يونيو / حزيران 2018 المقبل ، واضاف الموقع بأنه سيتم الاعلان عن هذه الخطة حتى لو أن الفلسطينيين رفضوا خطوطها العامة في البداية حيث ان الخطة ستعرض بكامل بنودها في يونيو/ حزيران 2018المقبل كما اشرنا ، ومما تجدر الاشارة اليه بخصوص اهم بنود خطة ترامب هى قيام دولة فلسطينية على قطاع غزة وحوالي نصف الضفة الغربية، بسيادة محدودة، وسيظل الأمن بيد إسرائيل في معظم أنحاء الضفة، كما أن السيادة الأمنية على نهر الأردن ستظل بيد إسرائيل وفي القدس ستنقل الأحياء العربية إلى سيادة الدولة الفلسطينية عدا البلدة القديمة التي ستظل تحت السيادة الإسرائيلية، وستعلن أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية المقترحة … وفي تناقض مع بنود الصفقة تقول في احد بنودها إنه على الفلسطينيين بناء ” قدس جديدة ” على أراضي القرى والتجمعات السكانية القريبة من المدينة …
وفي تحليلنا لمآلات الوضع على الارض في الميدان الفلسطيني والتضحيات التي قدمها المجاهدون من ابطال غزة هاشم والفلسطينيون في الضفة وموقف عرب فلسطين الـ (48)والموقفين التركي والاردني الرسمي والشعبي وقادة دول التعاون الاسلامي أعطى الفلسطينيين قوة ودعماً في مواجهة المخاطر المحدقة بالقدس والدفاع عنها وعليه فلن تعلن هذه الخطة وستطوى صفحاتها وتتآكل بنودها وسيغادر ترامب البيت الابيض وسياخذها معة من مقتنيات الذاكرة ان اسعفته ذات يوم على صنيع افعاله …
وختاما ولما تقدم فإنه وببساطة نقول إن إعلان الرئيس الأمريكي بشأن القدس أدى إلى إفشال خطته قبل أن تُعلن ، حيث أنه لو لم يعلن ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، لكان من الصعب على الفلسطينيين رفض العودة إلى طاولة المفاوضات على أساس خطة ترامب، أما بعد الإعلان، فلا تمكنهم العودة إلى المفاوضات، ومن دون مشاركتهم لن يكون هناك خطة ولا مفاوضات ، فلقد راهن الأمريكيون على جلب العرب للتفاوض نيابة عن الفلسطينيين، لكنهم لم يجدوا أي طرف عربي يقبل بذلك، ولهذا السبب اعتقد جازما بأنهم ” أي الامريكين ” قد وضعوا خطتهم ” صفقة القرن ” حبيسة الادراج الى وقت غير معلن وقد تكون لمرحلة ما بعد الرئيس عباس او ما تنبئ به قارئة الودع لترامب وللزعماء العرب ممن هم في فلك البيت الابيض والذين لم تسعفهم قرأة التاريخ عن القدس واكنافها….
السلام عليكم ،،،
باحث ومخطط استراتيجي
arajoub21@yahoo.com
Related