الأردن اليوم – نشطت الحركة التجارية في اسواق محافظة الكرك بالايام الاخيرة من شهر رمضان المبارك استعدادا لقدوم عيد الفطر، حيث شهدت المحال التجارية ولاسيما محال بيع البسة واحذية والعاب الاطفال وغير ذلك من المحلات التي تبيع مستلزمات العيد اقبالا ملحوظا، ما اشاع الارتياح لدى التجار الذين يرون ان تنشيط حركة السوق يعني تعويض جزء من خسائرهم المترتبة على حالة الركود التجاري التي رافقت الشهر الفضيل و قبله، كما سيقلل وفق قولهم من حجم الشيكات المرتجعة المكتوبة لصالح تجار الجملة والشركات التي يستقدمون منها البضائع لمتاجرهم.
وربط مهتمون بالشأن التحاري في المحافظة بين انتعاش حركة التسوق وبين قرار الحكومة بصرف رواتب موظفيها الذين يشكلون غالبية مجتمع المحافظة قبل حلول العيد وهو القرار الذي كان محط رضى الكثير من المواطنين والتجار، اذ يرى المواطنون الراضون عن قرار صرف الرواتب ان ذلك يمكنهم من مواجهة مستلزمات اسرهم لمناسبة العيد وخاصة لجهة الاطفال الاكثر ابتهاجا بالاعياد، فالعيد بالنسبة لهم كما يقول المواطن سالم الصعوب واخرون لباسا وحذاء جديدين وحلوى وعيديات.
ويضيف الصعوب كنا سنحرج امام اطفالنا بحرمانهم من متعة العيد لضيق ذات اليد لاسيما وان رواتب الشهر الماضي قد نفدت لتوفير متطلبات شهر رمضان اليومية لكن صرف الرواتب فرج همنا، وان كان ذلك سيدخل الكثيرين في ضيق مادي بعد انقضاء عطلة العيد اذ على الموظفين بحسبه امضاء شهر ونصف الشهر لتسلم رواتب الشهر التالي، ما يدفع هؤلاء الى البحث عن اية مصادر مالية لمواجهة التزاماتهم الاسرية اليومية، لافتا الى ان اسهل الخيارات امام الموظفين هو ما يسمى بـ»كشف الحساب» اي الحصول على سلفة مالية بقيمة جزء من راتبه من البنوك التي يتسلمون منها رواتبهم، وهذا يعني ان الراتب الذي سيتسلمونه في الشهر التالي سيكون مجتزأ ما ينعكس على احتياجات اسرهم المعاشية.
ويوضح المواطن محمد الضمور، ان الاسواق الشعبية ومحال بيع الملابس والاحذية القديمة كانت الاوفر حظا في الانتفاع من حركة التسوق تلك، مبينا ان اكثر المواطنين يلجأون الى مثل هذه المحال وبحكم ضيق ذات اليد وعدم كفاية مداخيلهم المالية حتى لمتطلبات اسرهم الاساسية للاستفادة من الفارق السعري الكبير بين ما يباع في المحال اياها وبين ما يباع في المتاجر الكبرى المتخصصة.
من جهتهم، قابل التجار أن قرار صرف الرواتب بكثير من الارتياح لان ضخ السيولة النقدية من وجهة نظرهم يسرع من وتيرة التسوق لتأمين متطلبات الاحتفال بالعيد وسواها، وهذا يعني كما يقول التاجر محمد العمر التخلص ولو مرحليا من حالة التراجع التجاري التي رانت على اسواق المحافظة حتى قبل حلول شهر رمضان الفضيل بسبب تردي الاوضاع المالية لاكثرية المواطنين الذين جل دخولهم الشهرية من الرواتب والاجور التي تآكلت جراء الضرائب الجديدة التي فرضتها الحكومة وموجة الغلاء التي طالت مختلف مستلزمات المعيشة حتى الاساسية منها، مضيفا ان الهامش الربحي الذي نأمل تحقيقه بصرف الرواتب سيساعد في تسديد التزامات التجار المالية وتسديد اثمان البضائع الرمضانية التي اشتروها واكثرها بشيكات اجلة الدفع.
واعتبر رئيس غرفة تجارة الكرك صبري الضلاعين، ان قرار صرف رواتب الموظفين قبل حلول العيد ساعد في تنشيط حركة السوق ولو بشكل جزئي حاليا، مؤملا ان يتزايد هذا الانتعاش خلال الايام التي تفصلنا عن حلول العيد مع توفر السيولة النقدية بين ايدي المواطنين، لافتا الى ان تجار المحافظة زودوا متاجرهم بكميات كبيرة من مستلزمات العيد واكثرهم التزم مقابل ذلك بشيكات مؤجلة الدفع لتجار الجملة.
واعتبر الضلاعين، ان موسم التسوق في رمضان الحالي من اسوأ المواسم الرمضانية متأثرا بحالة الكساد التي تسيطر على الاسواق من اشهر طويلة والتي تزايدت حدتها بعد الاحداث التي نجمت عن استياء المواطنين من قرار الحكومة بتعديل قانون ضريبة الدخل الذي يرونه اكثر اجحافا بحق الطبقتين الفقيرة والمتوسطة اللتين تشكلان غالبية مجتمع محافظة الكرك والمجتمع الاردني بشكل عام.