انحراف وليس احترافٌ كروي

الأردن اليوم – ياسر الشوبكي

منذ زمن طويل ونحن نناشد بدخول عالم الاحتراف لكرتنا الاردنية مواكبة منا بدول الجوار وانخراطً مع مجتمع كرة القدم العالمية والخروج من بوابة الهواة لكي ننطلق نحو الأمام ونشهد في ملاعبنا كرة قدم عصرية .

ومع دخولنا هذا المنعطف المهم،انعكست الحالة وتغيرت البوصلة ولكنها تغيرت للخلف وليس كما كان مرجواً منها لنشهد عصراً من دمار متعة كرة القدم بين الاندية وفئاتها ،وصولاً للمنتخب الوطني ، دوري ضعيف ولاعبين لا يستحقون تمثيل انديتهم ،اندية المقدمة لولا جماهيرها لما شاهدتها في المحترفين وأموال طائلة لمقدمات عقود لاعبين اكل منهم الدهر .

المشهد مريب والامور صعبة دخلنا الاحتراف ونحن مغيبين عنه حتى اللحظة مشهد الاحتراف مقتصر على عشرين لاعبا يتنقلون من نادي لاخر كل موسم مع احتمالية تميز لاعب او لاعبين أجانب والبقية ..سياحة وسفر.

المدرب الوطني على الرف، والمدرسة الشمال افريقية تشهد سوقا واسعا في انديتنا مع العلم ان الأرض لا يمكن ان تحرث الا بسواعد ابنائها فنحن الذين نعلم مائها وهواها .

اندية الفيصلي والوحدات والرمثا والجزيرة غرق في الديون واذا بقية العملية المالية هكذا ستشهد دمارا حقيقا المواسم المقبلة خاصة وانها تصرف على فريقها الكروي حوالي مليوني دولار في الموسم الواحد أما بقية الاندية فهي فعلا مدمرة بالديون التي اثقلت كاهلها دون وجود مؤسسات راعية لانديتنا .

منتخباتنا الوطني وفئاتها الترتيب الدولي يعكس حالته الطبيعية مع محاولة البعض باقناعنا ان المنتخب مطمئن ووصول جميع المنتخبات لنهائيات اسيا هو دليل على ذلك …..وانا من هنا اتكلم عكس ذلك لان طموحنا لم يعد مقتصرا على الوصول الى اسيا بل أكثر من ذلك بعد وصولنا الى مشارف نهائيات كأس العالم في البرازيل ووصلنا في ترتيبنا الى الستين على سلم الفيفا،حلمنا الآن الوصول الى لقب اسيا وصولا إلى المونديال ولكننا مع كل المعطيات السابقة لن نعيش هذا الحلم بل سنبقى في كابوس واقعنا المؤلم……..