المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية خط أحمر محظور تجاوزه

الأردن اليوم – يتابع الأردنيون بقلق بالغ الهجمة المبرمجة والمغرضة والمشبوهة التي يقوم بها نفرٌ ضال ومضلّل، مستهدفاً المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية البعيدة عن كل الشبهات وغامزاً من قناتها بذريعة القرارات الدستورية والقانونية التي اتخذتها تلك المؤسسات في إطار عملية الهيكلة التي بدأتها استجابةً للأوامر الملكية في هذا الشأن الهادفة إلى تحديث وتطوير قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وإعادة تأهيلها والابقاء عليها في جهوزية عالية لمواجهة التحديات التي تفرضها المرحلة الدقيقة والحرجة التي باتت عليها منطقتنا وعلى أكثر من صعيد وساحة يقف في مقدمتها تحدي الإرهاب الذي وإن كان قد واجه نكسات وهزائم أسهمت في كسر شوكته، إلاّ أن دحره نهائياً يتطلب مواصلة اليقظة والعمل بلا كلل للحيلولة دون استعادة قوته أو تجميع خلاياه التي أصابها وهن وخلخلة..

في الإطار ذاته وضمن الرؤية الملكية لضمان تحديث وعصرنة قواتنا المسلحة الجيش العربي وأذرعه المختلفة، وجعله في مصاف جيوش الدول المتقدمة متجاوزاً الاقليم والمنطقة جاءت عملية إعادة الهيكلة آخذةً في الاعتبار كل المستجدات والتطورات والتحديثات التي طرأت على بنية الجيوش الحديثة وما تتطلبه من عديد وعتاد وتدريبات وتسليح وعلوم عسكرية ودروس تم استخلاصها من الحروب والمواجهات الأخيرة التي حدثت على أكثر من ساحة إقليمية ودولية، ما يعني أن ما أتخذ من قرارات وإجراءات لم يكن يستهدف فئة أو شريحة معينة من مجتمعنا الأردني، بقدر ما هدفت إلى شق طريق إلى عملية الهيكلة التي أمر بها جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يولي قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية أولوية خاصة على جدول أعماله المزدحم والمكثف في ظروف بالغة الدقة والخطورة اقليمياً ودولياً ووسط حالة من الغموض والاحتمالات المفتوحة لإنهيار كثير من المعادلات والتحالفات التي اهتزت أو فقدت أهميتها جراء التطورات المتلاحقة والتغييرات التي لم يكن أحد يتوقع حدوثها..

ونقول لكل هؤلاء الذين وجدوا في وسائل التواصل الاجتماعي ضالتهم لنشر ضلالهم وفبركاتهم واباطيلهم أنهم ليس فقط تجاوزوا الخطوط الحمر وذهبوا بعيداً في المسّ بثوابتنا الوطنية ومحاولة تمزيق نسيجنا الوطني عبر نشر الشائعات المغرضة والأنباء المزيفة بل هم لا يدركون أنهم باتوا عرضة للمساءلة أمام القانون جراء هذه الافتراءات التي يزعمون حدوثها والتفسيرات المغلوطة والمضلّلة التي يواصلون بثها واجترارها..

آن الأوان لكل الذين خرجوا على القانون والثوابت الوطنية أن يتوبوا إلى رشدهم وأن يتقوا الله في وطنهم وقواتهم المسلحة وأجهزتهم الأمنية وأن يتوقفوا عن نشر هذه الإساءات التي لا تخدم إلاّ الأعداء والمتربصين بهذا الوطن وشعبه وحماة دياره الذين يصلون الليل بالنهار كي يبقى الأردن آمناً مستقراً وقلعة صمود وإباء، يرفض الانخراط في مؤامرات التجزئة وهضم حقوق الأمة والمسّ بكرامة شعوبها ويقف كما وقف على الدوام سداً منيعاً أمام كل مت تسوّل له نفسه اختراق مجتمعنا أو المسّ بأمنه واستقراره أو الضغط عليه للتنكر لثوابته ومواقفه المعروفة والمعلنة من قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين..

محاولة المسّ بقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية أو التشكيك في قراراتها وإجراءاتها جريمة يعاقب عليها القانون ولا تندرج المسألة أبداً في خانة حرية التعبير بل هي عبث ومحاولة محكومة بالفشل للمسّ بالثوابت والقفز على ما توافق عليه الأردنيون منذ قيام المملكة وهو أن المؤسسة العسكرية بكل تفرعاتها خط أحمر محظور الاقتراب منه أو تجاوزه.

عاجل