كتب: هدى ابو هاشم
يتنافس قادة الراي من كتاب المقال ومن الصحفيين واشباه المثقفين بوضع تصورات لسيناريوهات ما يسمى بصفقة القرن المزعومة والتي تبدا خطواتها بتفريغ ارض غزة من اهلها وناسها وترحيلهم الى صحراء سيناء.
جاهلون هؤلاء طبيعة ونوع العنصر البشري الذي تعيش في روحه ووجدانه وتكوينه غزة وكل فلسطين.
غافلون لا يعرفوا انه رغم الموت والقهر أن دفء الحياة يتدفق اليها وعناصر القوة والنصر تخرج من قبر الشهيد .
قد يقول جهلائهم بان هذه ليست حقيقة الكف لن تتمكن ان تواجه وتهزم المخرز، ثم أين الحياة ورائحة الموت تزكم الأنوف !
يقولون ذلك، لأنهم لم يعرفوا أن اللحظة التي تحفر فيها قبراً لروح تنتصب روح أخرى “
غزة هاشم، غزة السجينة الجميلة التي تنام وتصحو في ثياب السجن والحزن
فلا ماء ولا كهرباء ولا بنزين ولا دواء، لا آمان بالتأكيد ولا استقرار
غزة .. المدينة الصغيرة العظيمة التي بات العالم أجمع يعرفها بعد الحروب الثلاثة الأخيرة، والتي قتلت الآلاف ورمّلت عشرات النساء ويتّمت وقهرت وأوجعت، وضُربت بأسلحة محرّمة دولياً في ظل إستنكار عربي ودولي
من هذه المدينة انطلقت مسيرات العودة الكبرى التي بدأت شرارتها عام 48 ، والتي تعتبر حركة شعبيّة، يتخللها حوادث الرشق بالحجارة، وإزالة الأسلاك الشائكة، وإطلاق الطائرات الورقية المُحمّلة بالزجاجات الحارقة والتي نجحت بإشعال العديد من الحرائق على الجانب الآخر من الحدود
وهذه أساليب مقاومة منها القديم والمُبتكر الجديد جاءت للرد على الانتهاكات المستمرة والإستفزازات التي يقوم بها الكيان الصهيوني من القتل المتعمد للمدنين والصحفيين والطاقم الطبي بالرصاص الحي، وشن غارات جويّة ليليّة بشكل يومي على القطاع وبالأخص على معاقل المقاومة
فكان الرد عنيفاً من جهة المقاومة، في وتيرة الخطاب والرد بالقذائف والصواريخ على الكيان الصهيوني
ومع استمرار التبادل في التصريحات والتوقعات والتهديد والوعيد والصواريخ يبقى السؤال الأهم ماذا ينتظر غزة في الأيام القادمة ؟ وهل تشافى القطاع حقاً من الحرب الأخيرة ليتحمل حرب رابعة !؟