الأردن اليوم –
حينما نتحدث عن الولاية العامة فإننا نعني بالضرورة أن الحكومة مسؤولة عن الأخلاق ، وحينما تكون لدينا وزارة تربية وتعليم ووزارة أوقاف ووزارة ثقافة ووزارة شباب ووزارة داخلية ووزارة عدل ووزارة بيئة ووزارة صحة فهذا يعني أننا معنيون بالأخلاق ، وحينما تكون لدينا جامعات وفيها كليات شريعة و تربية وفلسفة وحقوق فهذا يؤكد أننا نريد الأخلاق ، وحينما تُشَرّع القوانين فهذا دليل على أننا نريد حماية الأخلاق . لكن ما يجري على أرض الواقع في حياة الناس يُؤْذِن بانهيار المنظومة الأخلاقية !!!
إن مجرد خروجك من بيتك الى الشارع ترى عيانا’ ذلك الانهيار ، ففي الطريق سباق ماراثون لسيارات وحافلات وشاحنات ودراجات مدنية وعسكرية ، خاصة وعامة ، يقودها شيب أو شبان ، ذكور أو إناث فكل واحد يريد ان تكون الطريق له وحده يقود المركبة بقتال شرس ، يقفز من جهة الى اخرى ، وهو صاحب الأولوية دائما’ !! وهو صاحب الوقت الثمين ، وهو المتعجل !! فإذا أضيف الى هذا فوضى قطع المشاة للطريق فعندها تكون الحوادث القاتلة والتي نتحمل كلنا مسؤوليتها ولكن صاحب الولاية العامة هو المسؤول الأول .
لماذا لا نرفع السن القانوني لقيادة السيارة وبخاصة حافلات النقل العام التي تتسابق لاختطاف الركاب . لماذا هذه الفوضى في السماح للسيارات المدنية الخاصة لتنقل طلاب المدارس بينما السائق يتحدث بالهاتف ويدخن في وجوه الصغار !!
واذا دخلت الى عالم التجارة فستجد الأيمان المغلظة لخداع المشتري باسم الله وربما باع بضاعة على أنها اصلية وهي غير ذلك !! وربما باع بضاعة منتهية الصلاحية !
وربما باع لحم حمير وأكله الناس وزرع فيهم الأمراض أو التياسة على الأقل . أوليس من اختراق الأخلاق أن يجري طبيب عملية لا لزوم لها ؟!
هل تحويل المريض من طبيب الى اخر ضمن شبكة اتفاقات فيما بينهم عمل أخلاقي ؟! هل السمسرة على المرضى عمل أخلاقي ؟ هل غش المتعهد والمهندس والمقاول في البناء عمل أخلاقي ؟ هل تأخير معاملة حكومية لمواطن كي يدفع للموظف عمل اخلاقي ؟ هل ختم معاملة دون قطع وصل عمل اخلاقي ؟ هل ايقاف سيارة تقودها امرأة وإطالة الدردشة معها وتبادل الابتسامة معها في الشارع أو على باب جامعة عمل اخلاقي ؟ هل إلقاء النفايات من شبابيك السيارات عمل اخلاقي ؟الصور لا حصر لها وكلها تدعو اصحاب الولاية إن وجدوا أن يقوموا بواجبهم .