الاردن اليوم – د.مهند المبيضين
الانجاز في الطريق الصحراوي بطيء، والموت أكثر وفي ازدياد، وقد قامت الحكومة بطرح عطاء مراحل منه تم تنفيذها، وثمة احساس بأن الطريق سيأخذ وقتا طويلا حتى نصل إلى الاكتمال، وما قامت به الحكومة من جهود لجلب التمويل والذي هو جزء من منحة خليجية لا يساوي أو يماثل الانجاز على الأرض.
هناك حوادث باستمرار وارواح تذهب واصابات، صحيح أن مصدرها السرعة وانعدام التقيد بقواعد المرور في كثير منها، لكن نحن نتحدث عن حالة الطريق بشكل عام والتحويلات التي وضعت والتضييق الذي أصاب الجزء المفتوح منها.
لا يرى الناس أن المشهد القائم على الصحراوي لائق، وفي ظل الحديث عن عودة العلاقات مع العراق وتسهيل الشحن من العقبة، إلى بغداد، فإن اعداد الشاحنات في زيادة وبالتالي ضغط أكبر على الجزء الذي تم اصلاحه من الطريق، وأزمات مرورية في الجزء المفتوح والذي يضم مسارين مشتركين.
الصحراوي أمره غريب، هو نهر الاردن الاقتصادي، لكنه نهر غير قابل للسباحة، وبات اليوم عنواناً للموت والـتأخر والإصابات، ومن حق الناس السؤال عن مصيره ومتى ينتهى وما هو الجدول الحقيقي لانجاز ما تبقى؟
لا يختلف الجميع على أن الجزء الذي انجز يعد مقبولاً، وكان يفضل وضع مسرب خاص للشاحنات، لكن الحديث تعثر في طرح البقية الباقية من الطريق هو أمر غير مبرر. والكلفة البشرية والخسائر والإصابات هي كبيرة جداً.
في زمن قياسي حين كان الصحراوي مصدر غضب للناس، استعجلت الحكومة بطرح العطاءات التي انجزت ما عليها، والسؤال اليوم هل مخصصات الطريق المالية محفوظة ام لا؟
حين تقوم الحكومة بسحب كل الوفورات المالية في المؤسسات فإن معنى ذلك أن الايرادات الحكومية في حالة شح، وأن ما هو موجود من توفير ووفر وتقليص نفقات يذهب إلى جهة واحدة هي مالية الدولة، فهل نحن مقبلون على ازمة مالية عنوانها السيولة وبالتالي تأثر العطاءات المطروحة وتأخر الدفع للمقاولين؟
نتمنى أن يسير عطاء الصحراوي نحو الاكتمال، وان ينجز في المستقبل خط مستقل للشاحنات، خاصة بعد الاتفاق مع العراق حيث إن أحد أهم أسباب تدمير الطريق واتلافه هو الشاحنات الكبيرة التي تقتل كل يوم أرواحا جديدة!