الاردن اليوم – وصفت الملكة نور الحسين، الملك الراحل المغفور له بإذن الله، بأنه إنسان كان يهتم بالجميع وبعائلاتهم. وأضافت خلال خطاب لها الجمعة في جامعة أكسفورد/مركز الشرق الأوسط، بمناسبة الذكرى العشرين لرحيل الملك الحسين إحتفاءً بذكرى حياته وإرثه الإنساني، أن إيماءاته وأفعاله كانت تقول “إنّه مهتمّ بك وبعائلاتك، وإنّ العدالة والكرامة هما الحق والمسؤوليّة المشتركان اللذان تُناشدان معاً لأنّ أمنه وأمنك مرتبطان حتماً وأبداً”.
وتاليا مقتطفات من خطابها:
“لا أتفاجأ قط عندما يتكلّم الناس بدايةً عن إنسانيّة الملك الحسين عندما يتذكّرونه. بغض النظر عمّن تكون – مزارعا في غور الأردن، رائدا على مستوى عالمي، طالبا جامعيا واعدا، أو مدرّسا في مدرسة حكوميّة في المنطقة الصحراويّة شبه القاحلة – عند اللقاء به، كان ينظر إلى عينيك ويُركّز عليك وحدك، مُستمعاً إلى ما تُريد قوله ومُبيّناً اهتمامه الحقيقي بمواضيعك. وعند لقائك به مرّة أخرى – ربّما بعد عدّة أشهر أو حتّى سنوات – كان يتذكّر اسمك ويسألك عن أحوال عائلتك. عند حوارك معه، سواء للحظة أو لساعة، لم تكن تراه كملك الأردن بل كشخص لبق ومُهتمّ يتحدّث إليك؛ وذلك لأنّه كان يُشعرك أنّك، وليس هو، الشخص المهمّ في ذلك اللقاء.
لهذه الأسباب، أعتقد أنّ صفاته الشخصيّة وسياساته العامّة لا تزال صائبة اليوم، في حين يعيش مئات الملايين من العرب في ظلّ الفقر والإحباط ووسط العنف من ناحية، في مقابل الثروات المفرطة من ناحية أخرى. وبينما يُلاحق الامتعاض، الظلم، الخوف، والنزاعات عدداً أكبر من الناس في منطقتنا، يجب أن نتذكّر القوّة النابعة من مصافحته، عناقه، وعينيه الصادقتين والدافئتين. كانت إيماءاته وأفعاله تقول إنّه مهتمّ بك وبعائلاتك، وإنّ العدالة والكرامة هما الحق والمسؤوليّة المشتركان اللذان تُناشدان معاً لأنّ أمنه وأمنك مرتبطان حتماً وأبداً.
إنّ بناء الجسور، وليس الحواجز، بين الناس هو أهم مصدر للسلام.
اليوم، لا يمكننا تكريم ذكراه بطريقة أفضل من التمسّك بإرثه على صعيد الإيمان، النزاهة، وتكريسه للإنسانيّة؛ أي أن نتواصل مع الآخرين بنفس التواضع، الانفتاح، الاحترام، والحبّ.”