منتدون يدعون لوضع خطط تنموية تحقق الحياة الكريمة لمواجهة التطرف

دعا منتدون، في لقاء تناول استراتيجية مقترحة لمواجهة الإرهاب والتعامل مع تداعياته، إلى أهمية وضع خطط تنموية تدعم المواطن على مختلف الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية من أجل تلبية حاجاته وتحقيق الحياة الكريمة له، وبحيث لا يعاني من الإحباط المؤدي للتطرف.
وذكر بيان للمنتدى اليوم الاحد، ان المنتدين اشاروا في اللقاء الذي نظّمه منتدى الفكر العربي، عبر تقنية الاتصال المرئي، الى انه بوضع هكذا خطط، سيتم الحفاظ على الهوية والانتماء والتماسك المجتمعي تجنباً للوقوع في الإرهاب، وفق بيان صادر عن المنتدى اليوم الأحد.
ودعوا إلى أهمية التعامل مع تداعيات الإرهاب على الصعيدين الفكري والإعلامي، وعدم الاقتصار على الحلول الأمنية والعسكرية، فضلا عن تقوية تبادل المعلومات والدراسات على المستوى الدولي عن طريق المراكز الفكرية.
وتضّمن اللقاء، الذي أداره الأمين العام للمنتدى الدكتور محمد أبو حمور، محاضرة للدبلوماسي المصري السابق والأكاديمي الدكتور عماد عوّاد، ناقش فيها استراتيجية التعامل مع الإرهاب ومواجهته وقائياً وعلاجياً ومعالجة جذوره؛ مما يعزز الحماية من الأعمال الإرهابية ومضاعفاتها.
وشارك في اللقاء، مدير الأمن العام الأسبق ونائب رئيس جمعية الشؤون الدولية بالأردن الفريق الركن المتقاعد فاضل علي فهيد، وأمين عام هيئة الصحفيين السعوديين ونائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب الدكتور عبد الله الجحلان، وعضو المنتدى الدكتور عصام ملكاوي.
وقال الدكتور عواد، إن استراتيجية التعامل مع الإرهاب تتطلب بُعدين أساسيين، هما: البُعد الوقائي والبُعد العلاجي، ويشمل البُعد الوقائي مجموع التدابير التي يتم اتخاذها تحسباً لوقوع مشكلة، أو لنشوء مضاعفات لمشكلة قائمة، ويكون هدف هذه التدابير القضاء الكامل أو الجزئي على إمكانية وقوع المشكلة أو المضاعفات أو المشكلة ومضاعفاتها معاً، وتشمل هذه الوقاية تضافر جهود العديد من المؤسسات المجتمعية وأهمها الأسرة، والمؤسستين التعليمية والدينية، والإعلام.
بدوره، أوضح الدكتور أبو حمور أن مواجهة الفكر الظلامي يجب ألا تغفل تلبية حاجات الإنسان التي تضمن له عدم استغلاله وجرّه إلى الوقوع في فخ التطرف والإرهاب، لافتا إلى أن الاستراتيجيات التنموية في هذا الصدد ينبغي أن توائم بين تمتين الروافع الثقافية وإصلاح التعليم، وتمكّين الشباب في التعليم والعمل والمشاركة، وتحسين مستوى العيش من جهة، ومعالجة قضايا البطالة والفقر وتراجع معدلات النمو الاقتصادي، والعمل على توطين التكنولوجيا من جهة أخرى.
وقال الفريق الركن المتقاعد فاضل علي فهيد، في مداخلة له، أننا “نعاني اليوم من النوع الأول الأغلب، الذي تتدخل فيه دول بدول أخرى، وهكذا بات الإرهاب مشكلة دولية معقدة، يتغذى بشكل خاص في بيئات تفتقد مفاهيم العدالة والديمقراطية، وتزداد تعقيداً مع اختلاط المفاهيم وعدم التمييز ما بين التحرر الوطني من الظلم والاحتلال وما بين العمل الإرهابي”.
من جانبه، أكّد الدكتور عبد الله الجحلان أن الرؤية السليمة لمواجهة الإرهاب تكمن في الفهم السليم لكيفية التعامل معه، داعيا إلى وجود خطاب ديني رقمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوضّح الكثير من الأفكار التي يتشبث ويتعلق بها القائمون على الإرهاب ومنه الموجّه في حقيقته ضد مبادىء الدين الإسلامي على وجه التحديد.
وأشار الدكتور عصام ملكاوي إلى أن السلوك المؤدي للعمل الإرهابي إنما هو وليد التطرف الناجم بدوره عن الوضع المحبَط الذي يعيشه الفرد في مواجهة واقعه، فالفرد المحبَط يرى عيباً في كل ما حوله وينسب مشكلاته لفساد عالمه، وبذلك يريد التخلص من نفسه ومن محيطه وصهرها في كيان جديد يرنو إليه، وعن طريق الوعود بتحقيق هذا الكيان الذي يؤمن به الفرد المُحبَط.