أعياد وطنية: الأم والكرامة

الأردن اليوم – فارس الحباشنة

الربيع يجلب معه احتفالات من نوع وطعم مختلف، الأم والكرامة. أعياد للاحتفال بالحياة والولادة والنصر والفرح والسعادة. ورغم ما يواجه الأردنيين من معاناة وضنك وقسوة بالعيش التعيس الا أن الاحتفالات باعياد الوطن والطبيعة والحياة تحمل معها مساحة من الحب والأمل. وتبدد في طقوسها ضنك العيش وتعيد اكتشاف صلابة ومنعة وقوة الهوية الوطنية «الشخصية الأردنية».
احتفالات مفتوحة تذكر الانسان بذاته، وتذكره بأنه جزء حي من الطبيعة والانسانية، وليس مجرد «رقم» في سجلات الحكومة، انها دورة احتفالات باعياد تولد احساسا مختلفا بالحرية والكرامة والشعور بالعدل.
يطل علينا عيدا الام والكرامة ومعهما صخب بكاء امهات يحتفلن بشهادة أولادهن الذين دخلوا جنة الموت، وآخرهم الشهيد عمر أبو ليلى، صاحب الابتسامة والاطلالة القوية، والشجاع والمقدام، والذي رواغ الموت وتربص له قبل أن ينتصر بالشهادة على العدو الصهيوني . واحد من الشهداء الذين يخشاهم العدو وهم تحت التراب راقدون، والشهداء لا يموتون !
شهداء من ابتل تراب الأردن وفلسطين الطاهر بدموع أمهاتهم، وشهداء هم غادروا الحياة على حق وواجب، ورموا باجسادهم في سبيل الوطن، وحيث ان تراب الوطن الطاهر يبتل بدموعهن، الشهداء هم من غادورا الحياة على حق وواجب، ورموا باجسادهم في سبيل الوطن وفي سبيل ابقاء الاخرين من أبناء الوطن رافعين رؤوسهم بكرامة وعزة وكبرياء.
عيد الام هو انتصار لارادة الحياة والخصوبة والولادة، والكرامة انتصار للوطن وقهر للاعداء، هي أعياد ترسم البهجة والفرح والامل، تربط الانسان بالحياة والطبيعة، وتقدس البطولة وتكرس الانتصار للحياة.
وما أحوجنا اليوم الى الاحتفال ولأي احتفال يصنع ويرسم البهجة والفرح، في مقاومة ومواجهة حياة بائسة وحزينة ودامية، في حياة مليئة بصور سوداء وقاتمة ومعاناة لا تنفك في عيش مغموس بالضنك وقلة الحيلة.
ويبرز مدى حاجتنا الى روح احتفالية تهزم كارهي ونابذي الحياة، وتهزم مروجي الفكر المتطرف الظلامي، وتحشو في حياة الناس بأفكار التعاسة الدينية وتزرع الكراهية وتنبذ الاخر، وتجمد الحياة لصالح مشاريع «دينية سياسية» تسعى بالارهاب والموت والعنف والقتل لاغتيال عقل وروح حضارة العرب والمسلمين.
وتخرج علينا فتاوى دينية من هنا وهناك تحرم الاحتفال بعيد الام، فتاوى غريبة تريد أن تفسد على الناس عيشهم، فهي لا تعرف غير التحريم، تحرم أي فرح أو سرور أو بهجة يمكن أن تدخل الى قلوب ونفوس الناس.وللاحتفال بالكرامة والام معان جديدة في هذه الايام، والناس قد تجمدت منابع بهجتهم وفرحهم، وشققت قسوة الحياة والعيش قلوبهم.
فكلما سمعنا عن بطولات الكرامة، تشعر بطاقة وطنية أبدية ولا تعرف من أين يأتي سحرها، طاقة مشحونة ومشبعة بنشوة الافتخار بالاردن : وطنا وهوية، تلتقط منها أنفاس الامل بالمستقبل والشعور بحتمية الصمود والبقاء وتحدي كل معطلات الحياة.