لقد أقسم الله عز وجل في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك حيث قال الله تعالى في سورة الفجر: (والفجر وليال عشر..) وفي ذلك تنبيهاً لعظيم فضل هذه الليالي المباركات لاغتنامها في العمل الصالح والعبادات ومن بين أهم العبادات في هذه الأيام الفضيلة هي صلاة قيام الليل فما هو فضلها ووقتها؟
كانت صلاة قيام الليل منهج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، وكانوا أشد حرصاً عليها في العشر الأواخر من رمضان حيث يجتهدوا فيها رغبة منهم في موافقة الليلة العظيمة التي تحتويها، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ) ، وقد رُويَ أنّه كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شدّ مِئزره، واعتكف للعبادة وإحياء الليل، وأيقظ أهله ليتعبّدوا ويقوموا ليلهم.
يبدأ وقت قيام الليل بعد الانتهاء من صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، ويعد أفضل وقت لصلاة قيام الليل هي الثلث الأخير من الليل، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قال: (أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ : كان يصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا، وأَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ: كان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ ، وينامُ سُدُسَهُ).
لقد أجمع العلماء على فضائل عديدة لصلاة قيام الليل ومنها: بأنه سبب من أسباب رحمة الله تعالى، وسبب من أسباب دخول الجنة وهي علامة من علامات الصالحين، حيث أن المسلم يترك نومه وراحته من أجل إرضاء الله عز وجل، وهي مغفرة للذنوب وإضاءة واشراقة للقلب فكما قال الإمام الشافعي بأن سهام الليل لا تخطئ بمعنى بأن صلاة قيام الليل لها فضائل عظيمة في اجابة الدعوات.