الأردن اليوم _ واشنطن
من المعروف بأن جسم الإنسان يحتوي على عدد هائل جداً من البكتريا المفيدة أو المتعايشة، وأن تركيبة تلك البكتريا تتغير مع التقدم في العمر، إلا أنه من غير المعروف ما إذا كان تحليل تركيبة البكتريا الموجودة في الأمعاء أو مواقع أخرى من الجسم يمكن استخدامه كوسيلة موثوقة لتوقع عمر الشخص.
في هذه الدراسة قام باحثون من جامعة بنسلفانيا بتحري قدرة اختبارات تحليل البكتريا المعوية، أو الفموية، أو الجلدية (على اليدين والجبهة) على تقدير أعمار البالغين، وذلك عن طريق مراجعة نتائج عدد كبير من اختبارات العينات المأخوذة من أشخاص بالغين، وتوقع أعمارهم بناءً على التغيرات الطارئة على التركيبة البكتيرية، ومقارنتها مع أعمارهم الحقيقية.
اشتملت الدراسة على أكثر من 4400 عينة من البراز مصدرها أشخاص يعيشون في كل من الولايات المتحدة والصين، وأكثر من 2500 عينة من اللعاب مصدرها أشخاص يعيشون في كل من الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وتنزانيا، وأكثر من 1900 عينة جلدية مصدرها أشخاص يعيشون في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. تراوحت أعمار المشاركين بين 18-90 عاماً، وتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 18.5-30، ولم يكن أي منهم يعاني من داء الأمعاء المتهيجة، أو السكري، ولم يستخدم أي منهم المضادات الحيوية طيلة الشهر الذي سبق أخذ العينة. كما استثنى الباحثون الحوامل، والمنومين في المستشفى، وذوي الاحتياجات الخاصة، وأي أشخاص يعانون من حالة مرضية شديدة.
بناءً على نتائج اختبار العينات البكتيرية والتغيرات الملاحظة في تركيبتها، توقع الباحثون أعمار المشاركين ومن ثم قارنوها مع أعمارهم الحقيقية، فوجدوا بأن التركيبة البكتيرية الجلدية كانت الأدق في توقع عمر الشخص (بمعدل خطأ وسطي قدره 4 سنوات)، وهو ما ينسجم مع نتائج أبحاث الطب الشرعي التي تتوقع زمن الوفاة بناءً على تحليل عينات البكتريا المأخوذة من عدة مواقع من الجلد.
ويهدف الباحثون من دراستهم إلى تطوير خوارزمية يمكن توظيفها في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوقع عمر الشخص بشكل دقيق بناءً على تحليل العينات البكتيرية المأخوذة منه، بالإضافة إلى الربط بين التركيبة المعوية والحالة السريرية للشخص، وتوقع خطر الإصابة بأمراض معينة بناءً على ذلك.