الأردن اليوم _ د. مهند مبيضين
لماذا كان طلاب الأردن في مدينة «ووهان» الصينية معقل فايروس كورونا؟ ماذا يدرسون؟ ولماذا تتكرر مثل هذه الأزمة كلما حدث في الدول التي ضربتها كوارث سياسية وعدم استقرار مثل اليمن وليبيا والسودان؟ فجأة تصبح المسألة قضية وطنية وتحتاج لانتصار عليها!
طلابنا هل هم بحاجة لجامعات تلك الدول، مع أن غالبيتهم يدرسون تحت ضغط الطموح أو رغبة الأهل في تخصصات موجودة في بلادنا، ولكن لا يتحصلون على قبولات في الأردن؟ طبعاً إن تحديد معدل القبول في الطب فوق درجة 80 % هو سقف في المعدل في صالح الغربة والاغتراب وتهريب المال الصعب للخارج وليس في صالح الوطن، وصحيح لو أنه لم يحدد بسقف لوجدنا جل الاردنيين يذهبون لدراسة الطب في الخارج, وانا مع تقييده في الخارج لكن ان يكون ذات المعدل في الداخل وهذه معناه وجوب توسعة قاعدة القبول الداخلي وفتح جامعات طبية.
الإصرار الأردني على دراسة الطب اوجد اليوم اكثر من 20 ألف طالب على مقاعد الدراسة داخل وخارج الاردن، وهناك جدل حول جدوى انشاء جامعات طبية ولا نعرف سبب رفض البعض لهذه الخطوة، هل يريدون بقاء المال الأردني يخرج للخارج لتغطية نفقات طلابنا في جامعات الخارج؟ وفي كل مرة نضطر لاستحداث قبولات لهؤلاء الطلاب حين تضطرب امور بلدان الدراسة؟
هجرة الأردنيين تنحصر في هدفي العمل وطلب العلم، وللأسف أتى كل هذا الواقع بتجربة مريرة عنوانها الرحيل للخارج لدراسة الطب، باع الناس اراضيهم أو استدانوا، واحد الاصدقاء ذهب حيث يدرس ابنه وحاول الاستثمار ثم عاد بعد ان تعرض لعملية نصب فكانت خسارته مضاعفة واقتلّ ماله واليوم ابنه لا يعمل.
مثل ما يقال عن تعليم الطب يقال عن الهندسة، ثمة ولع وداء اردني اسمه الطب والهندسة، وهو جزء من ثقافة مظهرية عديمة الانتاج، والآن كون السوق مشبعا بالوظائف والتخصصات المعروضة اكبر من سعة السوق فنحن في المستقبل أمام أزمة.
لا يتعظ الناس، وسيبقى الانبهار بمصطلح الدكتور والمهندس جزءا من كماليات الوجاهة للأهل، والدولة ترى كل ذلك، والعام الفائت بسبب الخلل في نتائج الثانوية تعاظمت الأزمة وسوف تنعكس نتائجها الكارثية على المجمتع بعد أعوام لأن القذف بمئات الخريجين ونحو ألف طبيب فائض عن العدد المتوقع في التخريج سوف يعظم البطالة وأرقامها وتحدياتها.
الطب والهندسة والسفر للخارج، هما أحد اهم أركان الهواجس، ومع هذا الهاجس كان تواجد أبناء الأردن وطلابه في ووهان وقبل ذلك في صنعاء ثم الخرطوم وكان الحلول باعادة الحاق هؤلاء الطلبة في الجامعات الأردنية، في تخصصاتهم او بما يقترب منها.