فيروس كورونا: وفاة اثنين من ركاب سفينة دايموند برنسيس في اليابان

الأردن اليوم _ طوكيو

توفي يابانيان مصابان بفيروس كورونا كانا على متن سفينة محتجزة قيد الحجر الصحي في اليابان.

وأفادت تقارير محلية بأن أحدهما توفي متأثرا بفيروس كورونا، بينما توفي الآخر متأثرا بداء الالتهاب الرئوي. وكان المتوفيان في عقدهما التاسع، ويخضعان للعلاج في مؤسستين طبيتين، بعد نقلهما من السفينة “دايموند برنسيس” الأسبوع الماضي.

وكشفت الفحوصات الطبية عن نتائج إيجابية للإصابة بالفيروس لدى أكثر من 600 شخص من ركاب السفينة، وذلك في أكبر تجمّع للإصابة بالفيروس من نوعه خارج الصين.

وكانت السفينة دايموند برنسيس تُقلّ على متنها 3,700 شخصا، وبعد الفحوصات بدأت الحالات التي أظهرت نتائج سلبية للفيروس في مغادرة السفينة يوم أمس الأربعاء، بعد خضوعها لحجر صحي دام 14 يوما.

وأُجلي المئات ممن كانوا على متن السفينة حتى الآن، ومن المقرر إجلاء المزيد على مدى اليومين التاليين.

وصرح وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو بأن المسافرَين الاثنين اللذين توفيا كانا قد أُودعا في مؤسستين طبيتين بعد أن ظهرتْ عليهما أعراض المرض.

وقال كاتو: “أعتقد أنهما تلقيا أفضل علاج ممكن”.

 
 مئات المسافرين ممن كانوا على متن السفينة في طريق العودة إلى منازلهم

وبالفعل وصل أكثر من 150 مسافرا أستراليا إلى مدينة داروين في الإقليم الشمالي، حيث من المقرر أن يبدأوا في الخضوع لحجر صحي مدته أسبوعان.

ووصلت أول دفعة من مواطني هونغ كونغ الذين كانوا على متن السفينة إلى وطنهم جوّا حيث سيخضعون أيضا للحجر الصحي.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن مواطني بلاده الأربعة والسبعين الذين كانوا على متن السفينة سيُحمَلون جوّا إلى المملكة المتحدة يوم غد الجمعة. ومن المقرر أيضا أن تستعيد إندونيسيا مواطنيها ممن كانوا على متن السفينة.

موقف “فوضوي”

لكن ثمة مخاوف وانتقادات موجهة للطريقة التي تعاطت بها اليابان مع الحجر الصحي على متن السفينة دايموند برنسيس.

وزار الخبير الصحي الياباني كنتارو آيواتا، الباحث في قسم الأمراض المعدية بجامعة كوبي، السفينة دايموند برنسيس، ووصف الموقف على متن السفينة بأنه كان “فوضويا تماما”.

وقال آيواتا، في مقطع فيديو حظي بانتشار واسع: “لم تكن تدابير السيطرة على العدوى على متن السفينة كافية بشكل تام”.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الخطوات المتّخَذة لاحتواء الفيروس “ربما لم تكن كافية”.

لكن كاتو ردّ اليوم الخميس على انتقادات آيواتا، قائلا إن السلطات اليابانية بذلت جهدها للتعاطي مع موقف بالغ الصعوبة.

وقال كاتو لمشرّعين يابانيين: “نبذل أقصى ما نستطيعه في ظل هذه الظروف، ليس فقط من خلال مسؤولينا في وزارة الصحة، ولكن أيضا مسؤولين من قوات الدفاع الذاتي، ومسؤولين طبيين يعملون بأقصى طاقة لديهم”.

وباء فيروس كورونا: أكثر من 70 ألف اصابة في الصين إلى الآن

زيادة حادة في عدد الحالات في الـ 13 والـ 19 من فبراير نظرا لتغيير معايير التشخيص

المصدر: مفوضية الصحة العامة في الصين وبحوث بي بي سي في 20 فبراير

وأضاف كاتو: “لدينا متخصصون في الأمراض المعدية (على متن السفينة)، ونتلقى تقارير يومية منهم عن الوضع، بما في ذلك تقسيم (المناطق داخل السفينة)”.

وأكد وزير الصحة أن السفينة دايموند برنسيس “لم تكن مُعدّة بشكل جيد على غرار المستشفيات”، وأن السلطات “ظلت تعالج” المشاكل الناجمة عن الفيروس بشكل يومي.

وقال كاتو: “علينا أن نتدبر هذه الأزمة ونتعلم منها لأننا نعتقد أنها مسألة عالمية”.

وأصدر المعهد الوطني للأمراض المعدية في اليابان، أمس الأربعاء، تقريرا أشار فيه إلى “دليل واضح على حدوث انتقال واسع للفيروس قبل تطبيق الحجر الصحي في الخامس من فبراير/شباط الجاري على السفينة دايموند برنسيس”.

وقال التقرير إن “انخفاض أعداد حالات الإصابة المؤكدة يشير إلى أن تطبيق الحجر الصحي كان ذا فاعلية في الحدّ من انتقال العدوى بين ركاب السفينة”.

انحسار العدوى في الصين

وشهدت أعداد الإصابات الجديدة في الصين، التي انطلقت منها العدوى، انحسارا بشكل كبير.

وقالت لجنة الصحة الوطنية إنه تم الإبلاغ عن 394 حالة إصابة مؤكدة جديدة و114 حالة وفاة يوم أمس الأربعاء، مقابل 1,749 حالة جديدة يوم أمس الأول الثلاثاء.

وحتى الآن وقعت 2,118 حالة وفاة، وتأكدت إصابة 75 ألف حالة في الصين، حيث يقول مسؤولون إن 16,155 مصابا قد تعافوا بعد الإصابة بالفيروس.

 
 السلطات الصينية تقول إن الفيروس يقضي على المرضى والمسنين

وظهرت أكثر من ألف حالة إصابة بالفيروس خارج الصين، وكان التجمع الأكبر في هذا الصدد على متن السفينة دايموند برنسيس في اليابان، تليها سنغافورة وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ.

وتقول إيران إن اثنين من مواطنيها لقيا حتفهما جرّاء الإصابة بالفيروس في مدينة “قُم” – في أولى التقارير عن وفيات جرّاء الإصابة بالفيروس في الشرق الأوسط.

وقالت السلطات في هونغ كونغ، أمس الأربعاء، إن رجلا كان يبلغ من العمر سبعين عاما ويعاني مشكلات صحية، أصبح الضحية الثانية للفيروس في الإقليم.

وأكدت كل من فرنسا، واليابان، والفلبين وتايوان حالة وفاة واحدة على أراضيها جراء الإصابة بالفيروس.

ارتفاع حاد في كوريا الجنوبية

أعلنت كوريا الجنوبية اليوم الخميس عن ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا لديها إلى 31 حالة بينهم 23 حالة تنتمي لطائفة دينية كبرى، في تجمُّع جديد تمّ اكتشافه في مدينة دايغو في الجنوب الغربي للبلاد والتي يصل عدد سكانها نحو 2.5 مليون نسمة. وبذلك يكون لدى كوريا الجنوبية 82 حالة إصابة مؤكدة.

ويُعتقَد أن امرأة تبلغ من العمر 61 عاما هي أول من أصيب بالفيروس في هذا التجمّع الكوري الجنوبي في وقت سابق من الأسبوع الجاري.

  عمال يُعقمون كنيسة شينشيونغي من الداخل ومحيطها من الخارج

وقال المركز الكوري للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن هذه المرأة الستينية اختلطت بـ 166 شخصا، تمت مطالبتهم بتطبيق حجر صحي على أنفسهم، بحسب تقارير وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء.

وقالت الطائفة الدينية المذكورة في مدينة دايغو إنها أغلقت أبواب كنيستها، موضحة أن الطقوس الدينية يمكن أن تُعقَد عبر الإنترنت أو على حِدة في المنزل.

ووصف عمدة المدينة الوضع بأنه “أزمة غير مسبوقة”، وحثّ سكان المدينة على البقاء في منازلهم.