الأردن اليوم _ علي ابو حبلة
نتائج الانتخابات الاسرائيلية أبرزت صورة إسرائيل الحقيقية، وهو جنوح المجتمع الصهيوني نحو اليمين المتطرف والفاشية والعنصرية. وثبت بالدليل القطعي فشل الرهان على إمكانية التغير في البنيان السياسي المجتمعي الإسرائيلي و باتت السمة الغالبة للتركيبة السياسية الاسرائيلية هي الجنوح نحو التطرف والعنصرية، إسرائيل بالأصل كيان غاصب عدواني قامت على فكرة العداء للشعب الفلسطيني، وبازار الانتخابات كان وعودا بتوسيع الاستيطان وتهويد القدس وضم أجزاء من الأراضي المحتلة لإسرائيل ومزيدا من الإرهاب وتكريسا للعنصرية بالدعوة والترويج ليهودية الدولة.
إسرائيل تصارع من اجل البقاء وهي تفتعل الحروب وتعتمد سياسة العدوان من اجل توحيد الصف الإسرائيلي وصهر بوتقة المجتمع الإسرائيلي الذي تنخر في صفوفه الخلافات، إسرائيل مجتمع من قوميات وجنسيات مختلفة لا يمكن لهذه القوميات والأجناس المختلفة العادات والتقاليد والتاريخ أن تنصهر في بوتقة مجتمع يهودي متجانس إلا بسياسة العدوان والتطرف وشن الحروب، بروغندا نتنياهو مكنته من التغلغل في أوساط مختلف الطبقات والشرائح في المجتمع، برغم «مقالب» نتنياهوواتهامه بالفساد، ليس هناك من يتغلّب عليه زعيماً لليمين. وان معسكر الوسط واليسار اخفقا في تحقيق زيادة في التمثيل للكنيست، باستثناء القائمة العربية المشتركة التي نجحت في تكريس نفسها كقوة ثالثه في إسرائيل، نتائج ما أفرزته الانتخابات وانعدام الحسم لنتنياهو بالحصول على 61 مقعد يدخل إسرائيل مرة أخرى في دوامة عدم الاستقرار الداخلي وزعزعة العلاقات الخارجية. إسرائيل وهي تعيش صراع مصالح بين القوى والأحزاب اليمنية والدينية المتطرفة هي فعلا تعيش أزمة هوية، وان محاولات تكريس إسرائيل كدولة يهودية أصولية تعني الخروج من عباءة الاعتدال والديموقراطية حسب رؤية بن غوريون للقبول بها عالميا إلى عباءة التطرف والاصولية واستعداء غالبية دول العالم لهذا الكيان الأصولي العنصري، الكيان الإسرائيلي أمام مفصل تاريخي لتحديد هويته في المنطقة، وتحديد رؤيته لجهة تحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية ورؤية الدولتين.
إن «ظاهرة تنامي اليمين المتطرف في الكيان الإسرائيلي تستوجب من القيادة الفلسطينية الشروع الفوري لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الفلسطينية وإلغاء كل أشكال التطبيع والمبادرة لحل لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي» إذ لا جدوى تذكر من هذا الانفتاح سوى تبديد للأموال واستنفاذ للجهد ومضيعة للوقت، هناك اجماع صهيوني على انكار حقوق الشعب الفلسطيني وهناك توافق اسرائيلي للشروع في تطبيق صفقة القرن والشروع بضم الغور وشمال البحر الميت بعد الانتخابات، أية حكومة قادمة ممعنة في سياسة سلب الفلسطينيين لحقوقهم الوطنية وأن التاريخ علمنا أن الإسرائيليين في غالبيتهم يجنحون للتطرف وهم ضد تحقيق الأمن والسلام،ووفق كل المعطيات القضية الفلسطينية بعد الانتخابات الاسرائيلية أمام مفصل تاريخي وتتطلب رؤية وإستراتيجية فلسطينية مشتركة تجمع عليها كل القوى والفصائل، لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة لمواجهة التطرف الصهيوني وسياسة العنصرية التي ينتهجها وإفشال وإسقاط مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
الوحدة الوطنية هي أقوى ظاهرة ثورية في مواجهة الاحتلال الاستعماري الإمبريالي الاستيطاني، والمشروع الاستعماري الصهيوني ليس طويلا كما يتصوره البعض وليس ضعيفا كما يراه البعض إنما قوته وضعفه مرتبطة بوحدتنا الوطنية فإذا اتحدنا جميعا فإن هذا المحتل ضئيل وإذا تفرقنا فإننا نعطيه مزيدا من القوة الأعظم . لم يعد هناك متسع من الوقت للتفكير ولا بد من الخروج من مأزق الانقسام ووضع النقاط على الحروف على طريق استعادة الوحدة حتى نتمكن من هزيمة المشروع الصهيو أمريكي وإسقاط صفقة القرن ومشاريع التهويد والضم.