الأردن اليوم _ عبد الهادي راجي المجالي
… في فلسطين انتشر (فايروس) كورونا… وهنالك اجراءات
اتخذتها السلطة الفلسطينية متعلقة بالحجر، على مجموعة
من الموظفين الذين يعملون في فندق سياحي…
في فلسطين، يوجد الحزن ويوجد الاحتلال، ويوجد اعتقالات
بالجملة، ويوجد بين الحارة والحارة ألف حاجز، ويوجد أيضا
تهويد مبرمج للقدس, وضم للأغوار.. وتمزيق لكل اتفاقيات السلام, وذبح مجاني على
المعابر، ويوجد مستوطن مهووس، يجيد إطلاق النار وقتل الناس… ويوجد أم في
الثمانين من عمرها.. منذ عشرين عاما وهي تنتظر (اسماعين) كي يخرج من المعتقل
وقد تموت، ولايخرج اسماعيل… وفي النهاية يأتي الكورونا.
ماذا ستفعل أيها الفايروس؟ هل ستكون أحن من الطلقة المطاطية حين تكسر
ضلوع الصدر, هل ستكون أحن على الفلسطيني من صواعق الكهرباء التي تركب
على اليد في لحظات التحقيق؟.. هل ستكون أخطر من قذيفة موجهة بطائرة
مسيرة.. تصطاد رأس مجاهد أو مناضل في شارع عتيق من أحياء غزة؟… هل ستكون
أقسى من دمعة تذرف على سفح خد عجوز, جاءت إلى المحكمة العسكرية.. وسمعت
باذنها قرارا يقضي بسجن ولدها (80 (عاما… هل ستكون أكثر فتكا من السرطان الذي
يتغلغل بجسد معتقل, ويقرر في لحظة من الهزيع الأخير وقبيل صلاة الفجر أن ينتصرعلى السرطان وإسرائيل, ويخوض معركة مع جسده ومعركة أخرى مع عدوه… أنت
أصلا أيها الفايروس أمام هذا الجبروت تبدو صغيرا وتافها.. ولن تفعل شيئا.
أول أمس بثت إحدى القنوات تقريرا عن (الكورونا) في فلسطين, وظهرت صور الناس
مبتسمة, الجميل في الأمر أن الكورونا لفتت أنظار العالم لفلسطين والأجمل أنه
الشعب الوحيد في العالم الذي قابل (الفايروس) بابتسامة, وأنت أمام هذا المشهد
تضحك… وتغرق في الضحك, وتسأل نفسك..ماذا سيفعل الكورونا في
الفلسطينين..؟ علما بأن إسرائيل بكل جراثيمها, وأسلحتها.. وغازها, ونارها.. لم تجرؤ
في لحظة أن تمنع فتى في سن المراهقة, من طعن جنود الإحتلال في باحات الأقصى
وتعرية تاريخ الجندية الإسرائيلية وتمريغه في الأرض… فهل سيجرؤ الكورونا على ?ي
ذراع الفلسطيني؟
العالم كله خائف من الكورونا.. إلا الفلسطيني فهو يتعامل مع الأمر على أنه مجرد
مزحة وتعبر.. وبعدها سيتفرغ لفصل جديد من النضال…
الله درك أيها الفلسطيني, حتى الفايروسات شريكة في المؤامرة عليك.. وأنت مثلما
أنت ما زلت جبلا من الفولاذ لا يصهر.. ولا يذوب.(الرأي)