يزداد اعتماد السوق القطري على منتجات التمور الأردنية، حيث تظهر الأرقام الرسمية، ارتفاع وتيرة استيراد قطر لمختلف أصناف التمور المنتجة في الأردن.
وبحسب آخر احصائيات صادرة عن جهاز التخطيط والإحصاء القطري، استوردت قطر خلال عام 2019، نحو 78 ألف كيلوغرام من التمور الأردنية الرطبة والجافة، تجاوزت قيمتها 440 ألف دولار، بينما لم تستورد قطر في عام 2018 أكثر من 52 ألف كيلو غرام من تمور الأردن بقيمة 148 ألف دولار، وفي عام 2017، لم يتم استيراد أي كميات، في حين لم يزد حجم الاستيراد خلال عام 2016 عن 12 ألف كيلو غرام بلغت قيمتها 78.2 ألف دولار.
وأشاد نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، محمد بن طوار الكواري في تصريح لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، بجودة الإنتاج الأردني من التمور، مؤكدا أن التمور الأردنية بأصنافها المختلفة وخاصة “المجول”، تلقى إقبالا ورواجا في أسواق قطر.
وقال الكواري إن السلع والمنتجات الأردنية بشكل عام، تتميز بجودتها العالية وأسعارها المعقولة بالمقارنة مع المنتجات والسلع الأخرى التي تستوردها قطر من مختلف الأسواق العربية والعالمية.
ويفوق معدل الاكتفاء الذاتي من التمور في قطر ما نسبته 86 بالمائة، في حين يتم استيراد النسبة المتبقية بشكل أساسي من الأردن والكويت وسلطنة عمان والجزائر وتونس، بواقع 4 آلاف طن سنويا، فيما تتجاوز مساحات النخيل في البلاد أكثر من 3 آلاف هكتار.
وتشير سجلات وزارة البلدية والبيئة في قطر إلى وجود نحو 900 مزرعة نخيل، فيها أكثر من مليون نخلة.
وتنتج قطر 6 أصناف من التمور، هي الخلاص، والسكري، والمبروم، والصقعي والخضري، والبرحي.
تجار ومستوردون قطريون اثنوا على مستوى جودة التمور المنتجة في الأردن، مؤكدين أنها تضاهي انتاج دول خليجية تنتج وتصدّر التمور منذ عقود.
وأكدوا أن التمور الأردنية تتمتع بدرجة عالية من التنافسية، ما يجعلها مرغوبة ومقبولة لدى مختلف شرائح المستهلكين، بل ربما أصبحت وخلال فترة وجيزة، لا تخلو منها مائدة أي أسرة في قطر، وخاصة خلال شهر رمضان.
يقول عبد العزيز الخلف وهو تاجر مواد غذائية في قطر، إن الأردن أصبح في غضون سنوات قليلة من أبرز الدول المنتجة للتمور على مستوى المنطقة، وخاصة الصنف الأكثر رواجا واستقطابا للمستهلكين والمعروف بـ “المجول”، والذي يتسم بمواصفات تجعله مرغوبا أكثر من أي نوع آخر، مثل حجمه الكبير، ودرجة استوائه، وطعمه.
ويضيف أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن أسعار تمر “المجول” معقولة جدا مقارنة مع مستوى جودتها، وبذلك فهو ينافس بقوة، ويفرض نفسه وحضوره في مختلف منافذ البيع بالتجزئة في السوق القطري.
من جانبه، يرى تاجر المواد الغذائية نايف الشمري، أن الأردن أصبح من أكثر الدول في المنطقة تميزا وتفردا بإنتاج التمور ذات الطعم الأصيل مثل “المجول”، مضيفا أن هذا النوع بالذات من التمور الأردنية يمثل منتجات لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لكثير من المستهلكين.
وشدد على أن التمور الأردنية ستبقى بهذا المستوى من الرواج والقبول لدى المستهلكين، وبهذه المكانة طالما تمتعت بكل هذه الجودة التي تجعلها العامل الحاسم في نجاح تنافسيتها العالية مقارنة مع منتجات كثيرة مثيلة تستورد من أماكن أخرى إلى قطر.
وقال التاجر محمد العمادي، إن التمور الأردنية تحتل مكانة بارزة على أرفف المجمعات التجارية في معظم الأسواق القطرية، وبالتالي فهي تمثل بجودتها وأسعارها المعقولة سلعة لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة للأسر القطرية والمقيمين في قطر.
وأضاف ان تمر “المجول”، بات يمثل علامة تجارية مميزة تعني الكثير من مستوى الجودة والذوق الرفيع في عالم التمور، موضحا أنه لولا النجاح الكبير الذي حققه الأردن في زراعة أشجار النخيل لما وصل الى ما وصل إليه اليوم من التنافسية العالية في عالم التمور.
وأشار إلى أن صناعة التمور الأردنية بدأت تحقق نجاحا كبيرا، ولا شك أنها أصبحت ذات جدوى اقتصادية عالية، ما مكنها من احتلال مركز متقدم في عالم هذه الصناعة ليس على مستوى السوق القطري والخليجي فحسب، وإنما في العديد من الأسواق العالمية أيضا.