غير فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 العديد من العادات المجتمعية، حتى لو طبقت بشكل غير دقيق او عملي او طبق بعض منها وتم التساهل في بعضها الآخر، الا ان الحقيقة العلمية تؤكد ان هذه العادات المكتسبة ستسهم في البعد عن كافة أشكال الفيروسات الموجودة او القادمة، برأي العديد من الأطباء والخبراء الذين أكدوا أنها ستكون نمط حياة جديد لا بد أن نتعود عليه لمواجهة اي فيروس موجود أو قادم.
أخصائيون اكدوا ، ان ارتداء الكمامة قلل كثيرا في هذا الموسم من الانفلونزا وأمراض الشتاء بشكل عام، مشيرين الى أنه لم يراجع العيادات عدد كبير كما هو الحال في كل موسم ممن يعانون من اعراض الانفلونزا الحادة.
وبينوا ان السبب هو ارتداء الكمامة والمحافظة على التباعد، مؤكدين ان الكمامة هي الصديقة الحالية والمستقبلية.
وقال الدكتور يوسف خليل أخصائي صدرية وحساسية إلى تراجع عدد المراجعين بأعراض الانفلونزا الموسمية الحادة لا سيما بين كبار السن، مشير إلى أنه لم يشاهد الاعداد التي كان يشاهدها سابقا، مؤكدا أن الكمامة هي السبب الأول والأخير.
وأشار إلى ان ارتداء الكمامة بالشكل الصحيح يقي من كل أنواع الفيروسات، والشكل الصحيح برأيه «ان لا تخلع الكمامة وانت في اي مكان لأي سبب حتى لو للطعام او تدخين سيجارة عليك ارتدائها باستمرار واذا خلعتها عليك بشكل فوري غسل اليدين وتغير الكمامة اذا كانت من الكمامات التي تستخدم لمرة واحدة.
وبين ان الكمامة أثرت إيجابيا في الحد من انتشار الرشح، والانفلونزا، التي انخفضت بدرجة ملحوظة، وبالتالي قلصت عدد المصابين عما كان في العام الماضي، علاوة على ان ارتداء الكمامة قلل من مشكلة التهاب الانف التحسسي، أو الربو، وقللت الكمامة من نوبات الحساسية لديهم، لا سيما مع وجود المريض خارج المنزل.
من جانبها قالت الدكتور مرام عبسي أخصائية في طب الطوارئ، ان قسم الطوارئ عادة ما كان يستقبل العديد من المواطنين الذين يعانون من اعراض تنفسية حادة الا ان هذا الموسم كان مختلفا، موضحة أن السنوات السابقة كانت اقسام الطوارئ، تعج بالمراجعين من مختلف الأعمار لان الفيروس ينتقل بين العائلة الواحدة الا انه في هذا العام اختلف الوضع كثيرا.
وأضافت عبسي، اننا نرجع الموضوع إلى ارتداء الكمامة لان عددا كبيرا من المواطنين لم يأخذوا اللقاح الموسمي الخاص بالانفلونزا وهو سؤالنا المتكرر لأي مريض وبالتالي ما خفض الاعداد الكمامة وإجراءات السلامة والتباعد.
وأشارت إلى أن معظم المراجعات كانت من اعراض حساسية وليست انفلونزا وأحيانا تتشابه الأعراض، موضحة أن نسبة الانفلونزا في قسم الطوارئ في المستشفى الذي تعمل به تراجعت الى ما نسبته 60% عن السنوات السابقة.
ودعا الأطباء الى اعتبار الكمامة أسلوب حياة لا يمكن الاستغناء عنه بحال، سواء حالياً مع اجراءات التصدي لوباء كورونا التي تقوم بها مؤسسات الدولة كافة، أو عقب انجلاء الوباء، لأنها أثبتت أهميتها الوقائية في تجنيب الفرد الاصابة المحتملة بكثير من الامراض المعتادة عامة، المرافقة لبعض فصول السنة.
أخصائي الأمراض الصدرية الدكتور محمد جرار، أشار الى ان كل الدراسات الطبية أتثبت ان الكمامة تحمي من الإصابة بالامراض التنفسية بنسبة 70%، مؤكدا انها وسيلة مهمة من وسائل الوقاية ومنع انتقال الأمراض.
وأضاف: أثبتت جائحة الفيروس التاجي المستجد (كورونا) هذه الحقيقة وانها كانت السبب في لجم أمراض الشتاء.
وهنا لا بد أن نشير إلى أن التوعية بأهمية الكمامة كان له دور ناهيك عن والإجراءات الاحترازية التي فرضتها كثير من البلدان، دوراً في التزام الناس باستخدامها.
استاذ ضبط العدوى الدكتور مخلد الحسن، قال أن الكمامة سلاح في الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي والعدوى وايضا لها دور كبير في تخفيف العدوى ان حدثت لان ارتداء الشخص الكمامة يخفف كمية الفيروسات التي تدخل إلى الجسم في حال التعرض لها.
واضاف، بعض خبراء الفيروسات وصفوا الكمامة باللقاح لأنها قد تعرض الانسان وجهاز المناعة لديه لجرعات بسيطة من الفيروسات الضعيفة التي بدورها تحرض الجهاز المناعي على تشكيل أجسام مضادة.
لذلك، وبحسب الدكتور الحسن، يجب جعل الكمامة جزءا من الحياة وهي عادة جديدة على المجتمع العربي الا انها اسلوب وقائي من الطراز الأول في وقت نتعرض فيه إلى الكثير من الفيروسات.
دكتور طب الطوارىء حازم جعفر، أشار إلى أن تراجع نسبة الانفلونزا وأمراض الشتاء بشكل عام قلل من وجود المراجعين ممن يعانون من أمراض الشتاء بشكل عام، مضيفا انه لم يكن هناك أي طارئ سوء استخدام الكمامة من قبل المواطنين.
وبين الدكتور جعفر، أن الانفلونزا كانت سببا في بعض الأحيان بحدوث الالتهاب الرئوية ودخول كبار السن تحديدا إلى غرف العناية المركزة الا ان هذه الظاهرة اختفت بنسبة كبيرة جدا رغم عدم تداول اللقاح بشكل كبير، موضحا أن نسبة المراجعين لاقسام الاسعاف والطوارئ في المواسم السابقة ممن يعانون من اعراض الانفلونزا كانوا يشكلون 80% من مراجعي الطوارىء يشكون من عرض او اكثر للانفلونزا الا ان هذه النسبة قلت إلى درجة كبيرة.
وأشار إلى أن تأثير الكمامة كان إيجابياً في الحد من انتشار الرشح، والانفلونزا، التي انخفضت بدرجة ملحوظة، حيث قللت من انتشار قطيرات اللعاب، والمخاط في الجو المحيط بالمريض، وكذا على الاسطح، وبالتالي قلصت عدد المصابين عما كان في العام الماضي، علاوة على ان ارتداء الكمامة من قبل الأشخاص المصابين.
إذن، الحقيقة الواضحة برأي الخبراء ان الالتزام بوضع الكمامة في الاماكن العامة والمزدحمة في كبح انتشار فيروس «كوفيد 19» خاصة، والامراض التنفسية الاخرى عامة، حيث تعتبر تغطية الانف والفم عاملا مساعدا لمنع انتشار الرذاذ سواء أثناء الكلام أو العطس.
علماء اكدوا، من خلال دراسة عالمية، أن الزفير يُنتج سحابة صغيرة من الغاز سريعة الحركة تحوي قطرات رذاذ صغيرة مختلفة الأحجام، وتذهب قطرات الرذاذ الأصغر حجما منها إلى مسافات بعيدة.
ووجدت الدراسة، التي أُجريت في ظل ضوابط مختبرية، أن السعال يمكن أن يُرسل الرذاذ لأكثر من 6 أمتار، في حين أن العطس يُمكن أن يرسله لأكثر من 8 أمتار.
وأكدت الدراسة ان لارتداء الكمامات مخاطر في ظروف معنية، خاصة في الأماكن المغلقة والغرف سيئة التهوية.
فعلى سيبل المثال، فإن الكمامة في حالة وجودك في مواجهة شخص مصاب يُمكن أن تساعد في تحويل مسار تنفسه وما يحمله من فيروسات بعيدا عن أنفك وفمك. وإن الكمامات الرقيقة لن تحمي من استنشاق الجزيئات الصغيرة في الهواء حيث إنها لا توفر مرشحات، ولكنها قد تحول السحابة المدفوعة بزخم كبير إلى الجانب بدلا من الامام
وأكدت الدراسة إن على الناس أن يرتدوا الكمامات بشكل مستمر.
الدستور