يرى خبراء في عملية التعلم عن بُعد فرصة لتطويرها واستغلالها بالشكل الأمثل، فيما بعد أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد التي تجتاح العالم بأسره.
الخبراء بينوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن التعلّم عن بّعد، يعد جزءًا أساسيا من منظومة العمليّة التعليمية لدى طلبة المدارس والجامعات، ممن واصلوا التعلم دون انقطاع، داعين إلى استمرارية العمل بها، وضمان نجاحها بتسخير الخبرات العلمية في إيحاد وتطوير منصات للتعلم على المدى البعيد.
ويبلغ عدد الطلبة الجامعيين المسجلين في الجامعات الأردنية الخاصة والحكومية للعام الجامعي الحالي (2019-2020) نحو 326910 طلاب، بحسب إحصائيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
كما يبلغ عدد الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة نحو مليوني طالب وطالب للعام الحالي (2019-2020) بحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم.
وحرصت كل من الوزارتين، على تقييم تجربة التعليم عن بُعد بتخصيص استبانة إلكترونية لهذا الغرض، تتناول عدداً من المحاور؛ أهمها، إمكانية الوصول إلى المادة وتوفر المعلومات الكافية والقدرة على الفهم وتطوير المهارات والقدرة على الاستفسار عن أي تساؤلات، وما إذا هنالك مشاكل ومعوقات فنية وتعليمية.
وقال الناطق الإعلامي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مهند الخطيب، أنه لغاية الآن تم تعبئة 60 ألف استبانة للطلبة، معتبرا ذلك بالتقييم المرحلي فيما تبقى من الفصل الدراسي، للبناء عليه بتطوير المنظومة التعليمية الإلكترونية.
وأشار إلى أن الوزارة تتابع هذا التعليم، موضحا أنها تجربة غنية، وسيتم العمل عليها في المستقبل، في ظل تفاعل العديد مع الطلبة مع هذه المنظومة الإلكترونية.
وبين أنه في حال استخدام الجامعات هذا النوع من التعليم، سيسهم مستقبلا باستقطاب المزيد من الطلبة الوافدين، والتواصل مع الجامعات الأردنية وأساتذتها عن بعد.
الطالبة بيان محمد فوزي وجدت في التعليم عن بُعد، مجالا للتعلم والتكيف خارج أسوار الجامعة، كما أسهمت في تقريب المفاهيم، وتوفير الوقت الضائع في المواصلات والازدحامات المرورية، ووسيلة تفاعلية، وفرصة للإجابة عن أية تساؤلات في أي وقت، مطالبين باستمراريتها، داعية إلى تعزيز المنظومة التعليمية الإلكترونية.
ودعا ولي الأمر محمد الخصاونة، إلى الاستمرار بهذا النهج التعليمي إلى ما بعد الأزمة، والعمل على إزالة المعيقات، بتشديد التزام الطلبة والمعلمين بمحاضراتهم، على أن لا تتعارض أوقات المحاضرات فيما بينها، وإعطائهم حقهم في التعليم عن بُعد بشكل كافٍ.
ولي أمر، المهندس أحمد العابد، أشار إلى إن التعليم عن بُعد قد يكون أفضل من وجود الطلبة بالغرف الصفية، وهي تصلح لطالب واحد أو اثنين على الأكثر، وتتفاوت حسب الإمكانيات المادية للمواطنين مع متابعة الأهل لهم.
وقالت منسقة العلوم بسمة دياب، إنه لا شك أن الظرف أعطى الفرصة لإظهار الطاقات، وبالرغم من أن اضطراباً حصل للعملية التعليمية، إلا أن التعليم في حقيقته هو إعداد الأفراد لتحديات الحياة إلى عالم ما بعد الكورونا، ومن ذلك إعادة النظر في البنية التحتية لأنظمة التعليم وتغيير ثقافة التعليم.
ودعا أساتذة جامعيون إلى تعزيز التعليم عن بعد، وعقد دورات تدريبية وتوفير أجهزة حاسوبية حديثة لدى العديد من الجامعات، وخدمات إنترنت أكثر سرعة، يتم تزويدها بأسعار مخفضة للطلبة، مشيرين إلى أن الأزمة، تعد فرصة لإثبات فائدة التعلم عن بعد، وإعادة النظر في آليات التعليم، والاندماج مع المتغيرات التكنولوجية المتسارعة.
وأوضح الدكتور محمد الطراونة، أستاذ الآثار في جامعة الحسين بن طلال، أنه دخلنا تجربة جديدة لم يكن البعض مستعداً لها، مبينا أهمية الالتزام بمتابعة المواد الدراسية والمساقات عبر المنصات التعليمية لما لها من فائدة لمصلحة الطالب.
وأضاف، أن هذا النوع من التعليم بالإمكان تطبيقه لعدد قليل من الطلبة مع توفير البنية التحتية المناسبة، مبيناً أن تسجيل المحاضرات وتحميله على المنصة يحقق أهدافا مناسبة للتعلم.
رئيس اللجنة الاستشارية بالمركز الوطني لتطوير المناهج، الدكتور ذوقان عبيدات، قال إن التعلم عن بُعد لم يكن خياراً وإنما حلاً لأزمة، مشيراً إلى أن حلول الأزمة قد لا تكون مثالية.
وأشار إلى أن هذا النوع من التعليم، هو فلسفة متكاملة تحتاج إلى بيئة وثقافة وآليات وأدوات واستراتيجيات مناسبة، بعيدا عن التلقين، ولنجاح التجربة، لا بد من تعزيز لغته الجسدية في شرح المواد، وتزويده بالإمكانات والوسائل التعليمية المناسبة خلال هذه التقنية، ليتمكن من إيصال الحدث الحقيقي أو معلومته بالشكل المطلوب.
رئيس لجنة التنمية والتعليم والصحة بالمركز الوطني لحقوق الإنسان؛ عضو لجنة التربية والصحة النيابية الدكتور إبراهيم البدور، قال إن هذه التجربة فُرضت علينا، وإن نجاحها يعتمد على عوامل عدة منها استعداد أطراف العملية التعليمية والأهل وتوفر الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر ، مشيرا إلى أنه بالإمكان الاستفادة من هذه التجربة لما بعد الأزمة، كتعليم دامج، مساند للتعليم التقليدي.
وأشار إلى أنه لنجاح التجربة لا بد من عدالة الوصول إلى التعلم عن بعد بين الطلبة جمعيا للاستفادة منها بالشكل اللازم.
الخبير التربوي الدكتور شفيق علقم، أشار إلى أنه في حال وجود المعلم المتدرب، والإدارة المرنة والأجهزة التكنولوجية، واقتناع الأسرة بل واقتناع جميع أطراف العملية التعليمية، وإيجاد بيئة مناسبة، فإنه من الممكن الاستفادة من ذلك الأمر في تحقيق الهدف المنشود، مبينا أن هذا النوع من التعليم يمكن أن يسد فراغا بسيطا إذا ما وضعت له خطة طوارئ حكيمة في هذه المرحلة الصعبة.
–(بترا)