الأردن اليوم – بقلم : رئيس التحرير
لا شك ان ما يمر به العالم من ويلات جائحة كورونا المستجد هو أمر جلل يهدد البلاد والعباد ويعد بفناء الكثير من الانفس البشرية او فناء اقتصادها او كلاهما معأ والاردن كغيره من البلاد يواجه ذات التهديد.
في ظل غياب الخبرة على مستوى العالم في مواجهة الاوبئة العابرة للجغرافيا انقسم اهل العلم الى حزبين الاول ينادي بمناعة المجموعة مضحيا بالنفس التي حرم الله الا بالحق كي لا ينهار الاقتصاد معتقدا ان الجسم البشري سينتج في نهاية الامر الاجسام المضادة وتسيطر على هذا الفايروس بالرغم من ان هذا الحل قد يقتل ٢٠% الى ٣٠% من سكان العالم إن لم يكن اكثر من ذلك
الفريق الثاني ينادي بالتباعد الاجتماعي لفترة قد تمتد لشهور حتى يمنع انتشار العدوى ويسيطر على الاصابات ويعالجها ما امكن على امل اكتشاف ترياق مضاد لهذا الفايروس خلال ثمانية عشر شهر اي في منتصف العام القادم على اقرب تقدير ، والاخذون بهذا النهج يعلمون تماما ان الكارثة الاقتصادية التي سيواجهها العالم بعد انقشاع هذه الجائحة لن تكون اقل قساوة من الجائحة ذاتها ناهيك عن الخلخلة المجتمعية المتوقعة نتيجة طول فترة منع التجول.
كلا الفريقين يعترف بانه يختار تحت الضغط ويخير بين أمرين احلاهما “مر” فالحل الاول مغرق في اللانسانية والثاني مغرق في المثالية وكلاهما يأتي بثمن باهظ
في الاردن تحركت اجهزة الدولة مبكرا واختارت النهج الاخلاقي وانحازت بلا تردد لحياة الناس مع علمها الاكيد بفداحة الفاتورة وتأثيرها على الاقتصاد واستنفرت لذلك كافة اجهزة الدولة التي اثبتت كفاءة قل مثيلها في العالم حتى صنفت في المركز الثاني بعد الصين من حيث سرعة وصرامة التصرف متقدمة على باقي دول العالم وهو خيار لا يسعنا الا ان ننحني له احتراما وتقديرا وقد اثمر هذا التوجه وبدأنا نلحظ محاصرة الوباء وتراجعه وتسللت الطمأنينة الى انفسنا املا في انتهاء هذه الجائحة قريبا بمشيئة الله.
اعتقد انه آن الاوان ان ننظر الى الفاتورة الاقتصادية الان ونحاصر الضرر المادي كما حاصرنا الضرر الصحي او نكاد وهذا لا يعني قطعا ان نفتح الابواب مشرعة امام انتشار الفايروس مرة اخرى ولا حتى ان نتسرع في هذا الامر ابدا لكن لا باس الان من النظر الى امكانية ان يفكر صاحب القرار في أمر دفاع جديد يعيد فتح كافة المنشآت الاقتصادية ويحدد منع التجول بساعات الليل فقط ويسمح للناس بالعمل نهارا شريطة لبس الكمامات والقفازات الطبية والحفاظ على التباعد وعدم الاكتظاظ وتحت طائلة القانون وبلا رحمة او هوادة
مثل هذا الامر الجديد سيعيد عجلة الاقتصاد وسيلقي بالمسؤولية على المواطن الذي يجب ان يعلم ان الدولة قامت بواجبها على اكمل وجه وقد حان الان دور المواطن ليثبت انه على قدر المسؤولية
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة، وعاش الجيش والاجهزة الامنية وكوادرنا الطبية والتمريضية وعمال الوطن وكل الطيبين في بلدنا العزيز .