كم مترا يصل فيروس كورونا؟ وما المراحل الأربع للإصابة؟

الأردن اليوم – هل يقي ارتداء القفازات من كورونا؟ وكيف تغسل ملابس مريض كورونا؟ وهل الكمامة تحمي من كورونا؟ هذه بعض الأسئلة التي نجيب عنها اليوم في حلقتنا الرابعة من سلسلة الأسئلة عن فيروس كورونا

بدأ تفشي فيروس كورونا في مدينة ووهان بالصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي في سوق للأطعمة كان يبيع حيوانات برية بطريقة غير مشروعة، وحتى اليوم تجاوز عدد الإصابات عالميا مليونا و780 ألفا، والوفيات 108 آلاف

وضمن تغطيتنا المتواصلة في الجزيرة نت لفيروس كورونا نشرنا 3 مواد تفصيلية جمعنا فيها بعض أبرز الأسئلة المطروحة بشأن الفيروس، وهي:

40 سؤالا عن فيروس كورونا.. هذه إجاباتها

هل ينتقل فيروس كورونا عبر تساقط قطرات المطر؟ و26 سؤالا آخر

هل السماق يقتل كورونا؟ وهل صنع الفيروس بأفغانستان على شكل غاز السارين؟

واليوم نقدم لكم هنا 13 سؤالا جديدا عن كورونا والإجابة عنها:

1- ما هو اسم فيروس كورونا العلمي؟

أطلق على فيروس كورونا المستجد اسم “سارس كوف 2” (SARS-CoV-2)، وذلك لتمييزه عن فيروس “سارس كوف” (SARS-CoV) المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) والذي انتشر في 2002-2003 وسبب 774 وفاة، أغلبيتها في آسيا، وأطلق على المرض الجديد اسم “كوفيد-19”

2- هل ارتداء القفازات يقي من كورونا؟

يحذر الطبيب الألماني مارك هانيفيلد مما سماه “الوهم الخطير” بأن ارتداء القفازات الطبية يقينا شر فيروس كورونا، ويستند تحذيره هذا إلى ثلاثة أسباب هي:

اعلان

أولا: القفازات الطبية مسامية، وهدفها حماية أفراد الطواقم الطبية من الشوائب والملوثات الكبيرة الحجم نسبيا، وقد أظهرت تجارب أن الكثير من أنواع القفازات الطبية تسرب الماء والدم

ثانيا: القفازات تنشر الجراثيم أكثر من جلد الإنسان، واستند هانيفيلد إلى كلام طبيبة مختصة في التعقيم والأحياء الدقيقة قالت إن بعضها ينقل البكتيريا ألف مرة أكثر من الجلد البشري

ثالثا: تكاثر البكتيريا تحت القفازات التي توفر بيئة رطبة-دافئة لعملية التكاثر، ومن هنا ينصح الطبيب الألماني بتعقيم اليدين بعد خلع القفازات في حال أصر البعض على ارتدائها

تشغيل الفيديو

3- كم مترا يصل فيروس كورونا؟

أظهرت دراسة أجريت في مستشفى ميداني بمدينة ووهان الصينية ونشرتها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن فيروس كورونا المستجد يلوث الأسطح والهواء في محيط المرضى لمسافة قد تبلغ أربعة أمتار

غير أن الدراسة التي نشرتها مجلة “إميرجينغ إنفكشيوس ديزيز” التابعة لهذه المراكز محدودة، لأنها تؤكد أن الفحص المستخدم يسمح برصد وجود الفيروس، وليس كمية الشحنة الفيروسية القابلة للبقاء

وبعبارة أخرى، كون الفيروس الذي ينتقل في الجو من خلال عطاس المرضى أو تنفسهم قادرا على الانتقال مسافة قد تبلغ أربعة أمتار لا يعني أن هذه الجزيئات ستكون بكميات كافية لإصابة آخرين

ووفق الدراسة، كانت أكثر المناطق تلوثا تلك الواقعة قرب المرضى في قسم العناية المركزة، أما أكثر القطع تلوثا فهي فأرة الحاسوب، تليها سلال المهملات والأسرة ومقابض الأبواب

ورصد الفيروس في الجو كذلك، وفي أغلب الأحيان قرب سرير المريض أكثر منه قرب محطات عمل الأطباء، حسبما ورد في الدراسة نفسها، كما عثر على أثر للفيروس في فتحة التهوية التي يخرج منها هواء الغرف

4- كيف تغسل ملابس مريض كورونا؟

قال منتدى الغسل الألماني إنه يجب غسل ملابس مريض كورونا أو ملابس الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بشكل عام بواسطة منظف عام يحتوي على مواد تبييض، والذي يتوفر في صورة مسحوق أو حبيبات أو أقراص، حيث تتميز هذه الأشكال بقوة غسل أكبر من المنظفات السائلة

وأضاف المنتدى أنه يجب أيضا اختيار برنامج غسل يعمل بدرجة حرارة لا تقل عن 60 درجة مئوية، مشددا على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من العدوى عند غسل الملابس، مثل ارتداء القفازات وقناع الوجه مع مراعاة تنظيف وتعقيم اليدين جيدا بعد الانتهاء من غسل الملابس

5- ما سبب كون عدد الموتى بكورونا أعلى من المعلن عنه؟

تشير معطيات إلى أن عدد وفيات كورونا أعلى من الأرقام التي تعلن، وأرجع رئيس معهد روبرت كوخ الحكومي الألماني لوتر فيلر السبب إلى أن الفيروس يختفي من الجسم بسرعة بعد الموت، مما يجعل التشخيص غير ممكن

من جهتها، كتبت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن بعضا ممن يداهمهم الموت في بيوتهم أو في مأوى العجزة لا يتم فحصهم لتبيان إصابتهم بكورونا من عدمها، كما يرى بعض العاملين في الملف في الولايات المتحدة أن فحص الموتى هو تضييع لموارد، الأحياء أحق بها

6- هل كورونا يؤذي القلب؟

الجواب نعم، إذ لا يتوقف الضرر الذي يلحقه فيروس كورونا عند الرئتين، بل يتعداهما عند بعض المصابين إلى القلب، وهذا ما لاحظه أفراد الطواقم الطبية في غرف العناية المركزة، لكن الأسباب الدقيقة لا تزال غير واضحة

وكشفت دراسة حديثة أجريت على 416 مصابا بفيروس كورونا في بؤرته الأولى (مدينة ووهان الصينية) أن الذين يعانون من مشاكل في القلب معرضون للموت بنسبة أكبر من أولئك الذين ليست لديهم مشاكل في عضلة القلب

وخلصت الدراسة التي أجريت في ووهان إلى أن المصابين بفيروس كورونا المستجد الذين يعانون من علل سابقة في القلب أو حتى أولئك المتعافين قلبيا قد تتشكل لديهم مشاكل في العضلة القلبية

7- ما الأطوار (المراحل) الأربع لمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا؟

الطور الأول: انتقال الفيروس بالعدوى

أهم طرق انتقال العدوى هي قطرات المخاط واللعاب وحتى دموع العين المتناثرة من المصاب، فهي “سيارة التاكسي” المجانية الناقلة للفيروس، آلاف منها تتناثر في الهواء في أي منطقة يمر بها المصاب، وإذا صادف هذا الغزو الفيروسي التوفيق فسيلتقي بإنسان آخر ويتسلل إلى بدنه من خلال الفم أو الأنف أو العين، أو من خلالها جميعا

الطور الثاني: بداية المرض

انطلاق جموع الفيروسات الغازية في بحثها عن خلايا جديدة يؤدي إلى تنبه جهاز المناعة للخطر الداهم، فيبدأ بتحريك دفاعاته، وبالنسبة للمريض يبدأ شعوره بأن شيئا غير طبيعي ينتاب بدنه، فترتفع حرارته ويبدأ بالسعال، في محاولة من الجهاز التنفسي لطرد الفيروسات خارج الجسد

وبعض الناس لا يشعرون قط بنشاط جهاز مناعتهم ضد الفيروس، هذا لأنها لا تظهر عليهم أي من أعراض المقاومة (أعراض المقاومة هي الحمى، والسعال، والرشح الأنفي والفموي وسيلان الدمع من العين)، وهنا ما زال الخبراء يتساءلون عما إذا كانت أجسادهم تقاوم فعلا المرض بصمت

الطور الثالث: مرحلة القرار

الأيام التي تلي بداية المرض هي التي تدب فيها الفيروسات عبر الجسد، وإذا نشط نظام المناعة بما يكفي لكبح جماحها فسيحد من انتشار الفيروس، ويبقى الجسم في هذه المرحلة ولا يتعداها إلى الطور الرابع، وهنا يشعر المريض ببعض الراحة ويبدأ في المرور بمرحلة النقاهة، وأغلبية المرضى في هذا الطور يتعافون في بيوتهم خارج المشافي، وحتى الآن شفيت 80% من الإصابات في هذا الطور، ولكن هذا التقييم والنسبة صادران عن الصين، ففي ألمانيا بلغت نسبة المصابين الذين توجب علاجهم في المشافي نحو 14% من مجمل المصابين

وفي هذا الطور هناك احتمال انتقال الإصابة إلى مرحلة “الإصابة الشديدة”، وفي هذه الحالة فإن الإصابة بمرض “كوفيد-19” قد تنتهي بموت المصاب بعد 18 يوما من إصابته

الطور الرابع: الشفاء

مرور الجسم بمراحل الشفاء، ووفقا للتقارير الواردة من الصين يستغرق الجسد من أسبوع حتى أسبوعين حتى يستعيد عافيته، فإذا كانت الإصابة شديدة فقد تمتد مرحلة الشفاء من 3 إلى 6 أسابيع، فاذا أتم جهاز المناعة عمله فإنه يترك مضادات حيوية في الخلايا كشاهد على الإصابة، فإذا حاول فيروس كورونا المستجد اختراق الخلايا ثانية فإنها ستبدأ فورا بتشخيص الخطر، وتبدأ بحماية الخلايا لمرحلة معينة لمنع وقوع هجمات جديدة من هذا الفيروس

تشغيل الفيديو

8- هل الكمامة تحمي من كورونا؟

لم توصِ منظمة الصحة العالمية بضرورة ارتداء الكمامات للوقاية من كورونا، وقالت إنه لا ينصح للأصحاء بارتداء الكمامة، لكنها عادت لاحقا لتؤكد أنه يمكن للدول التي يصعب فيها غسل اليدين والتباعد الجسدي أن تستخدم الأقنعة في التجمعات

وأوصت الولايات المتحدة -في إجراء احترازي- بوضع قناع لتجنب أن ينقل أشخاص يحملون الفيروس من دون ظهور أعراض عليهم المرض إلى أشخاص آخرين خلال كلامهم أو تنفسهم

9- هل يمكن أن يختبئ فيروس كورونا في أجسادنا؟

الجواب: هناك احتمالية كبيرة لذلك، إذ أظهرت فحوصات جديدة إصابات جديدة بفيروس كورونا بين أشخاص سبق أن تعافوا من المرض، وذكرت صحيفة بيلد الألمانية أن 51 مريضا من مدينة دايغو في كوريا الجنوبية أصيبوا بفيروس كورونا مجددا بعد أن تعافوا منه خلال الحجر الصحي، وهو ما قد ينفي الحديث المتداول عن أن المتعافين من كورونا يكتسبون حصانة ضده

ويعتقد علماء الأوبئة في مركز السيطرة على الأمراض الوقائية في دايغو أن المرضى لم يصابوا بالفيروس مرة أخرى، بل ظل عند مستويات لا يمكن اكتشافها في خلايا المرضى، ثم أعاد تنشيط نفسه

تشغيل الفيديو

10- كم نسبة إصابات كورونا المكتشفة في العالم؟

وفقا لدراسة لباحثين ألمان، فإن 6% فقط من إجمالي الإصابات بكورونا تم اكتشافها في العالم، فمثلا عدد المصابين رسميا في أميركا نحو نصف مليون حالة، لكن وفقا لحسابات الدراسة يبلغ العدد عشرة ملايين إصابة

وتوصل علماء في جامعة غوتنغن الألمانية في دراسة أجروها إلى أن عدد الإصابات الفعلية بفيروس كورونا المستجد أكبر بكثير من الأرقام الرسمية المعلن عنها. ووفقا لنتائج الدراسة، فإن 6% من عدد الإصابات الفعلي تم التعرف عليها في العالم

11- هل يؤذي كورونا الجهاز العصبي؟

نعم، إذ كشفت دراسة أجراها علماء صينيون أن أعراض الإصابة بفيروس كورونا لا تقتصر على الحمى والسعال، بل قد تمتد إلى أعراض عصبية

وذكر علماء صينيون -درسوا مرضى في مدينة ووهان- في دورية “غاما نيورولوجي” أن نحو ثلث المرضى -الذين خضعوا للفحص، وبلغوا إجمالا 214 مريضا- ظهرت عليهم أعراض تدل على أن الفيروس سبب ضررا في الجهاز العصبي، وكان أكثرها شيوعا الشعور بالدوار والصداع واضطرابات في حاستي الشم والتذوق

12- لماذا الأميركيون الأفارقة أكثر عرضة للوفاة بكورونا؟

وفقا لخبراء، فإن بيانات أولية من ولايات أميركية تظهر أن الأميركيين المنحدرين من أصل أفريقي أكثر عرضة للوفاة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، وهو أمر قد يرجع في جزء منه إلى وجود تفاوت في الحالة الصحية وعدم مساواة في الحصول على الرعاية الطبية

وقالت منظمة الصحة العالمية إن المصابين بأمراض مزمنة -مثل الربو واضطرابات الرئة المزمنة الأخرى وداء السكري وأمراض القلب- يمرضون بشكل خطير أكثر من غيرهم فيما يبدو

وبحسب سمر جونسون ماكجي عميدة كلية العلوم الصحية في جامعة نيو هافن، فإن ذلك يجعل الفيروس يمثل خطورة بشكل خاص على الأميركيين الأفارقة الذين يعانون أكثر من تلك الأمراض بسبب عوامل بيئية واقتصادية

13- هل ينفع رش الشوارع بالمطهرات في التصدي لفيروس كورونا؟

تنتشر عبر بعض مدن العالم حملات التعقيم بالمطهرات التي انطلقت من الصين أولا، وتظهر الفيديوهات والصور سيارات ترش الماء والكلور، ورجالا مقنعين يرشون من مدافعهم مطهرات في كل مكان، وتتساقط المواد المطهرة على المارة وعلى البضائع المعروضة للبيع، ومن ضمنها الفواكه والخضر، وذلك وفقا لموقع دويتشه فيلله

والمادة المستخدمة في الرش بمدن كوريا الجنوبية على سبيل المثال هي خليط من مزيج هيدروكلورات الصوديوم المخفف بالماء، أو معقمات المنزل اليومية مخلوطة بالماء

ونقلت صحيفة القبس الكويتية عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور عبد الله السند أنه “لم يثبت لدينا ولم تتم التوصية بتعقيم الشوارع والمرافق ضد فيروس كورونا المستجد في البلاد، وما تشاهدونه من عمليات تعقيم في بعض البلدان قد تكون لميكروبات أخرى”، وفقا لما نشره موقع دويتشه فيلله

كما قال جوان ليون المتخصص في صحة البيئة من جامعة إيموري حسبما نقل موقع ساينس العلمي الأميركي إنه “لا يوجد دليل علمي يثبت أن المعقمات المنثورة في الهواء تقتل فيروسات كورونا المتطايرة في الهواء، خاصة أن المعقمات نفسها تتطاير وتتلاشى قدرتها بسب الأشعة فوق البنفسجية في حال انتشارها، لكن أشعة الشمس نفسها تدمر فيروس كورونا”