الأردن اليوم-
البوصلة خرج الاتفاق التاريخي لخفض إنتاج النفط بمعدل قياسي، من رحم خلاف حاد بين كبار المنتجين، كادت أن تؤدي إلى إجهاض هذا الاتفاق لولا تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد أربعة أيام من المحادثات
فقبل الإعلان مساء الأحد عن توصل كبار منتجي النفط في العالم إلى إتمام الاتفاق التاريخي بخفض الإنتاج 9.7 ملايين برميل يوميا، كان الخلاف بين المنتجين يتمحور حول حصة المكسيك المقرر تخفيضها، والبالغة 400 ألف برميل يوميا
وأدى الإصرار القوي من وزيرة الطاقة المكسيكية روسيو نالي، على ألا تزيد حصة خفض إنتاج بلادها النفطي عن 100 ألف برميل يوميا فقط، إلى تأخير حسم الاتفاق خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة أوبك وحلفائها، الذي عقد الخميس الماضي
وأعلنت عدة دول نفطية في تحالف أوبك+، عن إتمام اتفاق أكبر خفض لإنتاج النفط على الإطلاق بواقع 10 ملايين برميل يوميا، مع تأكيد المكسيك خفض إنتاجها 100 ألف برميل يوميا بدءا من أيار/مايو المقبل.. فمن الذي تحمل فجوة الخفض البالغة 300 مليون برميل يوميا؟
ضغوط ترامب
صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، قالت في تقرير ترجمته عربي21 ، إن السعودية تعرضت لضغوط أمريكية لتقديم تنازلات لصالح المكسيك
وكشفت الصحيفة الأمريكية، عن تنازع سعودي مكسيكي بشأن حصص خفض الإنتاج كاد أن يؤدي إلى انهيار الاتفاق لولا التدخل الأمريكي
وقالت وزارة الطاقة الأذربيجانية، عقب الإعلان عن الاتفاق التاريخي، إن الولايات المتحدة ستعوض عن المكسيك بخفض إنتاجها النفطي بواقع 300 ألف برميل يوميا
وقال الرئيس المكسيكي، لوبيز أوبرادور، الجمعة، إن ترامب وافق على المساعدة عن طريق خفض إضافي للإنتاج الأمريكي بعد أن عرضت المكسيك على أوبك+ خفضا لا يتجاوز 100 ألف برميل يوميا
وفي وقت لاحق من تصريحات أوبرادور، أعلن ترامب، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أن الولايات المتحدة ستساعد المكسيك في تخفيضات إنتاج النفط بموجب اتفاق عالمي لتدعيم أسعار الخام المنهارة ( ) ثم يعوضوننا لاحقا عندما يكونوا مستعدين
وأوضح ترامب أنه تحدث إلى الرئيس المكسيكي في الأمر يوم الخميس الماضي (أي بعد انتهاء اجتماع أوبك دون حسم الاتفاق).. فهل يملك ترامب إلزام شركات النفط الأمريكية بخفض إنتاجها من النفط الصخري؟
وبشكل عام، يحظر القانون الأمريكي بالفعل على الحكومة الأمريكية، إجراء أي صفقات مع الكارتل، وكذلك التنظيم الإداري لمستويات الإنتاج من قبل كيانات الأعمال، وهو ما يعني أن ترامب لا يملك قرار التحكم في حجم إنتاج النفط الأمريكي، لا سيما وأن غالبية الشركات المنتجة مستقلة وليست حكومية، كما أن قوانين مكافحة الاحتكار في أمريكا تحظر التنسيق بين المنتجين بشأن حجم الإنتاج باعتباره شكلا من أشكال التلاعب في الأسعار
خدعة التخفيض
وقال موقع أرقام السعودي، إن ترامب الذي لعب دور حمامة السلام، وأصبح في لمح البصر له دين في رقبة المكسيك سيطالبها برده في المستقبل، لم يقدم شيئا في حقيقة الأمر لا للمكسيك ولا لغيرها
وأوضح الموقع السعودي، أن التخفيضات التي شهدها إنتاج شركات النفط الأمريكية بالفعل خلال الفترة الأخيرة على وقع انهيار الأسعار اعتبرها ترامب مساهمة من جانب الولايات المتحدة في خفض الإنتاج بدلا من الجزء الذي ترفض المكسيك تحمله
وأضاف: في اجتماع الأحد، وحرصا منها على حسم الأمور قبل انطلاق تداولات الإثنين، اتفقت دول أوبك + على إتمام الاتفاق رغم عدم تغير موقف المكسيك
وكشف موقع المركز الاستراتيجي للثقافات الروسي، في تقرير ترجمته عربي21 ، عن وجود تناقضات خطيرة في المواقف المعلنة من قبل منتجي النفط، لا سيما قبل الإعلان عن الاتفاق التاريخي، قائلا إن السعودية وافقت على تخفيض قدره أربعة ملايين برميل يوميا، بينما روسيا أعربت عن استعدادها لخفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا، أما الولايات المتحدة وكندا، فقد رفضتا بشكل عام المشاركة في الاجتماع
ونشر ترامب تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر ، الإثنين، قال فيها: الرقم الذي تتطلع أوبك+ لخفضه هو 20 مليون برميل يوميا، وليس العشرة ملايين التي يجري الحديث عنها بشكل عام
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن دولا في مجموعة العشرين تعهدت بخفض يبلغ حوالي 3.7 ملايين برميل يوميا وإن المشتريات للاحتياطيات الاستراتيجية ستصل إلى نحو 200 مليون برميل على مدار الشهرين القادمين، وهو ما سيجعل مجمل الخفض في سوق النفط حوالي 19.5 مليون برميل يوميا
وأضاف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، الإثنين، أن السعودية قد تقلص إنتاج النفط دون حصتها الحالية البالغة 8.5 ملايين برميل يوميا إذا كانت هناك حاجة للسوق وإذا جرى تنفيذ التخفيضات بشكل جماعي مع البقية على أساس متناسب
فشل الاتفاق
يشار إلى أن الاتفاق التاريخي لخفض إنتاج النفط فشل في دعم أسعار النفط، بأول جلسة تداول بعد إعلان الاتفاق، وهبطت الأسعار بنحو واحد بالمئة بحلول الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، بعدما حققت ارتفاعا لنحو 4 بالمئة في التعاملات المبكرة، الاثنين
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.40 دولار، ما يعادل 1.27 في المئة لتسجل 31.19 دولارا للبرميل بحلول الساعة الـ13:00 بتوقيت غرينتش
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.16 دولار، ما يوازي 0.66 في المئة إلى 22.59 دولارا للبرميل
وتحقق التراجع، وفقا لرويترز، بفعل القلق حول عدم كفاية الخفض (بحسب اتفاق المنتجين) لمنع تخمة للمعروض، في ظل تهاوي الطلب جراء فيروس كورونا
وقال بنك جولدمان ساكس إن أسعار النفط ستواصل الهبوط في الأسابيع المقبلة، موضحا أن الاتفاق التاريخي لكن غير الكافي بين كبار المنتجين على خفض الإنتاج من المستبعد أن يعوض تهاوي الطلب بسبب فيروس كورونا
ويتوقع البنك مخاطر على الجانب النزولي لتوقعاته قصير المدى لسعر النفط عند 20 دولارا للبرميل لبرنت، ولكنه توقع أن يتفوق خام القياس العالمي على الخام الأمريكي لأن صادرات المنتجين في أوبك+ ستنخفض على الأرجح مما يحرر مساحة تخزين عائمة
وذكر أنه حتى في حالة التزام الأعضاء الرئيسيين في أوبك بالتخفيضات بالكامل، مع نسبة التزام 50 بالمئة من جميع الدول الأخرى التي اتفقت على تخفيضات إنتاج في أيار/مايو، فإن التخفيضات الطوعية سوف تترجم إلى خفض بمقدار 4.3 ملايين برميل يوميا فقط عن مستويات الربع الأول من العام الحالي
وتابع أن خفضا أكبر للإنتاج من دول مجموعة العشرين لن يساعد كثيرا
وقال: في نهاية المطاف، هذا يعكس ببساطة أن أي تخفيضات طوعية ليست بالحجم الكافي لتعويض خسارة طلب بمقدار 19 مليون برميل يوميا في المتوسط في الفترة من نيسان/أبريل إلى أيار/مايو بسبب كورونا
ورفع بنك آخر في وول ستريت هو مورجان ستانلي توقعاته لأسعار النفط قائلا إن اتفاق اوبك+ لن يمنع بناء مخزونات ضخمة في الشهور المقبلة ولكنه سيقود لخفض المخزونات بداية من النصف الثاني من العام الجاري
ورفع البنك توقعاته لسعر برنت في الربع الثالث إلى 30 دولارا من 25 دولارا للبرميل وللخام الأمريكي إلى 27.50 دولارا من 22.50 دولارا
كما رفع التوقعات للربع الأخير بواقع خمسة دولارات أيضا للخامين ليصل برنت إلى 35 دولارا، وخام غرب تكساس الوسيط إلى 32.50 دولارا
وتوقع البنك أن ينخفض الطلب في الربع الثاني بنحو 14 مليون برميل يوميا مقارنة به قبل عام
عربي 21