الأردن اليوم – أكد متحدثون في جلسة حوارية هي الأولى في سلسلة حوارات إقليمية حول سياسات الحماية الاجتماعية في العالم العربي عبر الإنترنت، أهمية الجهود المحليّة والتكاتف بين الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لمواجهة جائحة فيروس كورونا.
وبين المشاركون في الجلسة التي عقدتها منظمة النهضة العربية الديمقراطية (أرض) وافتتحتها رئيس لجنة العمل والتنمية في مجلس الأعيان العين سوسن المجالي، أن حكومات العالم العربي أطلقت العديد من الاستراتيجيات الوطنية لتحسين الاقتصاد، وخلق فرص العمل، والحد من البطالة، وتحسين سبل العيش والحد من ضعف المجتمعات المختلفة. وقالت وزير التنمية الاجتماعية بسمة اسحاقات خلال مشاركتها في الجلسة إن أزمة كورونا الحالية، أدت الى تشكيل لجنة للحماية الاجتماعية، تضم ممثلين عن القطاع العام والخاص وممثلين من المجتمع المدني، عملت على توظيف بيانات دقيقة حول المستوى الاجتماعي والاقتصادي لحوالي 3ر1 مليون أسرة لتحديد الفئات المحتاجة من حيث محور المساعدات النقدية، وفتح المحافظ النقدية بالتعاون مع البنك المركزي لتسهيل حصول أصحاب المستحقات عليها.
وقالت، إنه تم تشكيل منظومة لتلقي المساعدات العينية مع وجود ضوابط لتوزيعها بالتعاون مع مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني محلياً وضمن سياسات الحماية الاجتماعية في الأردن، والإجراءات التي تتخذها الحكومة الأردنية لضمان هذه الحماية. وأكدت إسحاقات، وجود آليات متابعة لضمان وصول الطرود إلى مستحقيها، مع متابعة لجنة الحماية الاجتماعية إلى دور الإيواء التابعة كافة، مشيرة الى أنه تم وضع مجموعة من الضوابط والشروط لمنع دخول فيروس كورونا إليها، وضمان العيش الكريم لقاطنيها، إلى جانب استهداف عمال المياومة من العاملين في القطاع غير المنظم. من جهته قال الخبير الاقتصادي الدكتور يوسف منصور، إن الأزمة جاءت في وقت يعاني فيه البلد من ركود اقتصادي كبير، وتراجع دخل المواطن، لافتا إلى أن اتخاذ الأردن إجراءات صحية مبكرة من ناحية الحجر الصحي قد يعتبر الأفضل في العالم، ولكن من ناحية اقتصادية، فإن الأدوات الاقتصادية الجديدة تحتاج لمضاعفة للتعامل مع الجائحة. وفيما يخص دور جامعة الدول العربية في إدارة الدفة العربية للاستجابة للأزمة، بينت السفيرة هيفاء أبو غزالة أهمية تبادل الخبرات دوليا في هذا الصدد حيث عقدت جامعة الدول العربية اجتماعًا بين الخبراء العرب وخبراء من الصين، عرضوا خلاله للإجراءات التي اتخذوها لمواجهة فيروس كورونا وآليات العلاج المتبعة. وبين المستشار الإقليمي للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (الإسكوا) أكرم خليفة خلال عرض تقديمي حول “تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد على مبدأ المساواة في المنطقة العربية” أنه في الحالات الإنسانية، “يُخشى أنّ المرأة، كالعادة، ستتحمّل الوزر الأكبر لما ستولّده جائحة كورونا من مخاطر صحية وعنف في المنطقة العربية”، مؤكدا أن (الإسكوا) ستتابع القيام بدورها الإقليمي في ظل الحروب والصراعات واستمرارية المشاريع في الدول المتأثرة بها. وأكدت المدير الإقليمي لمؤسسة فورد، الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نهى المكاوي، أهمية دور المؤسسات الداعمة دوليًا في دعم المجتمعات المتأثرة.
من جهتها لفتت مسؤول برنامج العمل اللائق والحماية الاجتماعية في مؤسسة فورد، الشرق الأوسط وشمال إفريقيا غادة عبد التواب، إلى أن جائحة كورونا “كشفت هشاشة منظومة الحماية الاجتماعية في العالم العربي والعالم كافة”، مشيرة الى أن قطاع العمالة غير المنظمة يمثل حوالي 70 بالمئة ممن لا يملكون رفاهية التباعد الجسدي الذي تتطلبه الأزمة ولا يملكون تأمينا صحيا شاملا.