الأردن اليوم- كتب- حمد الحجايا
تختلف هذه الحرب عن استراتيجة اي حرب أخرى تتولاها الجيوش على الجبهات والشعوب آمنة في أوطانها، انها حرب مع عدو خفي لا يقاتل بالرصاص وليس له جبهة واضحة وعدو ظاهر، فلنكن محاربين على هذه الجبهة برجولة مرابطين على ثغورها كل في موقعه بدءا من البيوت التي هي الفصائل على الخط الأول في جبهة القتال.
تليها فصائل الإسناد من القطاعات الاقتصادية المختلفة التي تؤمن سير الحياة للجنود المقاتلين على هذه الجبهة ،بقيادة وادارة الجيش العربي الذي اختلفت عليه هذه الحرب عن غيرها من مسار الحروب التي أعدوا لها،ليتلقوا الرصاص في صدورهم ليحموا الوطن، لكي نبقى في بيوتنا آمنين، فلا أوطان بلا شعوب وما الأرض أغلى من الإنسان الذي يعيش عليها .
عندما ندرك خطورة هذه الحرب التي يقودها الجيش وقائدها الأعلى هو الملك الذي يتولى زمام قيادتها المباشر حكما وواجبا لا ترفا، عندها نتفهم صعوبة ما ألقي على عاتق هذا الجيش الذي ابتلي بعدو لا يستطيع قتله برصاص وكف بلائه عن الوطن وشعبه ،الذي أصبح هو الجندي المقاتل في حربه هذه ، فهل سنخذل هذه القيادة الذي أصبح كل منا جندي مرابط على ثغرة ،وكل من خذل اخوته على خط القتال الأول في الجبهة خان رفاقه وتسبب بقتلهم ،فهل نكون ممن يخذلون اخوتهم في هذه الحرب ..؟
لا اتوقع ان الاردنيون، على ثرى هذا الوطن، يعرفون صفة الخذلان ولا الجبن في ساحات المعارك ،التي اصبحت في هذه الحرب بيوتنا واحيائنا ومدننا وقرانا واريافنا وبوادينا ، وفي كل مؤسسات الوطن في جميع القطاعات كل على ثغره محارب شجاع، فهل نستطيع نحن الشعب الذي يقاتل على الخط الأول ان نحمي جبهتنا ولا نخذل الوطن، نعم نستطيع ذلك بداء بالرباط على ثغرك من بيتك واهلك وفصيلك الذي تقوده ايها الاب والام ، على هذه الجبهة .
الا نستطيع ان نرفع شيئا من العبء الكبير على كاهل جيشنا والاجهزة الامنية، والاجهزة الصحية والطبية الذي يحاربون معنا على خط الجبهة الأول، وعلينا كجنود محاربين ان نقف معهم بشجاعة بهذه الحرب المؤذية التي تهدد حياتنا ونحن الاولى بحمايتها ،بالتزامنا اولا بطيب خاطر بدافع وطني وانساني وديني وكل القيم التي تربينا عليها ان لا نخذل اوطاننا ولا مجتمعنا ولا اهلنا والاردنيون هم اهلا لذلك ، فعندما نقوم بذلك ،نمنح مؤسسات الدولة ان تتفرغ لإدارة مرافق الحياة الأخرى الذي لا نستطيع ان نستمر بالحياة دونها ،اولها الاقتصاد الوطني بكل قطاعاته ، واتوقع ان الحكومة والجيش قادرة على إدارتها بكل كفاءة بالتعاون مع القطاع العام والخاص ، لادامة الحياة واستمرارها من أجلنا، لكي لا يتعرض هذا الاقتصاد للانهيار لا سمح الله ، فلن تستطيع الحكومة ان توفر لنا سبل العيش، عندها، واول ما نلوم الحكومة والجيش والوطن وحينها لا تنفع الملامة ، ونكون نحن كشعب جنود هذه الحرب نحن أصحاب الملامة، فنحن من اخلينا ثغورنا، لأننا لم نقم بواجبنا بحفظ خط الجبهة الاول في منازلنا، واشغلنا خطوط إسنادنا في هذه الحرب فينا ، لكي نبقى في بيوتنا.
علينا واجب حفظ ثغورنا والبقاء،في بيوتنا،نتباعد بالأجساد ونتقارب بالأرواح، بالمحبة ،لكي نعيش سويا على هذا الثرى الاردني الطاهر.