الأردن اليوم -عثر باحثون فرنسيون بإحدى المغارات في فرنسا على بقايا حبل كان يستخدمه إنسان نياندرتال يرجح أنها تعود إلى حوالي خمسين ألف سنة مضت، مما يجعلنا أمام اكتشاف يقول الباحثون إنه مذهل لأن هذا الحبل يشبه كثيرا الحبال التي نستعملها اليوم.
وحسب ما جاء في الدراسة التي نشرت بدورية “ساينتفيك ريبورتس” يوم 09 أبريل/نيسان الجاري، تم العثور على بقايا هذا الحبل بمغارة “ماراس” بمنطقة “أرداش” التي تقع شمال شرق مدينة مونبلييه الفرنسية على عمق ثلاثة أمتار تحت ركام جيولوجي يقول الباحثون إنه يعود إلى ما بين 42 و52 ألف سنة خلت.
بقايا هذا الحبل تتمثل أساسا فيما يشبه نهاية حبل طوله 6.2 ميلمترات وعرضه 0.5 ميلمتر وقد اضطر الباحثون إلى استخدام الميكروسكوب لدراسته وتحليله، وهو مصنوع من ألياف لحاء أشجار الصنوبر، تم نسج جزء منها عكس اتجاه عقارب الساعة ليتم لفها مع أخرى نسجت باتجاه عقارب الساعة.
وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة، ماري هيلين مونسيل من معهد البحوث العلمية بفرنسا في تصريح ، “أهمية الاكتشاف تكمن في أن هذا الحبل هو الأقدم فيما يتعلق بإنسان نياندرتال، حيث يعود أقدم حبل تم اكتشافه إلى حوالي 19 ألف سنة خلت”.
“كما أن الطريقة التي تم بها نسج هذا الحبل تعطينا صورة حول الطريقة التي كان يعيش بها هذا الإنسان والوسائل التي كان يستخدمها وكيف يتم صنعها”.
وأضافت الباحثة تقول “لم نتمكن من تحديد كيفية استخدام إنسان نياندرتال لهذا الحبل بالضبط، ليس بالضرورة أن يكون جزءا من وسيلة كان يستخدمها، إذ ربما كان جزءا من لباسه أو مرقده أو غير ذلك، لكن الأهم أن الحبل هو أول شيء يعود لهذا الإنسان تم اكتشافه، بعيدا عن المواد التي لا تتحلل كالأحجار والعظام”.
ويعتقد الباحثون أن لجوء إنسان نياندرتال إلى استعمال ألياف لحاء أشجار الصنوبر ينبئ عن معرفته الجيدة بعالم الأشجار وتركيباتها وما يمكن أن يستفاد منها لصنع أدوات أو وسائل.
وتعتبر مغارة ماراس من أشهر المغارات لدى الباحثين في اختصاصات الجيولوجيا، لأنها كانت لوقت طويل ملجأ للعديد من أفراد إنسان النياندرتال، حيث تم العثور بها على العديد من الأشياء والوسائل التي كان يستخدمها في يومياته كالصيد على الخصوص.
وتقع هذه المغارة حسب توصيف الدراسة بالقرب من نهر “أرداش” وهي تخضع منذ عام 2006 لعمليات تنقيب وبحث بطريقة تبدو صعبة لأن أجزاء من أعالي هذه المغارة سقطت، ورغم ذلك فما زالت تحتفظ بأسرار مهمة لأن هناك طبقات يعود زمانها إلى تسعين ألف سنة خلت.
وتبلغ مساحة هذه المغارة (12 مترا في مترين) لكن عمقها يصل إلى ثلاثة أمتار، وتقع بجبل على ارتفاع يمتد إلى ستين مترا، مما يمنح اللاجئين إليها رؤية جيدة وواسعة حول ما يحدث.