فيتل: اقامة سباقات فورمولا واحد بشكل مضغوط خطوة “غير واقعية”

حذر بطل العالم أربع مرات الألماني سيباستيان فيتل سائق فريق فيراري، الجمعة من عواقب خوض عدد كبير من سباقات فورمولا واحد في روزنامة زمنية مضغوطة نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد، واصفا هذه الخطوة بأنها “غير واقعية”.

وادى تفشي وباء فيروس كورونا المستجد إلى شل الحركة الرياضية حول العالم، بما في ذلك الفورمولا واحد، حيث تم إلغاء أو تأجيل العديد من السباقات.

وكان من المفترض أن ينطلق الموسم في 15 آذار/مارس من حلبة ألبرت بارك الأسترالية، لكن قرر المنظمون إلغاء السباق بعد انسحاب فريق ماكلارين إثر إصابة أحد العاملين فيه بالفيروس.

وكانت تلك بداية الفوضى في روزنامة الموسم، اذ تم أيضا إلغاء سباق جائزة موناكو الكبرى، وتأجيل سبع مراحل أخرى هي البحرين وفيتنام والصين وهولندا وإسبانيا وأذربيجان وكندا، كما ان مصير جائزة فرنسا الكبرى المقررة في 28 حزيران/يونيو والتي من المفترض أن تكون الأولى على الروزنامة المعدلة للموسم، بات على شفير أن يلاقي المصير نفسه، بعد قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين بتمديد الحجر حتى 11 أيار/مايو وحظر جميع التجمعات العامة حتى منتصف تموز/يوليو.

وبات ايضا مصير جائزة بلجيكا المقررة في 30 آب/أغسطس معلقا ايضا وفي مواجهة سيناريوهات عدة مطروحة، بحسب المنظمين، في أعقاب قرار الحكومة الأربعاء حظر التجمعات حتى 31 من الشهر المذكور.

ووفي مقابلة الأسبوع الماضي مع شبكة “سكاي سبورتس” الرياضية، تحدث المدير الرياضي لبطولة العالم، البريطاني روس براون، عن إمكانية أن ينطلق الموسم الجديد من دون جمهور، مشيرا الى إمكانية إقامة 18 أو 19 سباقا (من أصل 22 كانت مقررة قبل تفشي الفيروس) إذا انطلق الموسم في تموز/يوليو.

ولا يبدو أن اقتراح تعويض الوقت الضائع من خلال إقامة سباق كل أسبوع أو حتى سباقين في أسبوع واحد، يلقى استحسان فيتل لأنه سيتسبب بارهاق الفرق، السائقين والطواقم، موضحا في مؤتمر صحافي عبر تقنية الاتصال بالفيديو من منزله في سويسرا “نحن السائقون محظوظون بعض الشيء (مقارنة مع طواقم الفريق والعمل الشاق الذي يقومون به). بالطبع، السباقات متعبة ولكن يجب أن تكون هناك حدود من أجل أعضاء الفريق. يجب أن يرتاحوا”.

واضاف “يجب علينا أيضا أن نرى ما إذا كان من السهل إعادة جدولة السباقات، إذا لم تكن الحلبات محجوزة سابقا. لا تزال هناك أسئلة كثيرة. اعتقد ان الروزنامة ستكون مضغوطة أكثر، لكن (إقامة السباقات) في عشرة اسابيع متتالية أمر غير واقعي”.

وأشار فيتل إلى أنه يفضل تنظيم السباقات بدون حضور الجماهير إذا سمح ذلك باستئناف سريع، شرط ألا يطول استبعاد المشجعين عن الحلبات.

– الأمر معقد –

وشهدت الأيام الأخيرة خروج بعض الأحداث الرياضية حول العالم بخطط لامكانية استئناف المنافسات خلف أبواب مغلقة، حيث أعلنت بطولة الولايات المتحدة لمحترفي الغولف الخميس عن عودة محتملة في حزيران/يونيو بدون جمهور.

ورأى الألماني أن الأمر معقد لأنه “من جهة، هناك صحة الرياضة (فورمولا واحد)، ومن جهة أخرى هناك صحة وسلامة العاملين في الحلبة وخاصة المشجعين”.

وأضاف “هناك العديد من الخيارات. لا أحد يحب التسابق أمام مدرجات فارغة، لكن سيتعين علينا أن نرى ما إذا كان ذلك (حضور الجمهور) لن يسمح لنا بالاستئناف في وقت أقرب (…) السباقات الأولى ستكون على الأرجح مختلفة بعض الشيء، لكن ليس كثيرا كما اتمنى، لأننا نريد أن نتسابق أمام الجماهير”.

واعتبر فيتل ان بالنسبة له حتى موسم من عشرة سباقات لا يقل قيمة عن موسم من 22 سباقا، محذرا في الوقت نفسه أن الضرر الذي لحق بالرياضة بسبب وباء فيروس “كوفيد-19” يمكن أن يكون قاضيا بالنسبة للفرق الصغيرة.

وأدى تعليق السباقات الى اضرار مادية هائلة، حيث توقفت عائدات البث التلفزيوني وعقود الرعاية، ما أسفر على اتخاذ نصف الفرق لاجراءات مالية من خلال تخفيض الرواتب والاحالة إلى البطالة الجزئية للحد من التداعيات. كما وافقت الفرق على خفض سقف الإنفاق من 175 مليون دولار إلى 150 مليون دولار.

وقال فيتل “من الواضح أن بعض الفرق الصغيرة في خطر، وكأسرة واحدة، على الفورمولا واحد أن تعتني بنفسها”.

– تكهنات –

ولم يكن الإنفاق والموعد المحتمل لانطلاق الموسم الجديد محور التخمينات الوحيدين، بل تم التطرق أيضا إلى التكنهات بشأن مصير فيتل مع فيراري، بعدما اقترب عقده على الانتهاء.

ووقع فيتل في 2017 عقدا جديدا مع العملاق الإيطالي لمدة ثلاث سنوات بقيمة 112 مليون دولار، بعد أن انتقل اليه عام 2015 من ريد بول الذي توج معه باللقب العالمي أربع مرات متتالية بين 2010 و2013.

وكان الطرفان دخلا في محادثات حول التمديد، لكنها وضعت جانبا بعد أن أنهى الألماني بطولة العالم الموسم الماضي خامسا خلف زميله الجديد شارل لوكلير من موناكو.

وقال فيتل “في البداية (أزمة فيروس كورونا)، كانت الأولوية لإدارة الوضع بأفضل طريقة، ولذلك تم تعليق المفاوضات. اعتقد اننا سنواصلها، لكن ليس لدينا موعد نهائي محدد”.

وعما إذا كان يعتزم السير على خطى سائقين مثل ثنائي ماكلارين، الإسباني كارلوس ساينز والبريطاني لاندو نوريس، اللذين خفضا راتبيهما من أجل تخفيف العبء المالي على فريقهما في هذا الوضع الاستثنائي، أجاب فيتل “نحن نناقش ذلك… لكن مهما حدث، سنحتفظ بهذا القرار لأنفسنا، كما فعلت على الدوام. لن استغل هذا الأمر (خفض الراتب” من أجل تلميع صورتي”.