الأردن اليوم-
قال خبراء إسرائيليون، إن هناك جملة أسباب تقف خلف إمكانية إبرام صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، مع تزايد الآمال بإمكانية التوصل إلى صفقة إنسانية حول الأسرى والمفقودين، بغرض حصول حماس على تسهيلات إنسانية وصحية لمواجهة وباء كورونا في قطاع غزة
وأضاف رون بن يشاي وأليئور ليفي، وثيقا الصلة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، في مقالهما بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته عربي21 أن هذه الصفقة الجزئية التي تشمل إطلاق سراح الأطفال والمرضى والنساء في السجون الإسرائيلية مقابل معلومات عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، قد تكون مقدمة لصفقة أشمل وأعم
وأشارا إلى أن الآمال تتزايد في إبرام هذه الصفقة في ظل مخاوف حماس من تفشي فيروس كورونا، وقد يكون لإسرائيل مصلحة في الاستجابة لمبادرة حماس الإنسانية من أجل التخفيف عن عائلات الجنود الأسرى، لكن التقديرات الإسرائيلية السائدة تشير إلى أن تل ابيب تعارض صفقة استباقية تتعلق بمعلومات حول مصيرهم، وإنما لديها جاهزية لإبرام صفقة شاملة
وأكدا أن المفاوضات التي تجري بين حماس وإسرائيل عبر وسطاء تبدو مكثفة وجدية من الجانبين، رغم نفي الأنباء التي تتحدث عن طلب حماس للحصول على مساعدات طبية وصحية مقابل المعلومات حول مصير الجنود، هذا السبب البسيط الذي يجعل إسرائيل تذهب باتجاه إبرام صفقة لمصلحتها الحيوية، وهي تبدي موافقتها على أن تقوم قطر وتركيا والولايات المتحدة بنقل المساعدات الطبية إلى قطاع غزة
وأوضحا من جهة أخرى أن الأجهزة الطبية التي بحوزة إسرائيل لا تكاد تكفي لنقلها إلى قطاع غزة، لذلك، فإن فكرة إبرام صفقة إنسانية لأغراض نقل الأجهزة الطبية مقابل معلومات عن أولئك الأسرى الذين وقعوا في الأسر، قد لا يخدم المصلحة الإسرائيلية، وكذلك ليس مصلحة حماس، لأنها تسعى لإبرام صفقة تسفر عن إطلاق سراح كبار أسراها في السجون الإسرائيلية فقط، مقابل نقل معلومات لإسرائيل عن أسراها لدى الحركة
وأضافا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتحدث عن إمكانية نقل معلومات طبية مقابل إنجاز صفقة معلوماتية بخصوص الأسرى والمفقودين، دون أن تطرح الحركة شروطا مسبقة، مع العلم أن هذه الأوساط ترى في غزة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار، لأن فرضية انتشار الوباء فيها يعني أن إسرائيل ستواجه هذا السيناريو القاتم على المستويين الصحي والأمني، لذلك ربما يجدر الفصل بين المساعدات الطبية وصفقة تبادل الأسرى
وسرد الكاتبان ما اعتبروها الأسباب التي تحفز حماس وإسرائيل على الذهاب لإبرام صفقة تبادل أسرى، فالسبب الأول هو رغبة حماس بجلب الأسرى الكبار والأطفال والنساء والمرضى إلى بيوتهم، خشية إصابتهم بالمرض في السجون الإسرائيلية، والسبب الثاني أن حماس تخشى على سلطتها في القطاع في حال انتشر الوباء، وأثر على استقرارها في القطاع
وختما بالقول بأن معدلات الإصابة في القطاع ما زالت منخفضة، لكن حماس تخشى السيناريو الأسوأ، رغم أن الغالبية العظمى من سكان القطاع هم أقل من ستين عاما، والسبب الثالث أن حماس تسعى لإبرام صفقة إنسانية، رغبة بكسر الجمود الحاصل في الصفقة الشاملة، تمهيدا لإحداث اختراق في المفاوضات العالقة منذ سنوات طويلة، بسبب إصرارها على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين على أيديهم دماء إسرائيلية