الملك يجري مقابلة مع برنامج Face the Nation على شبكة سي بي إس الأميركية

الأردن اليوم – أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأحد، مقابلة مع برنامجFace the Nation، الذي تبثه شبكة “سي بي إس” الأميركية، وتقدمه الصحفية الأميركية مارغريت برينان، كبيرة مراسلي الشبكة للشؤون الخارجية، فيما يلي نصها: مارغريت برينان: من أكثر السكان عرضة للتأثر بانتشار فيروس كورونا، 26 مليون لاجئ حول العالم، فهم في معظم الأحيان يسكنون في مناطق مكتظة وليس لديهم القدرة على الوصول إلا للخدمات والمرافق الصحية الأساسية. انتشار الفيروس بينهم قد يكون كارثيا. يستضيف الأردن أكبر مخيم للاجئين السوريين في العالم. ينضم إلينا الآن ملك الأردن، جلالة الملك عبدالله الثاني. صباح الخير جلالة الملك.
جلالة الملك: صباح الخير مارغريت.
برينان: التباعد الاجتماعي أشبه بالمستحيل بالنسبة للاجئين. كيف تخططون للحد من انتشار الفيروس؟ جلالة الملك: نحن اتخذنا إجراءات في وقت مبكر جدا، وساعدنا ذلك على تسوية المنحنى “تخفيض عدد الإصابات”، والتغلب على سرعة انتشار الفيروس بشكل جيد. قمنا باتخاذ تدابير صارمة، أغلقنا حدودنا واتخذنا إجراءات للغلق وإنشاء مناطق للحجر الصحي والعزل في البلاد بأكملها، ولكننا الآن بصدد التخفيف من هذا الغلق بشكل تدريجي. أما التحدي بالنسبة لموضوع اللاجئين، فهم يشكلون حوالي 20 بالمئة من السكان ومعظمهم خارج المخيمات وهذا تحد، ولكننا نعامل كل الأشخاص داخل حدودنا سواء من الأردنيين أو اللاجئين بالطريقة نفسها. ساعدتنا فحوصات الكشف المكثفة عن الفيروس على معرفة التحديات التي تواجهنا، ولكن، بالتأكيد، بالنسبة لبلد يزداد عدد سكانه بما نسبته 20 بالمئة من اللاجئين، فإن ذلك يشكل تحديا كبيرا في المستقبل.
برينان: إذن، بما أن هناك لاجئين خارج المخيمات، ما هو تصوركم لمدى انتشار الفيروس ضمن مجتمعات اللاجئين؟ جلالة الملك: مرة أخرى، نحن نقوم بفحوصات عشوائية وموجهة في جميع أنحاء البلاد. طبيعة السكن في مخيمات اللاجئين تضع الناس على مقربة من بعضهم البعض، وهذا شيء تداركناه مبكرا. نقوم بالكثير من فحوصات الكشف عن الفيروس. وإجراءات الغلق والحجر الصحي ساعدت الأردن على تسوية منحنى انتشار المرض “تخفيض عدد الإصابات” بشكل سريع نسبيا. عدد الحالات المشخصة لدينا خلال الأسبوع الماضي كان أقل من عشرة أشخاص يوميا، ومعدل تشخيص الحالات لدينا حوالي 15 حالة أسبوعيا تقريبا. لهذا، الوضع لدينا تحت السيطرة وضمن قدرات مؤسساتنا الصحية والطبية. ولكن، مرة أخرى، هناك دوما احتمالية وجود فجوة لم تكشف بعد، وبالتالي، فإن فحوصات الكشف عن الفيروس بشكل موسع هي ما نعتمد عليه للحصول على أرقام صحيحة.
برينان: هذا وباء عالمي، وقد دعت الأمم المتحدة لاستجابة عالمية، ولكن، وبصراحة، أوروبا تعاني في صراعها مع الفيروس كما هي الولايات المتحدة. والرئيس الأميركي أوقف للتو، أو جمد على الأقل، تمويل منظمة الصحة العالمية. من برأيك قادر على قيادة استجابة عالمية؟ جلالة الملك: أعتقد أن هذا الوباء هو تحد فاجأ الجميع بحجم تداعياته وانتشاره، ولا أحد يمتلك الاستجابة المثالية. فلكل بلد طريقة مختلفة في التعامل معه، ولكل مجتمع خصوصيته ولكل بلد تحدياته. أعتقد أن السؤال الذي تلمحين إليه: أين سنكون بعد أربعة أو حتى ستة أشهر أو عام من الآن؟ هل سندرك أن هذا العالم الذي نعيش فيه هو عالم جديد؟ هذا المرض أو الفيروس عابر للحدود، إنه عدو خفي يمكنه أن يستهدف البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء ولا يعترف باختلاف الأديان والعقائد والأعراق. إن لم نعمل معا، لن نستطيع التغلب عليه كما ينبغي. أعداء الأمس، أو البلدان التي لم تكن صديقة بالأمس، سواء أعجبنا ذلك أم لا، أضحت شريكة اليوم. وأعتقد أننا، كزعماء وسياسيين، كلما أدركنا ذلك بشكل أسرع، نجحنا بالسيطرة على الأمور بشكل أسرع. نحن لسنا قلقين بسبب فيروس كورونا فحسب، بل نحن نفكر فيما ستجلب لنا الأيام في الأعوام 2021 و2022 و2023. هل سنكون مستعدين للمواجهة التالية؟ هذا ليس ممكنا دون أن نساعد بعضنا البعض.