الأردن اليوم-
أدعي بل انني مستعد للقسم أنه لو قامت إيران باحتلال جزيرة العرب ما أطلقت أميركا عليها رصاصة واحدة، حتى وإن حول إليها العرب جميع عائدات النفط. واهمون من يعتقدون انهم ضمنوا البقاء بتعهدات ترامب وارتشائه
«من عَوّدَ «ترامب» إحساناً ومكرمة لا يغضبن إن لح في الطلب»
وبينما أنا أقرأ كتاباً صعباً وعميقاً في موضوعه أشعر أنني أولد ولادة جديدة به، وأرثي من لا يقرأ
هل أدلكم على المسطرة أو المعيار الذي يجعلكم تعرفون مكان ومكانة أي مجتمع في الحضارة؟
إن كل مجتمع أو شعب يحتاج بغياب التهديد الخارجي- إلى القوات المسلحة للمحافظة على الأمن والاستقرار، متخلف حضارياً بمقدار هذه الحاجة، فإذا كانت حاجته إليها بمقدار صفر تقريباً كما في بلدان اسكندنافيا قبل هجرة المسلمين إليها، فإنه يكون متحضراً بمقدار مائة في المائة تقريباً. وإذا كان الأمر بالعكس فإنه متخلف بمقدار مائة في المائة ، وهكذا
وهنا أو من هنا يجب أن نفكر في المنهج الخفي في المجتمع أو الدولة، وليس في المدرسة أو الجامعة فحسب، حيث الباطن عكس الظاهر، والدستور والقانون مستباحان في كثير من البلدان
ما أكثر التربويين وما أقل المربين، وما أكثر المدارس وما أقل التدريس!!!
الفرق بين التدريس والتربية يا أفندي، أن الجواب أو النتيجة في التدريب معروفة سلفاً ويمكن قياسها. أما الجواب أو النتيجة في التربية فغير معروفة لأحد، لأنها تُعد المتعلم لعالم مفتوح وغير يقيني. وعليه فإنه إذا أمكن قياس ما ينجز بالتدريب فإنه لا يمكن قياس ما ينجز بالتربية
إن معنى مقولة: « ما لا يمكن قياسه لا يمكن إنجازه» يعني التركيز على الكم وليس على الكيف أو النوع وهو منهج رأسمالي أميركي بدأ بتحويل الذكاء إلى شيء يمكن قياسه كمياً مع أن الذكاء ليس شيئا يمكن قياسه. وكذلك صاروا يفعلون بالقيم، مع أنها تسقط من عليائها إذا تحولت إلى كم. إن الفلاسفة والمفكرين العظام يحذرون من هذه السقطة
بعض الناس الذين كنا نعتقد أنهم صلبون يتحولون إلى موائع أو سوائل عندما يصلون إلى السلطة فيأخذون شكلها
ربما لا يوجد أخطر على المجتمع من تعاطي المخدرات سوى تعاطي شراء الأبحاث والدرجات الجامعية،واحتلال أصحابها مواقع حساسة يمكن أن تؤدي قراراتهم إلى تدميره
لا يهزم الدين إلا دين آخر أقوى منه، فقد هزم الدينُ الإسلامي الأديان الوثنية والمجوسية واليهودية والمسيحية في جزيرة العرب، وهزم الدينُ المسيحي الدين الإسلامي في الأندلس وفي جنوب أوروبا، ولكنه يعود إليها الآن بالحرية والديمقراطية العلمانية وحقوق الإنسان
بعص المسلمين داعشيون فكرياً ولكنهم مقنعون ، فعندما تحدثت عن ان الإسلام إسلامان كبيران : إسلام سني، وإسلام شيعي بقيا طيلة التاريخ في صراع ، لأن لكل منهما تفسيره للقرآن الكريم وحديثه الخاص. ومع ان هذه الحقائق واضحة إلا أن كثيراً من المسلمين يصابون بالدهشة عند ذكرها فيتداعون إلى شن هجوم كبير على القائل وكأنه اخترعها، وكانت المدرسة والجامعة التي تعلموا فيهما تغشهم في اثناء تعليمهم التاريخ «على شيخ واحد»