الأردن اليوم- غضب واسع اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، عقب إعلان وزارة الأوقاف عن إجراءاتها الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا مع حلول شهر رمضان المبارك
ورغم أن معظم وزارات الأوقاف في الدول الإسلامية أعلنت عن إجراءات احترازية مقاربة لما أعلنته نظيرتها المصرية، إلا أن هناك غضبا متصاعدا خلال اليومين الماضيين تجاه وزير الأوقاف المصري، وصلت حد المطالبة بإقالته
جاء ذلك عقب صدور قرار لوزير الأوقاف محمد مختار جمعة، بمنع إذاعة القرآن الكريم قبيل أذان المغرب من المساجد (عادة مصرية رمضانية تصاحبها تواشيح دينية)، وذلك عقب قراره بإغلاق المساجد، ومنع صلاة التراويح، وتحذيره المصريين من إقامة صلوات الجماعة أو القيام فوق أسطح المنازل
قرار منع إذاعة القرآن فجّر بركانا غاضبا تجاه جمعة، خاصة بعد إقالته للمتحدث باسم الوزارة، الذي أعلن عن وجود نقاشات تدور داخل أروقة الوزارة حول السماح بإقامة صلاة التراويح بإمام المسجد والعاملين في كل مسجد فقط
وما زاد من حدة غضب المعلقين، حديث آخر للوزير، بأنه سيعاقب كل من يذيع قرآن المغرب خلال شهر رمضان، وهو ما اعتبروه محاربة لمظاهر مصرية إسلامية معتادة، وهجوما على الإسلام غير مبرر، وليس إجراء احترازيا ضد الكورونا
وكان النشطاء قد دعوا خلال الأيام الماضية إلى وضع حلول إبداعية بديلة للإغلاق التام للمساجد، والاقتداء بالتجربة الإندونيسية والباكستانية في فتحها أمام المصلين، مع اتخاذها إجراءات احترازية للتباعد
نشطاء آخرون قالوا إن الغضب المنتشر ليس لقرارات الوزير فقط، وإنما لما وصفوه بـ طريقته المستفزة ونبرته الاستعلائية ، مؤكدين أن الوزير جمعة جاهل بالدين ، مدللين على ذلك بتلعثمه في قراءة سورة الفاتحة
وقد دعا النشطاء عبر وسم #إقالة_وزير_الأوقاف إلى إذاعة القرآن الكريم من الشرفات قبل صلاة المغرب نكاية في الوزير، فيما قارن آخرون بين الزحام والتكدس في شوارع مصر، وبين إصرار النظام المستمر في الإغلاق التام للمساجد، دون مراعاة لمشاعر المصريين في شهر رمضان، ودون طرح أي حلول بديلة، أو طرح تلك القرارات بصورة تهون على الشعب قسوتها
وعقب الحملة الواسعة، التي لا تزال مستمرة ضده، تراجع وزير الأوقاف عن قراره، قائلا إنه لن يتم منع إذاعة القرآن في المساجد في رمضان، رغم تصريحات رئيس القطاع الديني بالوزارة أمس بوجود قرار رسمي بمنع إذاعة القرآن والتواشيح، والاكتفاء بإذاعة الأذان فقط