أكد علماء دين أن إقامة صلاة التراويح في البيوت سبب في رفع البلاء، لما تمثله من رجوع إلى الله بالذكر والدعاء، ووقاية للنفس البشرية من الوباء، وحفاظاً على سلامة وصحة المجتمع، في هذا الظرف الطارئ لجائحة كورونا.
وكانت دائرة الافتاء العام قد أصدرت فتوى، بأن التزام الصلاة في البيوت واجب شرعي سواء كانت فريضة كالصلوات الخمس، أو نافلة كصلاة التراويح، التي تصحّ في المنازل فرادى أو جماعة بين أهل البيت الواحد، بسبب الظروف التي يحتمها فيروس كورونا.
وعبّر رب الأسرة عماد عبدالفتاح الطراونة، عن سعادته بالتغير الايجابي مع قدوم شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى التزامه بأداء صلاة التراويح بالمنزل مع أفراد عائلته، خشوعاً وابتهالاً ودعاءً بأن يرفع الله البلاء ووباء كورونا عن قريب، مع حرصه اليومي على سرد القصص والاحاديث النبوية، في جو إيماني أسري.
فيما يخصص فني الصيانة العامة سامر حسن أبوسويلم، مكاناً في بيته للعبادة، مزيناً فيها بكل ما يدعو للفرح والابتهاج بقدوم شهر الغفران، فيجتمع مع أفراد أسرته ويذكرهم بعظم وثواب الشهر الفضيل، ويقيم فيها صلاة التراويح معهم، محببا أولاده الصغار بهذه الصلاة ومذكراً بفوائدها لهم وسرده لهم القصص الإيمانية من الكتاب والسنة.
بدوره، عضو اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور جمال وادي، قال لـ(بترا)، إن وباء كورونا ينتقل بين البشر المخالطين، وأن المسافة بين المخالطين قد حسبت علمياً من سنوات طويلة، وقد تم تكرارها لهذا المرض نحو مترين، حتى يكون الشخص في أمان كبير من مصاب آخر أو ممن يشتبه به به إصابته بالمرض.
وبين الدكتور وادي وهو مستشار الأمراض المعدية والحميات، أنه لا شك أن المنع من الصلاة في المساجد بما فيها صلاة التراويح والتجمعات في رمضان، بسبب التصاقهم لبعضهم بعضا، مما يسمح بانتقال العدوى، مشيرا إلى أن الشخص المصاب بالمرض قد يعدي اثنين إلى ثلاث أو أربع أشخاص لتتكاثر العدوى بطريقة هندسية، حيث أن 80 بالمئة من عدد الإصابات كانت نتيجة علاقة أو قرابة مع الأشخاص المصابين.
وقال عميد كلية الشريعة في جامعة آل البيت الدكتور عماد الخصاونة، إن الفتوى بشأن منع صلاة التراويح في المساجد، تتفق مع السنة النبوية، فقد صلى الرسول الكريم صلاة التراويح في بيته ثم لم يداوم عليها جماعة خوفاً من أن تُفرض عليهم هذه الصّلاة فيشقّ عليهم القيام بها.
كما تتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ذلك أن الصلاة في المسجد قد تزيد من حالات الإصابة بالمرض نتيجة المخالطة، وأن وقاية النفس الإنسانية أولى من المحافظة على الصلاة في المسجد.
وأشار الدكتور الخصاونة، إلى أنه بالإمكان تشجيع أفراد الأسرة على الصلاة في جماعة بأجواء إيمانية، يتم خلالها تخصيص المكان المناسب للصلاة في البيت (مصلى) يجتمعون فيه، ويحافظون على تأدية الصلاة بما فيها صلاة التراويح في أول وقتها لثوابها العظيم، مع التخفيف عن الصلاة باستراحة قصيرة بين كل ركعتين يتم فيها سرد قصة من قصص القرآن الكريم الذي له الأثر المباشر على حياة أفراد الأسر والمجتمع، مع الحرص على تشجيع الابناء على تأديتها وتحفيز المميز منهم على الامامة لصلاة العشاء او التراويح او الوتر، بما ينعكس ايجابا على قوة شخصيته.
وقال أستاذ الفقه في كلية الفقه المالكي في جامعة العلوم الإسلامية الدكتور شويش المحاميد، إن إقامة صلاة التراويح في البيوت جماعة، من النشاطات الإيمانية التي تقوم بها الأسرة في رمضان، حيث يتعمق الرابط الإيماني ويتجلى فيها العمل الجماعي وما يغرسه من أثر في نفوسهم، وهي فرصة للدعاء وللتذكير ببعض الأحكام الشرعية والمواعظ.
وبين أن استشعار الثواب والأجر العظيم رغم أنها في البيوت، فهذا من بديهيات الشرع، ذلك أن الذي يحبسه المرض عن الجهاد في سبيل الله فله أجر المجاهدين، وأن الله سبحانه وتعالى قد رفع الإثم عن كل متعرض للضرر، مبينا أن الخوف من العدو والمرض من أسباب التخفيف فجعل رخصة تنتهي بانتهاء العارض.
وأضاف إنه إذا كان الخوف من انتشار وباء كورونا سبباً في إقامة صلاة التراويح في البيوت، فإن الحرص على صلاة التراويح سبب في رفع البلاء لما تمثله من رجوع إلى الله، موضحاً أن الله شرع صلاة للخوف، فيها تخفيف في كيفية الصلاة، فإن الخوف من انتشار هذا الوباء سبب وجيه يدعونا للالتزام بالصلاة في بيوتنا وإحياء هذه السنة العظيمة وحماية للمجتمع.
–(بترا)