سميح المعايظة
من النتائج المهمة لازمة كورونا انكفاء كل دولة على نفسها بحيث تبحث قيادة كل دولة عن طريقة لمواجهه المرض وتقليل الضحايا وامتلاك القدرة على توفير رعاية صحية للمصابين ونتحدث هنا عن سرير في مستشفى وجهاز تنفس صناعي وحتى الكمامات للمرضى والطواقم الطبية .
ذهبت كل دولة لتواجه حصتها من الكارثة مع انها كارثة اصابت كل الجيران والمحيط والعالم ، لكنه البحث عن طوق نجاة من كل دولة لنفسها .
الاردن دولة تعاني من مشكلات اقتصادية وايضا تعاني من اوبئة السياسة والتطرف والتنافس بين دول الاقليم على ادوار ونفوذ ، لكنها دولة تملك قيادة تتعامل مع المشكلات ليس عن طريق الاجراءات فقط بل عن طريق الرؤية والفكر وامتلاك منهج لادارة الازمة ، وقد نجحت عندما اعتمد صاحب القرار على المؤسسات البيروقراطية وذات الهوية والعقيدة الوطنية وعلى راسها المؤسسة العسكرية بكل تفاصيلها ، وبعد ان قطعنا اغلب المشوار واقتربنا من النهاية السعيدة باذن الله بدأ الملك يتحدث ويتحرك بعقلية القائد صاحب الخبرة والرؤية والفكر ، والبداية تعريف ما يعانيه العالم بانه ليس مشكلة داخلية لكل دولة بل هي ايضا مشكلة عالمية تستدعي تحالفا دوليا وتحركا للتعامل ليس فقط مع الوباء بل مع كل الازمات المماثلة ،فالازمات في العالم لن تنتهي بعد انحسار الوباء فهناك دائما مشكلات تصيب الجميع وتستدعي جهد الجميع .
وعندما تحدث الملك لقناة تلفزيونية مؤخرا كانت الاشارة واضحة الى ان الاردن سيرسل طواقم طبية ومعدات لدول عديدة ومنها الولايات المتحده ، والرسالة انه حتى الدولة العظمى تحتاج الى تضامن ومساعدة الاخرين لمواجهه الوباء فامريكا اليوم الاكثر من حيث الضحايا.
ومثلما كانت مقالة الملك امس وتواصله الهاتفي مع قادة دول مهمه في العالم فان ما يفعله الملك هو مبادرة ليتضامن العالم معا فب مواجهه مثل هذه المعارك تماما مثلما كان التحالف ضد التطرف والارهاب .
هي ليست مبادرة اردنية فحسب لكنها مخزون الخبرة والريادة في شخص الملك الذي يقود دولة ليست عظمى لكنها ذات فكر ويريد ان يحرض العالم على التضامن وهو المصطلح الذي استخدمه الملك لان الازمة اليوم انسانية وتستهدف حياة الانسان مهما كان لونه ودينه وجنسيته .
هي الخبرة العميقة التي نراها اليوم في الاستباق الاردني لحث العالم على الخير والتضامن والتحالف لحماية ارواح البشر حيث كانت الادارة غير الفاعلة في الدول الكبرى والغنية بينما تصدرت دولة مثل الاردن مشهد الانجاز رغم ضيق الموارد.