قال مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة، إن ما يمر به الاردن والعالم من انتشار للوباء، بمثل هذه الأيام يستوجب علينا أن نطبق كل ما يصدر عن أهل الاختصاص من توجيهات وتعليمات لأنها تحقق مقاصد الشريعة الإسلامية القائمة على حفظ النفس.
واضاف سماحته خلال مشاركته اليوم الجمعة في المجلس العلمي الهاشمي السادس والتسعون الثاني الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية لهذا العام تحت عنوان “الباقيات الصالحات..الحمد لله” وأداره مدير مديرية أوقاف عمان الثانية فضيلة الدكتور أحمد الخلايلة؛ علينا أن نحمد الله تعالى المتفضل علينا، ومن هنا ينطق الكون بأكمله بالحمد لله تعالى لحكمه، وعدله، وأن المخلوقات جميعها شهدت بالحق، مشيدًا بالشعب الأردني لأنه شعب متحضر ومتدين، وطائع لله تعالى، ويدرك أهمية هذه التعليمات لمواجهة أزمة كورونا. وحول مكانة الحمد لله بين سماحته، أن لها مكانة عظيمة عند الله تعالى، تغفر الذنوب، والإكثار منها يحل البركة على المسلم وعلى بيته، وأهله، وهذا ما وجهنا الله تعالى إليه، مشيرا الى أن من أراد المغفرة أو البركة فعليه أن يحمد الله تعالى، وهي تزرع الحياة في القلوب، وتقوى الحياة، حيث قال الله تعالى “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، موضحا بأن أفضل الذكر وأحسنه هو القرآن الكريم. وأشار إلى أن الذكر يزيل الخطايا والذنوب، كما أنه يزرع نورا للإنسان بقلبه وحياته، وقبره ويوم القيامة، أي هي نور له في الدنيا والآخرة.
وأكد ضرورة البدء دائما بأي عمل بقول “الحمد لله” أدبا مع الله تعالى، لأن سبحانه وتعالى يحب أن نحمده ونشكره على كل نعمه، مبينا أن العلماء قالوا أن سبحان الله دون الفضل، لأن التسبيح هو تنزيه الله عن النواقص والعيوب، أما الحمد هو إثبات المحامد كلها لله وفيها اثبات صفات الكمال لله. وأشار سماحته إلى أن هناك 5 سور من القرآن الكريم بدايتها الحمد لله رب العالمين، وهو الحمد لله على نعمة الإيجاد، إلا ان سورة الفاتحة جاءت جامعة لكل شيء، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال؛ ما أنعم الله على عبد من نعمة ثم قال الحمد لله إلا كان الله ما أعطى أفضل مما أخذ.
ولفت إلى أن الباقي هو عند الله تعالى، لأن الدنيا فانية، ومن هنا دائما على الإنسان أن يكثر من الحمد لله ومن ذكر الله تعالى، مؤكدا على أن حمد الله تعالى والذكر تفتح أبواب السماء، في حين أن من لا يحمد الله تعالى على النعم تكون نقمة على صاحبها. وبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعانا إلى أن نحمد الله تعالى على كل عمل حتى يأخذ قبول عند الله تعالى في السراء والضراء، وشأن الإنسان المسلم هو حمد الله تعالى على السراء والضراء، وفي كل عمل يقوم به أو ينتهي منه، ونحن اليوم نحمد الله تعالى على كل ما نحن فيه. كما أشار مفتي عام المملكة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو رحمة للناس، ومن هنا وجهنا عليه الصلاة والسلام إلى حمد الله سبحانه وتعالى على نعمه من المال والأولاد والأخلاق والصحة والعافية والأمن، والله تعالى يحب العبد الحامد عند حصول نعمة، أو ابتعاد نقمة، أو حلولها.
وثمن الخصاونة دور وجهود وزارة الأوقاف ممثلة بوزيرها الدكتور محمد الخلايلة في استمرارية إقامة المجالس العلمية الهاشمية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، داعيا الله تعالى أن يرفع البلاء عن وطنا وامتنا والعالم أجمع.